أخبار

تساؤلات عن قرب فرض برنامج "النفط مقابل الغذاء" على ليبيا

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

القاهرة: في خضمّ النقاش الذي دار حول الهجوم الجوي المدعوم من الأمم المتحدة ضد نظام العقيد الليبي معمر القذافي، توارت الحقيقة التي لم يُلتَفت إليها وتقول إن قرار مجلس الأمن الذي أجاز استخدام القوة فرض أيضاً عقوبات اقتصادية بعيدة المدى على أي دولة، منذ تلك التي تم فرضها على العراق قبل حرب الخليج التي اندلعت عام 1991.

وبالإضافة إلى صبغ التدخل العسكري بالدعم القانوني، فإن القرار رقم 1973 قد فرض تجميداً لأصول خاصة بالبنك المركزي الليبي، وهيئة الاستثمار الليبية، وصندوق الثروة السيادية الليبي، والمؤسسة الوطنية للنفط الليبية. كما اشتمل القرار على بند يقضي بعدم تسيير أي طائرات تجارية ليبية.

ومثل العقوبات التي سبق وأن تم فرضها على إيران، قالت اليوم مجلة فورين بوليسي الأميركية إن الخطوة التي تهدف إلى قطع مصادر الدخل الرئيسة للقذافي قد تلحق أضراراً اقتصادية جانبية بالمواطنين العاديين.

كما أنها تمثل تحولاً على صعيد الجهود المبذولة من جانب مجلس الأمن على مدار العقد المنقضي لوضع عقوبات مستهدفة من شأنها أن تعاقب نخب الحكومات المارقة، وفي الوقت نفسه تعنى بتوفير الحماية للأناس العاديين من الصعوبات الاقتصادية القاسية.

ونقلت المجلة في هذا السياق عن دافيد كورترايت، الباحث في معهد كروك لدراسات السلام الدولية في جامعة سيدة اللويزة وواحد من أبرز خبراء البلاد المتخصصين في عقوبات الأمم المتحدة، قوله :" إذا استمر الجمود ولم يتغير النظام، فسيكون من شأن هذه التدابير أن تُجوِّع الاقتصاد. وعاجلاً أم آجلاً، وربما عاجلاً، ستبدأ ليبيا مواجهة صعوبات اقتصادية داخلية، وبالتالي، صعوبات إنسانية".

وبينما سبق لمجلس الأمن أن اتخذ قرارات سابقة بفرض عقوبات مماثلة على دول أخرى، أوضح كولين كيتينغ، المدير التنفيذي لتقرير مجلس الأمن :" الوضع مختلف في ليبيا، حيث استعانوا بطريقة ترتكز بشكل أكبر على "البنادق" لتقليص اقتصاد البلاد. ويجب عليّ القول إن ذلك يبدو بالنسبة لي شيئاً لم يسبق لي أن رأيته من قبل. وأعطى ذلك مجالاً للقيود الأوسع في النطاق التي نراها عادةً مع العقوبات المستهدفة".

وفي وقت نجح فيه الحظر النفطي والتجاري الذي سبق لمجلس الأمن أن فرضه إبان فترة حكم الرئيس العراقي السابق، صدام حسين، عامي 1990 و 1991، في إجباره على إلغاء غزوه العسكري للكويت وتدمير برامج الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والنووية، إلا أنه تسبب أيضاً في تعرض الأفراد لمشقة هائلة - حيث أشارت بعض التقديرات إلى أن مئات الآلاف من الأطفال ربما توفوا نتيجة لسوء التغذية بسبب نقص الواردات الغذائية. وهو ما جعل مجلس الأمن يُقدِم على وضع برنامج إغاثة إنساني كبير في العام 1996، أتاح للعراق فرصة بيع إنتاجه النفطي - تحت سيطرة الأمم المتحدة - من أجل شراء أغذية وبضائع إنسانية وغيرها من الإمدادات الضرورية. ثم تم حلّ هذا البرنامج عام 2003 بعد غزو العراق، وقد أظهرت سلسلة من التحقيقات التي أجريت بعد ذلك أن إدارة هذا البرنامج كانت مليئة بالفساد.

أما جولة العقوبات التي تم إقرارها مؤخراً ضد ليبيا - وتضمنت القرارين رقم 1970 و 1973 - فلم تشكل حظراً تجارياً رسمياً، واستهدفت عدداً قليلاً من الشركات والأفراد المرتبطين بالعقيد القذافي. لكن في دولة تفرض هيمنتها على الأوضاع الاقتصادية مثل ليبيا، رأت المجلة أن استهداف الدائرة الداخلية للنظام خطوة كافية لوقف عجلة الاقتصاد بأكمله. وقالت في هذا الصدد كارني روز، الدبلوماسية البريطانية السابقة التي أشرفت على السياسة البريطانية في برنامج النفط مقابل الغذاء في العراق :" نحن ننظر في واقع الأمر في إمكانية فرض حظر نفطي. وهذا يبدو لي بمثابة الخطوة التي تهدف إلى إحاطة عملية شراء النفط من العراق بالمشكلات".

وفي ختام حديثها، قالت المجلة إن ليبيا تنتج 1.6 مليون برميل من النفط يومياً، لكن الصادرات تأثرت بشكل كبير منذ أن تم فرض العقوبات. ولفتت إلى أن الائتلاف الدولي بقيادة أميركا وفرنسا وإنكلترا يبحث الآن عن طرق لتلبية الاحتياجات الإنسانية للشعب الليبي، بما في ذلك احتمالية فرض السيطرة على موانئ رئيسة، من ضمنها الموجود في مدينة بنغازي، لضمان تسليم الغذاء والدواء والإمدادات الأخرى. ومن المحتمل أن يستفيد المجتمع الدولي من ثروة ليبيا النفطية الخاصة لتغطية التكاليف.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
ع غغف فف فف ق غ نننن
ع عع عغعغ ععغغ غغغ غ -

الرد غير مفهوم

ه عغ غف فف فق
هعع عغ غغ فغغ غغغغ -

الرد غير مفهوم

ما أشبه اليوم ب..!
فارس بلا جواد -

المئات من موظفي الامم المتحدة الفاسدين الذين أتخموا بأموال العراق من خلال فساد برنامج النفط مقابل الغذاء وتجويع الشعب العراقي..يسيل لعابهم الان للحصول على حصة من الكعكة الليبية والقيام بدورهم (الاممي !!)المخزي في نهب أموال المواطن الليبي المسكين بحجة مساعدته !! ..ولا عزاء للأغبياء !!!!

لا ثقة بالغرب
د. بسام -

لا ثقة بنوايا الغرب، والأمم المتحدة بحد ذاتها هي المحرك الأول للفساد المالي والأخلاقي في العالم. الأمم المتحدة هي صنيعة العصابة الدولية المسماة بالحكومة الخفية. يعيدون تكرار قصة العراق اليوم؟ ليس الخطأ جريمة الغريب فالغريب يبحث عن مصالحه، ولكن الجريمة هي من صنع الدول العربية وحكامها الأشرار!

سرقة جديدة
حسين -

تريد الامم المتحدة ان تحلب دولة نفطية جديدة لكي تملي جيوب قادتها .... من يقرا العنوان يجد ان العمليةانسانية الاهداف لاطعام الشعب الليبي من امواله ولكن تنفيذ البرنامج سيجعل من الياته هدفا للسرقه لان الامم المتحدة ستجلب العديد من الاشخاص ومن مختلف دول العالم ليديروا برنامج النفط مقابل الغذاء والدواء ... كما فعلوا في العراق... رغم ان الحالة الان في ليبيا تختلف لانه لا وجود لحكومة المجنون القذافي ولا اولاده عكس ما كان موجودا زمن الطاغيةصدام الذي كان يستعمل البرنامج لسرقة اموال جديدة لارهاب الشعب... ولكن سرقة الامم المتحدة من نوع اخر الا وهي العدد الكبير ممن يسمون خبراء الاشراف على البرنامج بدءا من نيويورك مقر الامم المتحدة ومرورا بالدول التي ستتولى رعاية الاموال... وكل خبير تبدا اجوره اليومية من 500 دولار صعودا ، اتذكر في العراق كان خبراء من احدى دول اسيا سالت عددا منهم عام 1997، ما هو اختصاصك العلمي لتكون خبيرا وهو شاب يقل عمره عن ثلاثين عاما ، ذكر انه خريج تاريخ واخر بعمر مقارب خريج جغرافيه وما شابه ويوميا 300 دولار اضافة الى السكن والسفر ...يضاف الى ذلك المصروفات الادارية للامم المتحدة وبيروقراطيتها القاتله... الله في عون الشعوب المظلومة التي وقعت تحت ايدي حكام مجرمين

تأريخ يتكرر
سالم بغدادي -

ونحن نرى استكمال حلقات سيناريو اسقاط صدام يتكرر بحذافيره و توقيتاته في ليبيا, نتسائل هل من فرصه لتجنيب شعبنا الليبي مما وقعنا نحن فيه . انا اعتقد ان على الدكتور الجلبي مسؤوليه تأريخيه في كشف تفاصيل رفض الامريكان لمشروعه لتحرير العراق من صدام على يد العراقيين . حججهم في حينها كما هي في ليبيا , ان لاتوجد معارضه قادره على مسك البلد وادارته.