عائلات ليبية تتحدى مخاطر القتال وتحاول العودة لديارها
قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
في ظل تضارب الأنباء التي تتحدث عن نجاح القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي في استعادة السيطرة مرة أخرى على مدينة راس لانوف، تحدث اليوم عدد من السكان العائدين إلى ديارهم، بعدما سبق وأن لاذوا بالفرار من هناك متوجهين إلى الصحراء مع استمرار قصف قوات القذافي للمدينة على مدار 3 أسابيع، وأخبروا مراسلة صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية بالتغييرات التي طرأت على مدينتهم، وما لحق بها من آثار خراب ودمار نتيجة لأعمال القتال التي شهدتها مؤخراً.
قال شاب يدعى بشير المغربي (25 عاماً) وقدماه تطأ على زجاج مكسور بداخل منزل والده المكون من طابقين: "لقد دمروا كل شيء. وتم نهب الأثاث، وتنبعث من الغرف رائحة براز. ورغم إدراكي لما حدث، إلا أني لم أكن أعتقد أن تكون الأمور بهذا السوء".
في الوقت الذي انتقل فيه الخط الأمامي الليبي على مدار الأسابيع الخمسة الماضي، بشكل متكرر، من الشرق إلى الغرب ثم إلى الشرق مرة أخرى، هيمنت مشاعر متفاوتة بين الأمل والذعر على الأشخاص الذين يعيشون على طول الطريق الساحلي الذي يُشكِّل الشريان الرئيسي لأعمال القتال الدائرة بين الثوار وقوات القذافي.
وبعد أن سقطت مدن عدة ، الواحدة تلو الأخرى، مطلع الشهر الجاري، تحدث ناجون عن مشاهداتهم لقذائف وهي تسقط بشكل مباشر على منازل ومساجد، وكذلك مشاهداتهم لجثث ملقاة في شوارع المدينة. كما قام الآلاف من الليبيين بتحزيم ممتلكاتهم وإنطلقوا شرقاً بإتجاه مصر، غير متأكدين مما إذا كانوا سيرون منازلهم مرة أخرى أم لا. ومع بدء هجمات قوات التحالف حول مدينة أجدابيا، توجه الثوار غرباً وأعادوا سيطرتهم على تلك المدينة وكذلك المدينتين النفطيتين راس لانوف والبريقة. ورغم ذلك، بدأ يتراجع الثوار يوم أمس الثلاثاء باتجاه الشرق. لكن بعض العائلات كانت قد اتخذت قرارها بالعودة إلى ديارها لرؤية ماذا تبقى هناك.
ولفت صالح كيلاني (48 عاماً) إلى أنه فوجئ لدى عودته بالكثير من الأشياء الصادمة، حيث وجد فجوات كبيرة أحدثتها طلقات نارية في هيكل الباب وكذلك الزجاج الأمامي لسيارته الخاصة طراز تويوتا. وأشار أيضاً إلى الخراب الذي تعرض له منزله، بعد أن تم نهب ما بداخله من محتويات، بما في ذلك أموال أسرته وذهب زوجته.
أما عبد الكريم بن طاهر (63 عاماً) الذي يقيم في مدينة البريقة (77 ميلاً إلى الشرق)، فقد رفض المغادرة عندما أتى الجيش الليبي. وأضاف في حديثه مع الصحيفة قائلاً: "كان ابني المشلول عبد الله (28 عاماً) يحتاج إلى سريره". وقضى بن طاهر، الذي يعمل في قسم المبيعات بإحدى شركات النفط، مع أبنائه الستة، 15 يوماً وحدهم في بلدتهم. وعن النشاطات التي كانوا يقومون بها، قال الابن الأكبر ويدعى تميم (30 عاماً): "نقضي وقتنا في النوم ومشاهدة التلفزيون، وكذلك لعب البلاي ستيشن". ثم لفت إلى مجيء الثوار إلى شوارع بلدتهم بعد يوم واحد فقط من نجاح قوات التحالف في إجبار القوات التابعة للقذافي على مغادرة أجدابيا. ولدى خروجه إلى الشارع، وجد تميم أن المنازل في منطقته، البريقة، كانت سليمة في معظمها. وعلم أيضاً أن أربعة أسر أخرى ظلت في مكانها ولم تغادر.
التعليقات
جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف