صمت سياسي في تونس بشان الازمة الليبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
تونس: يشكل الوضع في ليبيا المجاورة مصدر قلق دائم ومتصاعد في تونس حيث تجري عملية ادارة فترة انتقالية صعبة على المستويين السياسي والاقتصادي. وسياسيا لا يزال الصمت هو سيد الموقف غير ان السلطات تترك رسامي الكاريكاتور والصحافة والمدونين يعبرون عن مواقفهم من الجار "المزعج".
وقال مسؤول اجنبي اجرى لقاءات مع بعض المسؤولين السياسيين في تونس في الاونة الاخيرة عن موقف هؤلاء المسؤولين "رسميا هم لا يقولون شيئا ولا يمكنهم ان يقولوا شيئا، لكن يمكنني ان اؤكد ان بعضهم بدا في احاديث خاصة مرتاحا" لما يحدث في ليبيا.
وكان مجلس الامن الدولي تبنى مساء الخميس الماضي قرارا يسمح باللجوء الى القوة ضد نظام العقيد معمر القذافي ينص خصوصا على فرض منطقة حظر جوي على ليبيا. ولم تعلق تونس البلد "الصغير" كما انها لم تشارك السبت في قمة باريس قبل ساعات من بداية الضربات الجوية على جارتها ليبيا.
وتبدو الصحف التونسية اجمالا غير مؤيدة لضرب ليبيا رغم ان لا احد نسي في تونس موقف "قائد الثورة الليبية" المدافع عن زين العابدين بن علي في 15 كانون الثاني/يناير غداة الاطاحة به وفراره الى السعودية.
وكان القذافي اعلن غداة فرار بن علي انه "متألم جدا" لرحيل الرئيس المخلوع مضيفا انه "لا يوجد احسن من +الزين+ ابدا في هذه الفترة بل اتمناه (ان يبقى في الرئاسة) ليس الى ال2014 بل ان يبقى إلى مدى الحياة"، ووصف الذين ثاروا عليه ب "العصابات الملثمة".
اما في المستوى الاقتصادي فان للازمة تاثيرها الاكيد على تونس. وبالاضافة الى آلاف العمال التونسيين الذين فروا من ليبيا منذ بداية الاحداث، كان اول اثر واضح للازمة تدفق اكثر من مئة الف لاجىء على تونس منذ منتصف شباط/فبراير غالبيتهم من مصريين وبنغال وصوماليين وماليين وصينيين.
وتولت تونس شعبا وحكومة، ايواء هؤلاء واطعامهم وتنظيم عودتهم الى ديارهم بمساعدة المجتمع الدولي. ويثير تدهور الوضع في ليبيا مخاوف من موجة جديدة من اللاجئين خصوصا من الليبيين ومن خسارة كبيرة في المستوى التجاري.
فليبيا تمثل ثاني اهم شريك لتونس بعد الاتحاد الاوروبي. وتبيع 1200 مؤسسة تونسية بضائعها لليبيا ما يمثل 7 بالمئة من الصادرات التونسية. وبلغت قيمة التجارة الثنائية بين البلدين في 2010 نحو 1,2 مليار دينار (نحو 600 مليون يورو).
كما ان نحو مليوني ليبي يزورون سنويا تونس لاغراض السياحة والعلاج وقضاء شؤون اخرى. وبحسب مجلة حقائق التونسية فان ليبيا هي رابع مستثمر عربي في تونس ومزود كبير لها بالمنتجات النفطية.
وقال علي الذوادي رئيس الغرفة التجارية التونسية الليبية "يجب الحفاظ على الهدوء وعدم الانخراط في خطب سياسية وخصوصا التفكير في المستقبل". وقدرت الغرفة الخسائر التونسية الشهرية بسبب الازمة في ليبيا بنحو مئة مليون دينار تونسي (53 مليون يورو).
وقال الشاذلي الذي يملك شركة تصدر منتجات غذائية لليبيا يعمل فيها 40 موظفا "منذ اسبوع توقف التصدير الى ليبيا" موضحا ان ثلث رقم معاملاته السنوية (1,6 مليار يورو) يتم مع ليبيا في حين ان الثلث الثاني مع مصر والباقي في تونس.
واضاف لوكالة فرانس برس "اذا استمر الوضع لاسابيع قليلة يمكن تحمله، لكن اذا طال الى شهرين او ثلاثة اشهر فسيكون من الصعب جدا تحمله" وقدر قيمة الصفقات التي ضاعت بسبب الوضع في ليبيا ومصر ب 170 الف دينار ( نحو 83 الف يورو) شهريا.
وفي مركز راس جدير الحدودي مع ليبيا تكاد تغيب الشاحنات التي كانت تنقل يوميا بالعشرات السلع الغذائية خصوصا من تونس الى ليبيا. وتعاني مدينة بنقردان (نحو 90 الف ساكن) المجاورة للحدود من شلل شبه تام في اسواقها المزدحمة عادة.