أخبار

تنظيم القاعدة اولوية واشنطن والرياض في اليمن

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

دبي: يمثل تنظيم القاعدة في اليمن مصدر قلق كبير للولايات المتحدة والسعودية بينما يرى خبراء في الخليج ان هزيمة هؤلاء يجب ان تشكل اولوية لدى من سيخلف علي عبد الله صالح في الرئاسة اليمنية.

وجعل صالح الذي يواجه حركة احتجاجية متعاظمة تطالب برحيله، من هذه المعركة ممرا اساسيا في علاقاته مع واشنطن بحسب ما اظهرت وثائق دبلوماسية اميركية مسربة، يهدف من خلالها ايضا الى احتواء اتهامات بالفساد موجهة الى نظامه.

ويقول كريستوفر بوتشيك المحلل في مركز كارنيغي للسلام ان "الولايات المتحدة التزمت الصمت لمدة طويلة لانها كانت بحاجة اليه (صالح) في معركتها مع تنظيم القاعدة". واستهدف هجوم في 2000 المدمرة الاميركية كول في عدن جنوبا ما ادى الى مقتل 17 جنديا اميركيا، في تاكيد على نية تنظيم القاعدة الاستفادة من اليمن حيث لا تخضع مناطق واسعة منه الى سلطة الحكومة.

ومنذ ذلك الحين، بات اليمن حيث جذور عائلة زعيم القاعدة اسامة بن لادن، ملاذا لمجموعات ارهابية، فيما تنظر واشنطن بريبة الى التعاون الذي يقدمه صالح حيال محاربة تلك المجموعات. ويشرح بوتشيك ان "الاميركيين لا يعرفون من سيخلف الرئيس صالح، ولا يعلمون ما يمكن ان يقوم به الرئيس الجديد".

واكد وزير الدفاع الاميركي روبرت غيتس الثلاثاء هذه المخاوف. وقال ان "عدم الاستقرار في اليمن وتحويل الانظار عن تنظيم القاعدة هي ما يهمنا في هذه المرحلة". كما عبر غيتس عن موقف غامض تجاه المطالب المتزايدة بتنحي الرئيس اليمني.

وقال في القاهرة للصحافيين ان "نتيجة الاضطرابات في اليمن ما زالت غير واضحة". وبلغت قيمة المساعدات العسكرية الاميركية الى اليمن 150 مليون دولار في 2010، حين بدا البنتاغون الاشراف على برامج تدريب للقوات اليمنية الخاصة.

وحصلت واشنطن على ضوء اخضر من صالح لاطلاق هجمات صاروخية ضد اهداف يرجح انها تعود الى تنظيم القاعدة في اليمن. ويقول الدبلوماسيون الاميركيون منذ 2007 في برقياتهم ان صالح يستخدم "ورقتي الارهاب والاستقرار" من اجل اسكات الانتقادات الاميركية الموجهة الى ادارته.

وقال في برقية نشرها موقع ويكيليكس مؤخرا ان "صالح يستخدم هذا التكتيك من اجل الحصول على دعم الحكومة الاميركية". ولم يمنع هذا التحالف محاولات لتنفيذ اعتداءات ارهابية ضد الولايات المتحدة، مثل تلك التي نفذها نيجيري يدرس في اليمن في عيد الميلاد عام 2009.

ويشتبه ايضا في ان القاعدة كانت متورطة في آب/اغسطس 2009 في هجوم استهدف مساعد وزير الداخلية السعودي محمد بن نايف، ما يظهر هشاشة الامن المحيط بعائلة آل سعود، المستهدفة منذ 1991 من قبل بن لادن.

ويقول رئيس تحرير صحيفة "عرب نيوز" السعودية خالد المعينا "نحن قلقون لان اليمن عند حدودنا ولا نريد ان تحدث اي مشاكل هناك"، مذكرا بان حدود المملكة الخليجية النفطية مع اليمن تمتد على مسافة 1500 كلم.

لكن بالنسبة للسعودية وحليفتها الولايات المتحدة، فان اهمية اليمن تكمن ايضا في سيطرته على مضيق باب المندب الواقع بين المحيط الهندي والبحر الاحمر، حيث يمر يوميا حوالى ثلاثة ملايين برميل نفط باتجاه قناة السويس واوروبا. وقد اكد الكونغرس الاميركي مؤخرا اهمية قرب اليمن من الصومال، البلد العربي الافريقي الذي لا حكومة فيه وحيث ينشط المتطرفون الاسلاميون بقوة، واصفين هذه المنطقة ب"القنبلة الموقوتة".

ويرى المعينا ان هذه "القنبلة" ليست محكومة بالانفجار، رغم ان على الرئيس صالح ان يغادر الحكم. ويؤكد ان "من سيستلمون الحكم في صنعاء لن يسمحوا لتنظيم القاعدة بان يعمل انطلاقا من الاراضي اليمنية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف