تسليح الثوار الليبيين غير ممكن بدون مدربين على الارض
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: يطرح الهجوم المضاد لقوات القذافي مسالة مثيرة للجدل وهي تسليح الثوار الليبيين الذين يتطلب غياب الانضباط في صفوفهم مزيدا من الدعم واكثر من مجرد الامداد بالاسلحة، اي رجال يدربونهم ميدانيا.
وبعد تقهقر الثوار الفوضوي خلال الايام الاخيرة وافتقارهم الواضح لتكتيك، المحت واشنطن وباريس صراحة الى احتمال ارسال اسلحة الى المعارضة التي تشبه متظاهرين مسلحين اكثر من مقاتلين محنكين.
واعتبر الخبير مايكل اوهالون في مؤسسة بروكينغز انه اذا تم ارسال امدادات فانها ستتمثل بلا شك في قاذفات صواريخ مضادة للدبابات وانظمة اتصال وادوية.
وقال احد الثوار الاربعاء لوكالة فرانس برس وهو ينكفئ من البريقة شاهرا بندقية هجومية وعلم فرنسا "نريد امرين: ان تقصف الطائرات دبابات القذافي ومدفعيته الثقية وان يزودوننا بالاسلحة لنتمكن من القتال".
لكن بعض الخبراء رأوا في حديث مع فرانس برس ان الشجاعة وحدها لا تكفي واطلاق رصاص الرشاش في الهواء لا يمكن ان يقارن بالتحرك في اطار عملية منسقة.
واعتبر داكوتا وود الخبير في الحرب غير المتكافئة ان مجرد تزويدهم بالاسلحة هو "هدر المال".
واضاف الخبير من مركز التقييم الاستراتيجي والمالي وهو مركز ابحاث في واشنطن "اذا اردنا حقا ان نساعد الثوار الليبيين فان ذلك يتطلب مدربين على الارض" ليعلمونهم "افضل طريقة لاستعمال اسلحتهم".
وتعتبر القوات الخاصة -- الاميركية او غيرها-- وهذه مهمتها الاساسية، الافضل تاهيلا لهذا النوع من المهام. لكن وود يرى ان ذلك يناقض وعد باراك اوباما عدم ارسال قوات على الارض لا سيما ان "هذا النوع من العمليات يتم عموما بطريقة سرية".
واوضح سيث جونز مستشار البنتاغون للعمليات الخاصة والخبير في مؤسسة "راند" لفرانس برس انه يتوقع ان "تكون قوات بريطانية وفرنسية على الاقل قد وصلت (الى هناك) او تكاد وكذلك عناصر من الاستخبارت لتقديم مساعدة مباشرة للثوار".
وافادت الصحف الاميركية ان عناصر من وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) انتشروا للتواصل مع الثوار وتوجيه القصف الجوي لكن البيت الابيض كرر انه لم يتخذ اي قرار بتسليم اسلحة.
وتاهيل المقاتلين يحتاج الى الوقت: بضعة اسابيع للتدريب على القواعد الاساسية للمعارك واكثر من ذلك لتعلم التحرك في اطار وحدة منسقة.
واضاف وود داكوتا انه من دون ذلك فان هذا يعني "ارسالهم الى مدينة ما للقضاء عليهم" وبالتالي فمن المحتمل ان يضطر المدربون لتاطير الذين يدربونهم في المعارك.
وتابع ان "قوات الثوار في ليبيا غير منضبطة. تتمتع بالتأكيد بحسن النية لكنها تنطلق من مستوى متدن كثيرا وربما منعدم. ولا بد من اسابيع لانشاء شيء ما يكون له ادنى حد من الفعالية".
وفي الاثناء لا بد لهم من "معاقل" ليتدربوا فيها بعيدا عن الهجمات كما يرى الخبراء، مما يطرح سؤالا: هل سيضمن حلف شمال الاطلسي لعدة اسابيع الحماية الجوية؟.
ويرى سيث جونز انه لا بد ايضا من "الانطلاق من مبدا" ان قسما من الاسلحة سيسقط بين ايدي تنظيم القاعدة الذي تشير مؤشرات الى وجود عناصر منه بين المتمردين حسب قائد عمليات الحلف الاميرال الاميركي جيمس ستافريديس.
الا ان مايكل اوهالون يرى ان القوات الخاصة على الارض لتاطير الثوار ستسمح "بالحد من المشكلة".
وكان الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن رفض الخميس فكرة تسليح الثوار الليبيين معتبرا ان الحلف يتدخل عسكريا "لحماية الشعب الليبي" وليس "لتسليحه".
من جهته، اكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان تسليم الثوار الليبيين اسلحة "ليس مطروحا حاليا" و"لا يتطابق" مع قرار الامم المتحدة رقم 1973.
وكان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون صرح امام البرلمان الاربعاء ان بريطانيا "لا تستبعد" تسليح الثوار الليبيين لكن "لم يتخذ قرار بذلك بعد".