إنفجارات قرب مقر القذافي والحكومة تؤكد السيطرة على مصراته

أعلنت الولايات المتحدة أن موقفها يتمثل في ضرورة رحيل العقيد الليبي من السلطة، في وقت سمع فيه دوي طلقات مدفعية مضادة للطيران وانفجارات قرب مقر معمّر القذافي في العاصمة طرابلس. وأكد الناطق باسم الحكومة الليبية السيطرة على مصراته ثالث مدن البلاد.

طرابلس: سمع دوي طلقات مدفعية مضادة للطيران أعقبتها انفجارات مساء الاثنين في القطاع الذي يوجد فيه مقر العقيد معمّر القذافي في مدينة طرابلس.

وسمعت طلقات المدفعية المضادة للطيران بعيد الساعة 19:00 ت.غ اعقبتها انفجارات عديدة.

وبعد هدوء استمر أكثر من ساعة، استؤنف اطلاق الطلقات المدفعية وسمع دوي انفجارين. وافاد شهود ان قصف قوات الائتلاف الدولي اصاب مساء الاثنين قاعدة بوستة البحرية الليبية على بعد عشرة كيلومترات من شرق طرابلس، وشوهدت ألسنة النار تندلع منها. وقال الشهود ان القصف استهدف القاعدة البحرية.

وبثّ التلفزيون الليبي الرسمي خبرًا عاجلاً جاء فيه إن "طرابلس تتعرض لقصف جوي صليبي غاشم". ودمّرت صواريخ ليلة الاحد الاثنين مبنًى اداريًا داخل باب العزيزية في جنوب العاصمة طرابلس، حيث يقيم القذافي.

وأعلن متحدث باسم الحكومة الليبية أن قوات الائتلاف الدولي قصفت الاثنين مدينة سبها، على بعد 750 كلم من جنوب طرابلس، ومعقل قبيلة القذاذفة، التي ينتمي اليها العقيد معمّر القذافي.

وأكد الناطق باسم الحكومة الليبية أن مصراته، ثالث مدن ليبيا، "تحررت قبل ثلاثة ايام"، مضيفاً ان القوات الليبية تواصل مطاردة "عناصر ارهابية" في المدينة.

وأعلنت قوات التحالف ان البناء الذي استهدف في القصف هو مركز "قيادة ومراقبة". وتشارك ابتداء من السبت الماضي الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا في عمليات قصف، الهدف منها حماية السكان المدنيين من هجمات للقوات التابعة للقذافي.

هذا وأعلنت وزارة الخارجية الاميركية الاثنين ان الهدف النهائي للولايات المتحدة وحلفائها هو رحيل الزعيم الليبي معمّر القذافي. وقال المتحدث باسم الوزارة مارك تونر "نسعى الى اقناع العقيد القذافي ونظامه ومعاونيه بان عليهم التخلي عن السلطة"، مضيفاً "هذا يبقى هدفنا النهائي هنا".

واضاف تونر ان الولايات المتحدة كانت واضحة في اعتبار ان القذافي فقد شرعيته كحاكم لليبيا. وحرص تونر على ايضاح ان هذا الهدف ليس آنيًا، وانما في مرحلة ابعد وقال "سنواصل ... على المدى البعيد ممارسة الضغوط عليه وعلى اعوانه". وشدد على ان "الهدف الحالي هو فرض منطقة الحظر الجوي".

وقال الرئيس الاميركي باراك اوباما ان موقف الولايات المتحدة يتمثل في ضرورة رحيل القذافي من السلطة، مضيفًا ان الولايات المتحدة ستبقى ملتزمة بالتفويض الذي حدده قرار الامم المتحدة رقم 1973 في تحركها العسكري في ليبيا.

واوضح اوباما في مؤتمر صحافي مع الرئيس التشيلي سباستيان بينيرا ان "تحركنا العسكري يدعم تفويضًا دوليًا من مجلس الامن يتركز اساسًا على التهديد الانساني الذي يمثله العقيد القذافي على شعبه".

واضاف انه "سمح للجيش الاميركي بالعمل مع شركائنا الدوليين لاحترام هذا التفويض". وتابع "الان اعلن ايضًا ان الموقف الاميركي هو ان القذافي يجب ان يرحل".

وقال أوباما الاثنين في سانتياغو إن "حلف شمال الاطلسي سيقوم بدور" في المرحلة العسكرية الجديدة التي ستبدا "خلال ايام، وليس اسابيع". وقال "من الواضح ان الوضع يتطور على الارض". واضاف "كما قلت سابقا هدفنا الاول هو شلّ الدفاعات الجوية الليبية حتى يمكن فرض منطقة الحظر الجوي بفاعلية".

وتابع "ثانيًا التأكد من إمكانية تحقيق الأهداف الإنسانية للمهمة. لكن دعوني اشدد على واقع أننا نريد اجراء هذا الانتقال خلال ايام، وليس اسابيع". واوضح ان "الحلف الاطلسي سيشارك في عمل تنسيقي نظرا إلى القدرة غير العادية لهذا الحلف".

كاميرون يؤيد نقل مسؤولية العملية في ليبيا إلى الحلف الأطلسي

من جانبه، تحدث رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون عن نقل مسؤولية العملية العسكرية الدولية الجارية في ليبيا "الى الحلف الاطلسي في الوقت المناسب"، وذلك في كلمته امام النواب بعد ظهر الاثنين. وقال كاميرون "في الوقت المناسب نريد نقل مسؤولية قيادة هذه العملية الى الحلف الاطلسي ومراقبتها عبر اليات الحلف، بحيث يتم تنسيق مساهمات جميع من يريد المشاركة بشكل حسن".

وتابع "قد تسلم القيادة بسهولة الى اميركي او فرنسي او بريطاني، ولكن في اطار الحلف الاطلسي". وقال "دعوني اوضح لكم كيف يعمل الائتلاف: انه يعمل بقيادة اميركية بنية نقل مسؤولية مهمته الى الحلف الاطلسي"، وذلك في نقاش سبق تصويت النواب مساء الاثنين.

برلوسكوني يريد أن يتولى الحلف الأطلسي قيادة العمليات في ليبيا

هذا وطلب رئيس الوزراء الايطالي سيلفيو برلوسكوني مساء الاثنين ان يتولى حلف شمال الاطلسي قيادة عمليات الائتلاف الدولي في ليبيا. وقال برلوسكوني في مؤتمر صحافي "نود ان تنتقل قيادة العمليات الى الحلف الاطلسي، وان تجري عملية التنسيق بصورة مختلفة عما هي عليه الآن".

واضاف ان الطائرات الايطالية "لا تطلق النار، ولن تطلق النار"، وستكتفي بطلعات الدورية لتطبيق "منطقة الحظر الجوي" التي اقرتها الامم المتحدة. الا ان طيارين ايطاليين اكدوا صباحًا بخلاف ما قاله برلوسكوني انهم استهدفوا وبنجاح بطاريات مضادة للطيران لقوات القذافي في بنغازي.

واضاف رئيس الحكومة الايطالية "علينا ان نحدد بدقة اهداف المهمة في ليبيا، في اطار قرار مجلس الامن: تطبيق منطقة حظر جوي، فرض الحظر وحماية المدنيين". وكان وزير الخارجية الايطالي فرانكو فراتيني لوّح بأن ايطاليا قد لا تسمح باستخدام قواعدها. وقال في وقت سابق انه "ان لم يتول الحلف الاطلسي تنسيق العمليات العسكرية، سندرس السبيل الذي يتيح لإيطاليا أن تتولى بنفسها مهمة التحكم بالقواعد" الموجودة في ارضها.

الثوار يعلنون سقوط 40 قتيلاً في مدينة مصراته الاثنين على يد قوات القذافي

إلى ذلك، أعلن ناطق باسم الثوار الليبيين ومصدر طبي في مصراته شرق طرابلس أن 40 شخصًا على الاقل قتلوا الاثنين في المدينة، واصيب مئات آخرون بنيران القوات التابعة للقذافي.

وقال طبيب في المستشفى المركزي في المدينة تحدثت اليه فرانس برس هاتفيًا عن طريق احد الناطقين باسم الثوار ان عدد القتلى "وصل الى 40 والجرحى اكثر من 300 وما زلنا نستقبل المزيد".

وكان ناطق باسم الثوار قد أكد ان "كتائب القذافي قامت تحت تهديد السلاح بجمع نحو 500 شخص من خارج المدينة، واقتادتهم الى وسط مصراته، حيث اجبرتهم على التظاهر تأييدًا للقذافي".

واضاف ان "الآلاف من سكان المدينة خرجوا في تظاهرة مضادة، عندها قامت كتائب القذافي باطلاق النار عليهم من خلال قناصة انتشروا على سطوح البنايات ومن دبابة" ما ادى الى سقوط القتلى والجرحى.

واكد الناطق ان قوات القذافي لم تسيطر على المدينة "الا انها تتمركز في الشارع الرئيس فيها، حيث نشرت قناصة فوق البنايات وثلاث دبابات". وقال ناطق اخر باسم الثوار ان قوات القذافي، إضافة الى اطلاق النار على المتظاهرين، "قامت بنصب فخّ للثوار من خلال رفع العلم الأخضر على قاعة الشعب في الشارع الرئيس لمصراته قبل التظاهر بالانسحاب".

واضاف "عندما قام السكان بالدخول الى القاعة للصعود على سطحها لإنزال العلم الاخضر ورفع علم الثورة شنّت قوات القذافي هجومًا عليهم، وهم محاصرون في داخلها. وكان مشهد الضحايا مروعًا". وتابع الناطق "مصراته الان تبدو كمدينة اشباح محاصرة، ويتصاعد الدخان منها".

من جانبه دعا التلفزيون الرسمي الليبي اهالي مصراته، ثالث اكبر مدن ليبيا (500 الف نسمة) والتي تبعد 200 كلم من شرق طرابلس الى "الخروج من بيوتهم، والى عودة الحياة الطبيعية الى المدينة، بعد تطهيرها من العصابات الاجرامية المسلحة". وكان الثوار قد صدّوا خلال الاسابيع الماضية محاولات عديدةلقوات القذافي لاستعادة المدينة التي يسيطرون عليها.

يذكر أن رئيس الوزراء الروسي، فلاديمير بوتين، انتقد قرار مجلس الأمن الخاص بالأوضاع في ليبيا، معتبراً أن القرار يسمح بـ "تدخل أجنبي في دولة مستقلة ذات سيادة،" وشبه بوتين القرار بـ "دعوات شن الحملات الصليبية في القرون الوسطى،" في حين شدد الرئيس الروسي، ديمتري ميدفيديف أن بلاده لن تشارك في عمليات جوية أو برية بليبيا.

وقال بوتين، خلال زيارة إلى مصنع لإنتاج الصواريخ الحربية في مدينة فوتكينسك الاثنين، إن قرار مجلس الأمن: "خاسر ومدمّر لأنه يسمح بكل شيء".

الدنمارك تطالب بمحاكمة القذافي أمام محكمة دولية

إلى ذلك، طالبت وزيرة الخارجية الدنماركية ليني اسبرسن الاثنين بمحاكمة العقيد معمر القذافي امام محكمة دولية على الجرائم التي ارتكبها بحق الليبيين. وفي مقابلة مع المحطة الثانية في التلفزيون الدنماركي، قالت اسبرسن "بالتأكيد يجب ان يحال امام محكمة دولية كي يحاسب على الجرائم التي ارتكبها بحق الشعب الليبي".

واضافت "بالتأكيد يعود إلى الليبيين انفسهم الإطاحة بالقذافي، وبإمكاننا أن نساعدهم في جعل الحياة مستحيلة للقذافي وأنصاره". وتشارك الدنمارك في العمليات العسكرية ضد ليبيا مع ست طائرات اف-16 وطائرة نقل.