اليمين الحاكم في فرنسا يكاد يخسر انتخابات محلية تحت ضغط لوبن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
باريس: يواجه اليمين الحاكم في فرنسا معضلة جديدة الاحد في الجولة الثانية من انتخابات محلية يخوضها منقسما ومحرجا من الموقف الواجب اتخاذها امام اليمين المتطرف الذي فرض افكاره مثل النقاش حول الاسلام والهجرة.
وتكبد الاتحاد من اجل حركة شعبية الذي يقوده الرئيس نيكولا ساركوزي، الاحد الماضي هزيمة في الجولة الاولى من الانتخابات الاقليمية (على مستوى المحافظات) في اخر اختبار بهذا الحجم الكبير قبل معركة الانتخابات الرئاسية المقررة ربيع 2012.
وتراجعت نتيجة الاتحاد من اجل حركة شعبية بحصوله على نحو 17% من الاصوات وراء الحزب الاشتراكي (25%) لكن الاسوأ من ذلك انه لم يتقدم سوى بفارق ضئيل على الجبهة الوطنية (يمين متطرف 15%) التي تقودها مارين لوبن والتي حققت افضل نتيجة في هذا النوع من الانتخابات.
ونجحت مارين لوبن التي عرفت كيف تجتذب غضب الفرنسيين من الازمة الاقتصادية والاجتماعية، في وضع الاسلام ومكانة المسلمين في المجتمع، بين ابرز رهانات النقاش السياسي الوطني.
وتلجأ مارين لوبن التي خلفت والدها جان ماري لوبن في 16 كانون الثاني/يناير، الى خطاب يندرج في اطار الاحزاب الشعبوية من اليمين المتطرف الاوروبي لا سيما في سويسرا وهولندا.
وبحكم نتيجتها في الجولة الاولى من الانتخابات الاقلمية اصبحت بمثابة الحكم مثيرة أرق نيكولا ساركوزي قبل سنة من الانتخابات الرئاسية. وفي 1500 كانتون (من اصل الفين) ستحسم نتائجها الاحد المقبل ستواجه الجبهة الوطنية الحزب الاشتراكي في 200 محافظة واليمين في 89 اخرى.
واحتار اليمين المنقسم حول هذه المسالة في صالح من يجب ان يدعو ناخبيه للتصويت وعمت صفوفه الفوضى الاسبوع الماضي.
وفي محاولة للافلات من الفخ اصدر نيكولا ساركوزي والاتحاد من اجل حركة شعبية تعليمة للجولة الثانية تتمثل في "عدم التصويت للجبهة الوطنية ولا لجبهة جمهورية" اي التصويت لليسار.
لكن توصيات ساركوزي بالتصويت ببطاقة بيضاء او الامتناع عن التصويت في بعض الحالات اثارت ضجة في اليمين الذي لم يقبل بعض اعضائه الاكثر اعتدالا بهذا القرار.
ونأى رئيس الوزراء فرانسوا فيون بنفسه عن هذا الخطاب داعيا الى "التصويت ضد الجبهة الوطنية"، بينما اعلن عدد من كبار مسؤولي الغالبية انهم لن يترددوا في التصويت لصالح الحزب الاشتراكي اذا اقتضى الامر لمنع اليمين المتطرف من الفوز.
من جانبهم دعا الاشتراكيون الى التصويت لليمين في المحافظات التي ليس فيها مرشحون من اليسار في الجولة الثانية، كما فعلوا سنة 2002 عندما اقصى جان ماري لوبن مرشح الاشتراكيين ليونيل جوسبان من الجولة الاولى في الانتخابات الرئاسية وصوتوا لجاك شيراك.
وانتقد الاشتراكيون الغالبية على غموض مواقفها من الجبهة الوطنية، وقالت زعيمتهم مارتين اوبري "لاول مرة اختار اليمين في فرنسا الجبهة الوطنية بدلا من التصويت الجمهوري. ان اليمين بصدد فقدان روحه". وانتقد اليسار ايضا الخطاب المتطرف للاتحاد الحاكم الذي يحاول ايضا اثارة موضوعي العلمانية والاسلام.
ويشكل اليسار حاليا الغالبية في المجالس الاقليمية في 58 محافظة من اصل 100 وفي هذه الانتخابات يتطلع الى الفوز بستين مجلسا، ولكن سيصعب على الاشتراكيين الذين لم يحددوا بعد مرشحا ولم يتبنوا برنامجا للانتخابات الرئاسية، استخلاص العبر لاقتراع 2012.
وبحكم صيغة الانتخابات ذات طابع الغالبية والتي لا تصب في فائدة الجبهة الوطنية لا يتوقع ان يفوز اي من مرشحيها مساء الاحد باي مقعد في المجالس الاقليمية، ولكن بصورتها الاجتماعية الافضل مقارنة بصورة والدها، ستكون مارين لوبن قد اثبتت انها اخطر من والدها على اليمين.