سوريون يعبّرون عن إحباطهم بعد خطاب الأسد

يبدو أن السوريين يعيشون انقساماً حيال خطاب رئيس بلادهم الأخير، إذ يعتقد بعضهم أنه مخيّب للآمال، في المقابل خرج الآلاف منهم تأييداً للإصلاحات مردّدين شعار "بالروح بالدم نفديك يا بشار".

القاهرة: تجمع عشرات السوريين اليوم أمام السفارة السورية في القاهرة في تظاهرة مؤيدة للرئيس السوري بشار الأسد، فيما قال ناشطون لـ"ايلاف" إن خطابه الأخير محبط بكل المعايير، وعلى غير ما توقعه الكثيرون.

هذا وحمل المتظاهرون السوريّون الأعلام وصور الرئيس الأسد، وهتفوا "الله سوريا بشار وبس"، و"بالروح بالدم نفديك يابشار"، و"ما بنرضى بغيرك بشار"، و"سوريا جنة الله على الارض".

وفي تصريحات خاصة لـ"ايلاف" قالوا إنهم مع رئيسهم وضد الفتنة والطائفية، معتبرين "أن هناك أجندة خارجية تستهدف سوريا"، متهمين "إسرائيل بالوقوف وراء ما يحدث في سوريا هذه الفترة".

وقالت مادلين مرهج "نحن جئنا اليوم نؤيّد الرئيس بشار الأسد، ونحن معه إلى الأبد، ونقول لا للعنصرية لا للطائفية، فنحن شعب سوري واحد"، وأضافت أنها جاءت مع طفلها لتأييد الرئيس السوري.

محمد عبد الكريم كلش، وهو تاجر سوري في القاهرة،قال" إن سبب مشاركتي في اعتصام اليوم هو وطنيتي". وحول التظاهرات التي تحدث في سوريا، وبخاصة في درعا، واعتبر" أنه أكبر خطأ ما يحدث هذه الفترة في درعا واللاذقية".

من جانبه قال عاطف عبد الكريم "بالروح بالدم نفديك يابشار. أما شقيقه بشار عبد الكريم فقال نحن ضد ما يحدث في سوريا من تظاهرات مطلبية، ونحن مئة بالمئة مع الرئيس بشار"، وأضاف: "نحن أربعة أخوة تجار، ويعنينا ما يحدث في سوريا"، وأكد" نحن من اتصلنا بالسفارة السورية في القاهرة، وقلنا لهم نريد أن ننظم تظاهرة تأييد نعبّر فيها عن محبتنا لرئيسنا"، وقال" في تظاهرات دمشق المؤيدة قالوا إن المخابرات هي من أخرجت الناس، بل إنها المحبة التي تجعلنا نتظاهر لنبدي رأينا، ولم يضغط علينا أحد".

بدوره قال مصطفى حاج حميدي "لقد جئنا من أجل سوريا، ونحن ضد الفتنة الطائفية، وكلنا سوريون".

طالب سوري، رفض ان يقول اسمه، اعتبر أن "هناك أجندة خاصة تستهدف سوريا، وكنا دائما ضد اسرائيل، واسرائيل لها اليد الطولى في الموضوع". بينما الشاب سائد، وهو طالب سوريفي القاهرة، طالب "وسائل الاعلام بأن تحمل المصداقية في التعامل مع الأحداث". ورأى "أن الدول التي تسقط هي الدول التي فيها خيانة، لتبق سوريا".

أما همام عبيد طالب دكتوراه، فقال "لا توجد ثورة في سوريا، والرئيس الذي شعبه معه لا يمكن أن نخشى عليه"، معتبرا "ان 22 مليون سوري يلتفون حول رئيسهم"، على حد قوله.

وكان لافتا ان يأتي طلاب مصريون من الاكاديمية العربية لعلوم والتكنولوجيا والنقل البحري في الاسكندرية ليشاركوا السوريين تظاهرهم.

رامي ومؤمن، وهما طالبان مصريانفي الأكاديمية، قالا "انهما جاءا من الاسكندرية إعجابًا بشخص الرئيس السوري".

وكان الرئيس السوري ألقى خطابا الاربعاء في مجلس الشعب، قال فيه" إن هناك إجراءات ستكون من أولويات الحكومة الجديدة"، واعتبر "أن المؤامرة اعتمدت الخلط بين الفتنة والاصلاح والحاجات اليومية، وأن الدماء التي نزفت دماء سورية، والضحايا أخوتنا وأهلهم أهلنا، ومن الضروري أن نقف على الأسباب والمسببين ونحقق ونحاسب"، وأعقب الخطاب ردود فعل واسعة لاستباقه بوعود من مسؤولين سوريين بإلغاء قانون الطوارئ وتنظيم قانون للأحزاب ومكافحة الفساد.

إحباط بعد خطاب الأسد
من جانبه قال المحلل السياسي رجاء الناصر لـ"ايلاف" إن التعليق الأول على خطاب الرئيس السوري هو أنه خطاب محبط بامتياز وعلى غير ما توقعه الكثيرون، وعلى عكس ما روّج له مسؤولون سوريون وأجهزة الإعلام السورية، التي تحدثت جميعها على ان خطاب الرئيس السوري سيتضمن حزمة إصلاحات ستسعد المواطنين، واشار بعضها بوضوح إلى أن ستتضمن الإلغاء الفوري لحالة الأحكام العرفية وإعلان حالة الطوارئ وتجميد المادة الثامنة من الدستور التي تتحدث عن ان حزب البعث هو قائد الدولة والمجتمع، ما سيفتح الطريق امام إصدار قانون احزاب جدي وعصري يقوم على مبدأ المشاركة الفعلية والمساواة امام القانون ويكفل حماية التعددية السياسية.

وأكد الناصر "لقد كان الخطاب أقل بكثير من تلك الوعود التي أطلقتها السيدة بثينة شعبان باسم الرئيس قبل ايام، وعلى عكس ما هو متوقع ركّز على المؤامرات التي تحاك ضد سورية ولينتهي بحديث عن "اهلاً بالمعارك".

واعتبر أن الأخطر من ذلك ان كل ما طرح في المرحلة السابقة عن اعتبار الفساد احدى المشاكل التي يجب معالجتها جرى تجاوزه عندما تحدث عن انه تم التخلص من الفاسدين، مشيرا الى انه لم يعد هناك فاسدون في السلطة ولا حولها!.

ولفت الى ان هذا الخطاب سيزيد من حالة الإحباط، وخصوصاً لدى الذين كانوا يأملون بإقدام السلطة على إصلاحات جدية تقطع الطريق على دخول سوريا في امتحانات صعبة قد تكلفها الكثير من المأزق والمصاعب والتضحيات التي هي في غنى عنها والتي سيكون الخاسر الأكبر فيها الوطن.

وعبّر عن اعتقاده أن هناك من صوّر أن تلك المسيرات المنظمة بشكل رسمي تغني عن البحث عن حلول للازمات، وأنها كفيلة بردع القوى الاحتجاجية والمعارضة الوطنية الديمقراطية، وهو تصوير خاطئ، حيث إن نتيجتها الأساسية هي سقوط فرص التغيير والإصلاح السلمي لمصلحة احتقانات لا يمكن السيطرة عليها بالضرورة.

بدوره اكتفى زهير شمس الدين عضو مجلس ادارة المنظمة العربية لحقوق الانسان في سوريابالقول لـ"ايلاف" ان الخطاب محبط بكل المعايير.