أخبار

جمعيات مغربية تتهم فرنسا بالتدخّل في شؤون الرباط

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

عبّر العديد من الجمعيات المغربية في فرنسا عن استياء من التعاطي مع حركة 20 فبراير الشبابية بعد تصريحات وزير الخارجية الفرنسي في الأمم المتحدة حول المغرب، والاجتماع الأخير لنائب السفير الفرنسي في الرباط مع مجموعة من الشباب، عبّر فيها عن موقفه من العدل الإحسان واليسار الراديكالي في المغرب.

جانب من احتجاجات حركة "20 فبراير" الشبابيّة المغربيّة

باريس: نظمت جمعيات مغربيّة منضوية تحت لواء "اللجنة المغربية لمتابعة حركة 20 فبراير"، التي تضم حوالي عشرين جمعية، أخيرًا تجمعًا قبالة الخارجية الفرنسية في باريس.

وتم تلاوة خلال هذا التجمع رسالة وجهها المحتجون إلى رئيس الدبلوماسية الفرنسية، عبّروا فيها عن معارضتهم الموقف الفرنسي من الحراك السياسي الذي يعرفه المغرب في الوقت الحالي.

وأدانت الرسالة، التي وصلت إلى "إيلاف" نسخة منها، تصريح آلان جوبيه وزير الخارجية في الأمم المتحدة، لأنه أثنى، بحسب الرسالة على "شجاعة محمد السادس الذي رسم في خطابه الطريق نحو ملكية دستورية"، مذكرة بالتعاطي الفرنسي مع الثورة التونسية بالقول: "هل من الضروري تذكيركم بالخطأ السياسي الذي ارتكبته فرنسا تجاه الشعب التونسي؟".

واعتبرت الرسالة أن نائب السفير الفرنسي في المغرب "ذهب إلى أبعد من ذلك، بعدما جمع شبابًا متحزبًا في إقامة السفير الفرنسي في الرباط، واتهم الإسلاميين وأقصى اليسار باستغلال الوضع لمصلحتهم"، مضيفة أن الغرض من ذلك "إحجام هؤلاء الشباب عن المشاركة في احتجاجات حركة 20 فبراير".

وتوجهت الرسالة إلى وزير الخارجية الفرنسية، معبّرة عن "استنكارها سلوك الدبلوماسية الفرنسية"، على حد تعبيرها، مخاطبة إياه، "بتصريحاتكم في الأمم المتحدة تساهمون في حملة رسمية منظمة للدولة المغربية للتنقيص من قيمة ما تقوم به حركة 20 فبراير، التي تتطلع إلى تحولات ديمقراطية حقيقية"، بحسب الرسالة نفسها.

وتحدثت الرسالة بلهجة شديدة، وهي تذكر رئيس الدبلوماسية الفرنسية في إحدى فقراتها بكون "عهد الحماية قد ولى..."، مشيرة في الوقت نفسهإلى أن "مغاربة اليوم كما الذين يكبرونهم سنًا، المنتمين إلى حركة التحرير الوطني، يرفضون أبوتكم، ولا يقبلون بتدخلكم" على حد تعبيرها.

في السياق نفسه، تضيف الرسالة "إن المغاربة قادرون وحدهم على كتابة صفحة من تاريخهم، على غرار ما تقوم به شعوب المنطقة".

وطالبت اللجنة المغربية لمتابعة حركة 20 فبراير، في الرسالة عينها، وزير الخارجية الفرنسي "بإعادة النظر في تعاطيه مع أسئلة الشعب المغربي الذي انطلق في مسيرة تجاه الانعتاق والحرية وسيجرف كل من اعترض طريقه".

ولم يتم استقبال ممثلين عن اللجنة من طرف مصالح الخارجية الفرنسية على هامش هذا التجمع، نظرًا إلى تزامنه بحسب مصادر مع لقاء لرئيس الدبلوماسية الفرنسية مع نظيره المغربي الفاسي الفهري، الذي كان في جولة إلى العديد من العواصم العالمية، لحشد الدعم الدولي للإصلاحات الدستورية التي فتح نقاش موسع بشأنها في المملكة.

فرنسا ترغب في أن يكون لها دور في أي تطور يحصل في المغرب

فسّر المحلل السياسي الدكتور الشرقاوي الروداني هذا التحرك الجمعوي بكون "النسيج الجمعوي يريد بعث رسالة للسياسي الفرنسي بعدم التدخل في المشهد السياسي المغربي، وعدم وضع مقاربة ربما تكون هي امتداد، في القراءة، لزمن الحماية والرجوع إلى زمن مقولة الرئيس الفرنسي السابق ادغار فور، المعروف بمقولته الشهيرة الاستعمارية، التي تلخص الاستقلال الصوري وهي الاستقلال في ظل التبعية المتبادلة".

وإن كان تحرك الدبلوماسية الفرنسية في المغرب يمكن فهمه انطلاقًا من التجربة التونسية التي أوقعتها في أخطاء قاتلة، يقول الروداني في حديثه لـ"إيلاف" ويضيف: "فرنسا أصبحت تتخوف أكثر من أي وقت مضى من الوجود الأميركي في المتوسط، و خاصة في المغرب، كما إن فشل الدبلوماسية الفرنسية في فهم التحولات في تونس ومصر وعدم التعاطي الايجابي مع الأحداث، كوّن لديها رغبة لبصم رؤيتها على تطورات الأحداث وإظهار دورها الجديد في دول المغرب العربي".

ويوضح الشرقاوي الروداني أكثر وجهة نظره بالقول: "إطلاق سراح المحتجزين المغاربة لدى الجزائر والبوليساريو تم بوساطة أميركية، وكذلك أزمة جزيرة ليلى لم يتم حلها إلا بتدخل وزير الخارجية الأميركية آنداك كولن باول. كل هذا جعل فرنسا تفقد كثير من البريق في منطقة تعتبرها تحث نفوذها".

ويعتبر الروداني أن "الموقع الاستراتيجي المتميز للمغرب بوصفه قنطرة بين ضفتي المتوسط يجعل فرنسا دائمًا في مقاربات سياسية واقتصادية تجعلها تحافظ على مصالحها الاقتصادية، وهذا ما أدى إلى خلق آليات تراقب هده العلاقات بين البلدين من خلال "مجلس توجيه وتسيير الشراكة، على حدّ تعبيره.

ويضيف: "فرنسا تُعتبر أول شريك تجاري للمغرب، حيث وصل حجم المبادلات التجارية معه إلى6 مليار يورو، وهي أهم مستثمر في المغرب بما يناهز990 مليون يورو من الاستثمارات المباشرة. كل هذا يجعل فرنسا لا تغمض العين على كل ما يقع في المغرب".

و فسّر الروداني "تصريحات نائب السفير الفرنسي في الرباط حول الأصوليين المتشددين ونظرائهم اليساريين على أنها تظهر التوجّس الفرنسي من جماعة العدل والإحسان وحزب النهج الديمقراطي".

وقال الروداني إن الوثائق السياسية للجماعة كانت دائمًا تفتقد الوضوح و تتسم بالغموض. فوثيقة الجماعة الصادرة في2008 والمعنونة بـ"جميعًا من أجل الخلاص" كانت قوية، وأظهرت الجانب الراديكالي كمقاربة في النهج الأدبي والنضالي للجماعة".

فجماعة الشيخ عبد السلام ياسين "وظفت مصطلحات عدةفي أدبياتها التي ترمز إلى الثورة، وهنا نجد كلمة "القومة" و التي تعني الثورة السلمية، والتي يبقى الهدف منها، عندما نقرأ كتب الجماعة ،"تربية و تنظيما وزحفا"، تحقيق هدف الوصول إلى السلطة.

أما عن النهج الديمقراطي، فيقول الدكتور الروداني إنه على ارتباط وثيق بالإيديولوجية الماركسية رغم انخراط الحركة اليسارية الراديكالية في غالبيتها في اللعبة السياسية"، مضيفًا أن "الحمولة الفكرية للإيديولوجية الماركسية قد تنتعش في ظل التحولات الراهنة التي تعيشها المنطقة العربية، خاصة وأن الحزب لا يتردد في دعوة القوى الديمقراطية، بحسب تعبيره، الى بناء جبهة مناهضة للإمبريالية الفرنسية والأميركية".

ويخلص الروداني إلى القول إن هذا التعاطي المتباين للجماعة العدل والإحسان من جهة وحزب النهج الديمقراطي من جهة ثانية، من خلال لعب دور سياسي من خارج المشروعية، جعلهما يتقاطعان في كلمة "الخلاص" التي تطبع رؤيتهم الراديكالية للتغيير في المغرب، وهذا ما قد يؤدي إلى حالة اللاستقرار في البلد".

وهناك شق آخر لا يقل أهمية عن سابقه، وهو أنّ المغرب دولة محورية في اتفاقيات أورو متوسطية، وتربطه علاقات وشركات اقتصادية، مالية و سياسية وأمنية، فقد كان المغرب أول دول الجنوب التي أنجحت المقاربة التشاركية في العلاقات الثنائية مع دول الغرب، من خلال تجربة، كان الحلف الأطلسي يريد حصرها في دول أوروبا الشرقية وأوروبا الوسطى.

حركة 20 فبراير والإصرار على الاستمرارية

وكان شباب من حركة "20 فبراير" التقوا مع ممثل السفارة الفرنسية في المغرب، وأبلغوه من خلال رسالة لهم، بحسب ما نشرته صحيفة مغربية، أن "الاحتجاجات لن تتوقف، وستستمر في التعبئة للتظاهر السلمي حتى نهاية نظام المخزن وقيام ملكية برلمانية، يسود فيها الملك ولا يحكم، وتحقيق التقدم والديمقراطية، ومحاكمة المجرمين والمفسدين من ناهبي المال العام والمسؤولين على نهب ثروات المغرب وتفقير الشعب".

كما عبّر هؤلاء الشباب عن "استمرارهم في التعبئة للوقوف سدًا منيعًا"، أمام ما أسموه بـ"جيوب المقاومة التي تضغط من داخل النظام لتمنع تطبيق الالتزامات الملكية والمطالب العادلة للشباب والشعب المغربي".

وشجبوا في الوقت نفسه بشدة التدخلات، التي وصفوها "بالوحشية"، لقوات الأمن المغربية لتفريق المظاهرات السلمية".

من جهته، أثنى نائب السفير الفرنسي في الرباط على الخطاب الملكي الأخير، واصفًا إياه "بالقوي والتاريخي"، وأنه "حمل إجابات لعدد من المطالب"، وأوضح أن المغرب بإمكانه أن يكون "نموذجًا للانتقال السلمي نحو التقدم والديمقراطية وتحقيق ثورة هادئة نموذجية في المنطقة بفضل شبابه الواعي وإنصات ملكه إلى مطالب الشارع".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
رد على أعداء الوحدة
سعيد توبير -

في كل الدول و الأنظمة السياسية قديما و حديثا هناك فئات شريرة تستعمل كما يقول مكيافيل كل ما في وسعهم من حيل و دسائس للوصول إلى الثروة و النفوذ و مراكز السلطة. وهذا ما يصدق على هؤلاء الجرذان التي تعيش على فتات الموائد الدسمة متنكرة بكل وقاحة للآولياء نعمتها . وعليه فإن هاته الشرذمة من الجرذان التي جتمث على قلوب المغاربة بالتسلط الإداري و الحزبي والنق على ملكهم الشاب المتنور و العادل تارة بالاصلاح الدستوري أو مايسمونه هم الملكية البرلمانية أو الفصل بين المقدس و المدني. و الواقع هو أن هاته الجرذان الجرباء قد استفادت من تضحيات الاشتراكيين الوطنيين الاحرار وابطال المعدن الاصيل في سياق فلسفة العدالة الانتقالية أو التناوب الذي اختاره الملك الحسن الثاني رحمه الله. أما هؤلاء فهم في قمة الانتهازية و الوصولية الذين حدت بهم الوقاحة على الترامي على البرتوكول الملكي الذي يعتبر مصدرا من مصادر جاذبية الخصوصية المغربية بالنسبة للغرب بالدرجة الآولى كما هو في انجلترا وهي من أعرق الديمقراطيات في العالم أي منذ الحرب الأهلية في 1688. فليست الحداثة دائما هي إقصاء الماضي و آليات الترميز و لعل فلسفة ماكس فيبر لخير مثال قد يجد فيه هؤلاء الجرذان عزاءهم من جهة أهمية الترميز و الاسطورة- ;الاخلاق البروتستانية وروح الرأسمالية; -. بيد أن الحداثة عند هؤلاء هي الامساك بالقشور دون الاهتمام بالجوهر : جوهر فشلهم السياسي و الايديلوجي في تأطير الشباب المغربي بالقيم الأصيلة حول الهوية المغربية في تفردها و تميزها السياسي و التاريخي . و الحال هو أن هؤلاء الجرذان لاحظ لهم في تطور الفكر أو الثقافة السياسية بالمغرب, لم ينتجوا إلا فكر الأزمة و البكاء على الاطلال من أجل تكديس الاموال من المناصب السياسية في الحكومة و النصب و الاحتيال على الشعب. وإلا كيف يمكن تفسير أن حزبهم تحكمه صقور شائخة تنتمي إلى العهد الاستعماري؟ فإذا كان حزبا تقدميا كما يقال فلماذا بلور فلسفة أرض الله واسعة؟ لماذا انشق الحزب إلى أشلاء؟ و كيف وصل الابن البار للسيد اليازغي إلى قمة الشبيبة الاتحادية ؟ أليس هذا توريث للسلطة ضدا على أبناء المغرب الأبي؟و بالتالي نعتقد أنه هاته الجرذان قد آن الأوان لكي تغادر الكراسي المريحة لتخلد إلى التعاقد و تفسح المجال إلى الشباب المغربي في تعاقده التاريخي مع جلالة الملك محمد السادس نصره الله, الملك الفخور بح

على ماما يا بابا
انور المغربي -

من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة هاؤلاء المناضلين الاشاوس اجتمعوا مع السفير الفرنسي داخل السفارة الفرنسية ماذا يمكن ان نسمي هذا؟ نفس العقلية لم يطرئ اي تغيير احزاب محظورة ومنبوذة من المجتمع يصدرون بعض المراهقين ليوهموا العالم بأنها ثورة الشباب,كل فئات الشعب خرجت لتطالب باترفاع مستوى المعيشة وهاؤلاء الانتهازيون يستغلونها لتحقيق مصالحهم السياسية حتى وصل بهم المطاف الى اعتبار ان من لم يخرج في مسيرتهم فهو غير وطني ولا يهم ان كان الناس يخرجون في مسيرات اخرى المهم ان يسلط الضوئ على حركة 20 فبراير البئيسة.

تحليل منطقي من كبير
عزوزي محمد -

تحية تقدير و اجلال للسيد الشرقاوي الروداني الاستاذ المغربي و الذى نفتخر بانتمائه للوطن الحبيب المغرب. دائما نجد بين سطورك و كلماتك رسائل قوية لكل من يهمم الامر. يا ليتنا نراك على شاشاتنا بدل من الدين يحاورونهم في قضايانا المصيرية.

على ماما يا بابا
انور المغربي -

من بيته من زجاج لا يرمي الناس بالحجارة هاؤلاء المناضلين الاشاوس اجتمعوا مع السفير الفرنسي داخل السفارة الفرنسية ماذا يمكن ان نسمي هذا؟ نفس العقلية لم يطرئ اي تغيير احزاب محظورة ومنبوذة من المجتمع يصدرون بعض المراهقين ليوهموا العالم بأنها ثورة الشباب,كل فئات الشعب خرجت لتطالب باترفاع مستوى المعيشة وهاؤلاء الانتهازيون يستغلونها لتحقيق مصالحهم السياسية حتى وصل بهم المطاف الى اعتبار ان من لم يخرج في مسيرتهم فهو غير وطني ولا يهم ان كان الناس يخرجون في مسيرات اخرى المهم ان يسلط الضوئ على حركة 20 فبراير البئيسة.

كفى ضحكا على الذقون
عم أمين -

أولا من خول هؤلاء الكلام باسمنا نحن المغاربة هل قمنا بالتصويت عليهم ديموقراطيا انهم لايمثلون الا أنفسهم واجتماعهم بالسفير الفرنسي لايعني الشعب في شيء ربما كانوا جواسيس ملحقين سفارة فرنسا بالرباط لو كانوا مغاربة أحرار لرفضوا لقاء السفير وليلتفتوا نحو الشرف ليروا ماذا فعل أقرانهم المصريين حينما دعتهم وزيرة الخارجية الأمريكية للقاء....ما أصدرته هذه التي تسمي نفسها بلجنة المتابعة لا يعنينا بل يعنيهم ويعني أصحابهم ولن تنطلي علينا حيلهم والشعب بملكه الشاب قادر على فعل الكثير من الاصلاحات بهم أو بدونهم رغم وسوسة المستعمر وأذنابه

كفى ضحكا على الذقون
عم أمين -

أولا من خول هؤلاء الكلام باسمنا نحن المغاربة هل قمنا بالتصويت عليهم ديموقراطيا انهم لايمثلون الا أنفسهم واجتماعهم بالسفير الفرنسي لايعني الشعب في شيء ربما كانوا جواسيس ملحقين سفارة فرنسا بالرباط لو كانوا مغاربة أحرار لرفضوا لقاء السفير وليلتفتوا نحو الشرف ليروا ماذا فعل أقرانهم المصريين حينما دعتهم وزيرة الخارجية الأمريكية للقاء....ما أصدرته هذه التي تسمي نفسها بلجنة المتابعة لا يعنينا بل يعنيهم ويعني أصحابهم ولن تنطلي علينا حيلهم والشعب بملكه الشاب قادر على فعل الكثير من الاصلاحات بهم أو بدونهم رغم وسوسة المستعمر وأذنابه

la france et les ala
dalamix -

n''oubliez pas que le maroc est le jardin de la france et que les alaouites remplissent le role du general lyote;.la complicite; et les relations entre la france et ces alaouites sont incestueuse depuis l''epoque de moulahoum ismael!