أحداث ليبيا تثير خلافات حادة بين بوتين وميدفيديف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
أدىاختلاف المواقفبين بوتين وميدفيديف من العملية العسكرية في ليبيا إلى وضع المسؤولين الروس في مأزق كبير.
وقال مراقبون إن هذا الخلاف وضع جيش السياسيين المؤيدين للكرملين في مأزق بين رئيس الدولة ورئيس الوزراء، اللذين يمكن أن يتولى أي منهما الرئاسة مجددًا العام المقبل. وكالأطفال الذين يجدون انفسهم وسط مشاجرة بين الوالدين عمل هؤلاء المسؤولون كل ما بوسعهم لتجنب اتخاذ هذا الجانب أو ذاك.
وبادر النائب الشيوعي ليونيد كالاشنيكوف الذي دعا روسيا إلى إستخدام الفيتو في مجلس الأمن ضد الضربات الجوية في ليبيا إلى مخاطبة هؤلاء المسؤولين الحائرين قائلاً إنه يتفهم موقفهم عالقين بين برجي الكرملين، ولكن هذا ينبغي ألا يضر بسمعة روسيا الدولية. وقال رفيقه اناتولي لوكوت إن بيان البرلمان الروسي الذي انتقد الزعيم الليبي معمر القذافي والغرب سواء بسواء جاء معبرًا عن "فن الجلوس على كرسيين".
وإذ يلوح موعد الانتخابات الرئاسية بعد أقل من عام يبقى من غير المعروف ما إذا كان ميدفيديف سيرشح لولاية ثانية أو يتنحى أمام بوتين الذي ما زال أكثر السياسيين شعبية في روسيا.
وكان المسؤولون الروس دأبوا على نفي الشائعات التي تتحدث عن انطلاق منافسة محتدمة بين الرجلين ، وهذا ما فعلوه بعد خلاف يوم الاثنين. فان التلفزيون الرسمي مر على الخلاف بين ميدفيديف وبوتين حول ليبيا مرور الكرام وعادت السياسة الروسية إلى سابق غموضها الذي من المرجح أن يستمر طيلة الأشهر القادمة.
ولكن محللون يشيرون إلى اتضاح أمرين من الواقعة هما اختلاف الرجلين رغم تحالفهما حين يتعلق الأمر بالعلاقات مع الغرب، وأن المحيطين بهما يخافون من اتخاذ موقف مع هذا أو ذاك.
ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن الباحثة اوكسانا انتونينكو من المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية في لندن "أن العقد الاجتماعي الذي يجيز لك الصعود إلى قمة النخبة السياسية ينص على امتناعك عن الإختيار وأن تكون خادم السيدين معا".
ولاحظ مراقبون أن الناطق باسم بوتين كان أول الملتزمين بهذه القاعدة حيث انبرى في اليوم التالي قائلاً: "إن ميدفيديف يدير السياسة الخارجية ورئيس الوزراء كان ببساطة يعبر عن "وجهة نظره الشخصية".
ولكن يبدو من المستبعد أن تتبدد آثار الخلاف بشأن ليبيا، ويتوقع مراقبون أن يؤجج الخلاف مشاعر الإستياء الشعوبي التي ظلت كامنة تحت السطح منذ حملة القصف الجوي التي نفذها حلف شمالي الأطلسي ضد صربيا في عام 1999.
وفي يوم الخميس بدأ السفير الروسي السابق في ليبيا الذي استدعاه ميدفيديف هذا الشهر يدلي بتصريحات لوسائل الاعلام. ونفى السفير التقارير التي قالت إنه اتهم ميدفيديف بالخيانة، ولكنه اعترف بارسال برقية تحذر من أن تهديد علاقات روسيا التجارية مع ليبيا "يمكن أن يُعد خيانة لمصالح روسيا".
قال النائب الشيوعي كالاشنيكوف إن القضية الليبية كشفت عن وجود خلاف عميق بين بوتين وميدفيديف. فهما يتفقان على مبدأ الاندماج الاقتصادي بالغرب ولكن بوتين ما زال يرتاب بنيات الغرب الجيوسياسية. وأضاف أن المسؤولين الروس التزموا جانب الحذر لأنهم لا يعرفون مَنْ سيقود دفة روسيا العام المقبل وأن ذلك "يسبب لهم توترا عصبيا".
التعليقات
تمثيلية متفق عليها
سمير شهاب -ما يحدث بين بوتين وميدفيديف هي سياسة متفق عليها بين الاثنين وبدأت بعد تولي ميدفيديف الرئاسة فورا، ولاحظناها بوضوح في الملف النووي الإيراني، وفي قضية خودركوفسكي، وفي مدح بوتين لستالين بينما ميدفيديف يلعنه، وهي بالقطع تمثيلية متفق عليها والهدف منها تحقيق أكبر قدر من المكاسب وأقل قدر من الخسائر على الساحة الدولية، وخاصة في العلاقات مع واشنطن والأوروبيين، وهذه السياسة بالفعل تحقق فوائد كثيرة لروسيا على جميع المستويات، وتعطي مبررا كبيرا للأوروبيين الذين يرغبون في التقرب من روسيا والتعاون معها، ويخشون غضب واشنطن، أن يتقربوا من روسيا بدون قلق، كما أنها تكسب روسيا نقاط كثيرة في أماكن مختلفة في العالم، وهذا ما نراه في إيران، وربما نراه قريبا في ليبيا والشرق الأوسط.
تمثيلية متفق عليها
سمير شهاب -ما يحدث بين بوتين وميدفيديف هي سياسة متفق عليها بين الاثنين وبدأت بعد تولي ميدفيديف الرئاسة فورا، ولاحظناها بوضوح في الملف النووي الإيراني، وفي قضية خودركوفسكي، وفي مدح بوتين لستالين بينما ميدفيديف يلعنه، وهي بالقطع تمثيلية متفق عليها والهدف منها تحقيق أكبر قدر من المكاسب وأقل قدر من الخسائر على الساحة الدولية، وخاصة في العلاقات مع واشنطن والأوروبيين، وهذه السياسة بالفعل تحقق فوائد كثيرة لروسيا على جميع المستويات، وتعطي مبررا كبيرا للأوروبيين الذين يرغبون في التقرب من روسيا والتعاون معها، ويخشون غضب واشنطن، أن يتقربوا من روسيا بدون قلق، كما أنها تكسب روسيا نقاط كثيرة في أماكن مختلفة في العالم، وهذا ما نراه في إيران، وربما نراه قريبا في ليبيا والشرق الأوسط.