معركة آبيدجان تحتدم وقوات غباغبو تواجه مقاومة شرسة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
آبيدجان: احتدمت معركة آبيدجان الجمعة، اذ تقاوم قوات النخبة التابعة لرئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو بشراسة مقاتلي خصمه الحسن وتارا حول مقر اقامته والقصر الرئاسي. وفي حي بلاتو الاداري (وسط) قرب القصر، ترددت طوال الليل اصداء الرشقات الرشاشة والقصف بالاسلحة الثقيلة، وقد اهتزت جدران المباني من شدة بعض الانفجارات، فيما خلت الشوارع من المارة ولزم السكان منازلهم.
وكان الوضع مشابها في حي كوكودي الراقي (شمال) قرب المقر الرئاسي. وقال احد السكان في وقت مبكر من الصباح "القصف لم يتوقف. ورجال غباغبو يقاومون في كل مواقعهم" مضيفا "نسمع دوي قصف مدفعي عنيف وقاذفات صواريخ من نوع ار.بي.جي- ورشاشات ثقيلة".
وفي وقت لاحق، سمعت فقط طلقات الاسلحة الخفيفة انما ليس في المحيط المباشر لمقر غباغبو، كما قال. وفيما تعرضت المدينة لاعمال العنف والنهب والسلب، نقل 150 من الرعايا الفرنسيين و350 اجنبيا من جنسيات اخرى منذ مساء الخميس الى معسكر بور-بويه التابع لقوة ليكورن الفرنسية في آبيدجان، كما ذكرت رئاسة اركان الجيوش الفرنسية في باريس.
وقد بدأت المعارك عنيفة جدا بين القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته والقوات الجمهورية الموالية للحسن وتارا الذي اعترفت به الاسرة الدولية رئيسا منتخبا، مساء الخميس في آبيدجان، الهدف الاخير لقوات وتارا.
وشنت القوات الجمهورية التي كانت تسيطر على شمال البلاد منذ 2002، هجوما واسع النطاق الاثنين على الجنوب، لانهاء الازمة الناجمة عن الانتخابات الرئاسية في 28 تشرين الثاني/نوفمبر والتي اوقعت بحسب الامم المتحدة 500 قتيل معظمهم من المدنيين.
وسرعان ما امتدت المعارك، اذ لم تواجه مقاومة سوى في منطقة الغرب التي يتحدر منها غباغبو، وقد استولى انصار وتارا خصوصا على العاصمة السياسية ياموسوكرو (وسط)، وسان بيدرو (جنوب غرب) اكبر مرفأ لتصدير الكاكاو في العالم.
وطلب الاتحاد الافريقي الجمعة من غباغبو "التخلي فورا عن السلطة" لخصمه، فيما استبعد توسان آلان مندوب غباغبو في اتصال مع فرانس برس في باريس "تنحي او استسلام" غباغبو. وفي اليوم الخامس من الهجوم، كان الجميع يتساءل عما سيفعله غباغبو وان كان لا يزال في مقر اقامته.
ولم يدل غباغبو الحاكم منذ 2000، باي تصريح علني منذ اسابيع ولم يلق بعد خطابه الى الامة الذي اعلن عنه مرارا حتى الان. واعلنت القوات الموالية لوتارا انها استولت في بداية المعارك على التلفزيون الرسميى ار.تي.اي، رمز النظام، فحرمته بذلك من وسيلة اعامية اساسية.
فهل يمتثل غباغبو لدعوات الاسرة الدولية ومعسكر وتارا ويستقيل لتجنيب آبيدجان حمام دم؟ هل يلجأ الى سفارة اجنبية، كما تؤكد الشائعات وقد انشق رئيس اركان جيوشه الجنرال فيليب مانغو مساء الاربعاء ولجأ الى سفارة جنوب افريقيا في آبيدجان، ام يقاتل مع مجموعة صغيرة من المتمردين حتى الموت؟
في هذه الاثناء، اعلن توسان آلان مندوب غباغبو، الجمعة في باريس، ان غباغبو "لا ينوي التنحي او الاستسلام لاي متمرد" منددا ب"انقلاب" ينفذه على حد قوله خصمه الحسن وتارا.
واكد توسان آلان ان غباغبو "لا ينوي التنحي او الاستسلام لاي متمرد وهو يواجه انقلابا بعد الانتخابات يقوده الحسن وتارا الذي يدعمه تحالف دولي". وردا على سؤال عن مكان وجود غباغبو، قال آلان "انه في ساحل العاج لكن لا اريد ان اقول لكم بالضبط اين هو" مؤكدا انه يجري اتصالات منتظمة بغباغبو والمحيطين.
وكان غيوم سورو رئيس وزراء وتارا، قال مساء الخميس "يجب ان يستسلم لوران غباغبو لتجنب حصول حمام دم. نأمل ان يستسلم، وإلا فسنلاحقه في اي مكان. واذا ما استقال، فحسنا يفعل، وإلا فسيحال على القضاء الدولي". واكد عدد كبير من المنظمات الدولية انه قد يلاحق مع المقربين منه بتهمة ارتكاب "جرائم ضد الانسانية" و"جرائم حرب" بسبب التجاوزات التي ارتكبتها قواته بحق المدنيين.