أخبار

رامسفيلد ينتقد غموض العمليات في ليبيا ويقرّ بهفواته السابقة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

يؤكد وزير الدفاع الأميركي السابق، دونالد رامسفيلد، أن الوقت وحده هو من سيحدد مدى نجاح التحالف في قيادة العمليات الدائرة في ليبيا الآن، خصوصاً بعدما نقل أوباما القيادة إلى حلف شمال الأطلسي الناتو.

في حوار غير منقوص مع مجلة دير شبيغل الألمانية، تطرق وزير الدفاع الأميركي السابق، دونالد رامسفيلد، إلى نقاط من عدة أهمها، الأهداف غير الواضحة للعملية التي تقوم بها الآن قوات دولية في ليبيا، والجرائم "ذات الأضرار الفادحة" التي ارتكبها "فريق القتل" التابع للجيش الأميركي في أفغانستان، والمقارنات التي لا مفرّ منها مع سجن أبو غريب، وكذلك الأخطاء التي ارتكبها في عهد الرئيس جورج بوش.

وبسؤاله في البداية عما إن كان قد سبق له أن وضع قاعدة تعني بتقديم المشورة لغزوات أجنبية، أكد رامسفيلد أنه مرّ بتلك التجربة من قبل. وتابع بقوله "عندما تبدأ غزواً، فالقاعدة هي أن المهمة يجب أن تحدد التحالف، وليس العكس. فلا يجب أن تقوم أولاً بتجميع تحالف بالعديد من وجهات النظر المختلفة، ثم تحاول بعد ذلك أن تحدد المهمة. وهذا ما يؤدي إلى حدوث نقص في الوضوح بشأن المهمة المزمع تنفيذها".

وعما إن كان ذلك ينطبق على العملية التي ينفذها الناتو الآن في ليبيا، أشار رامسفيلد إلى أن الولايات المتحدة لم تتكلم بوضوح عن مهمة واضحة. ثم لفت إلى أن بلاده بدأت في تجميع تحالف، ثم شرع التحالف في تنفيذ المهمة. وأوضح أن أعضاء هذا التحالف تحدثوا عن مخاوف إنسانية، لكن بغضّ النظر عما إن كان القذافي سيبقى أم سيرحل، فسيكون هناك مزيد من القتلى. وأتبع "من وجهة نظر إنسانية خالصة، أرى أن هذا الغموض الذي يكتنف مصير القذافي يعتبر غموضاً ضاراً - وقد يكون مميتاً في واقع الأمر. فإذا كانت جزءا من حكومة القذافي أو سلكه العسكري والدبلوماسي، فأنت تريد أن تعرف ماذا سيحدث إن كنت ترغب في دعم المتمردين".

ورداً على تساؤل المجلة بشأن ما كان يوافق خلفه في الوزارة، روبرت غيتس، على التصريح الذي أكد من خلاله على أن ليبيا لا تمثل مصلحة حيوية بالنسبة إلى الولايات المتحدة، قال رامسفيلد إنه لن يعلق على هذا التصريح وإن أكد أنه يرى أن الأجزاء التي يجب الاهتمام بها في تلك المنطقة هو إيران، حيث الرغبة الشديدة في منح المجتمع مساحة أكبر من التحرر، وكذلك سوريا، حيث توجد الرغبة نفسهالدى الشعب هناك.

وأوضح رامسفيلد أن هاتين الدولتين يقومان بتمويل حزب الله والمنظمات "الإرهابية" الأخرى، وأنهما يضرّان بالجهود التي تبذلها واشنطن في أفغانستان، ولطالما لعبا دوراً ضاراً للغاية في العراق. وتحدث رامسفيلد كذلك عن دول كبيرة مهمة أخرى في المنطقة، مثل مصر والسعودية، رغم ما تقوم به بلاده الآن في ليبيا.

وحول واقعية الوعد الذي قطعه أوباما على نفسه بأن تكون مشاركة بلاده في العمليات الدائرة في ليبيا على المدى القصير وبدون إقحام قوات برية، قال رامسفيلد إنه من الصعب على أي شخص خارج الحكومة أن يعلِّق على تفاصيل من هذا النوع. وأوضح في السياق نفسه كذلك أن هناك أعمال علنية، ثم تليها بعد ذلك أعمال سرية.

ونوّه الوزير السابق أيضاً إلى أن الوقت وحده هو من سيحدد مدى نجاح التحالف في قيادة العمليات الدائرة في ليبيا الآن، خصوصاً بعدما قام أوباما بنقل القيادة إلى حلف شمال الأطلسي "الناتو". وشدد رامسفيلد على حقيقة ما يقال عن أن هناك فرقاً واضحاً بين الغزو الحالي لليبيا وعملية غزو العراق عام 2003، فيكفي أن بوش قام حينها بحشد ما يقرب من 40 دولة للمشاركة في العمليات العسكرية هناك.

ومضى رامسفيلد يؤكد أنه غير نادم على التعليق الذي سبق وأن استخف فيه من بعض الدول الأوروبية "المزعجة" مثل ألمانيا وفرنسا ووصفه أوروبا بـ " أوروبا القديمة".

وأشار أيضاً إلى أنه سيترك مستقبل القارة للأوروبيين أنفسهم. وقال إنه لم يفاجئ بالقرار الذي اتخذته ألمانيا في ما يتعلق برفضها الانضمام إلى قوات التحالف المشاركة في العمليات التي تشهدها ليبيا الآن، وذلك لأنه لم يَعُد يُفَاجَئ بشكل كبير.

وعما إن كان يؤيد المجلة في تأكيدها على حقيقة أن غزو العراق كان مكلفاً للغاية، أكد رامسفيلد أن التاريخ هو من سيحكم على هذا الأمر. وأضاف "من الصعب وضع سعر على بعض الأشياء. فما قيمة أن تحول دون وقوع أسلحة نووية في أيدي ديكتاتور مثل صدام حسين أو في أيدي القذافي، الذي كان مقتنعاً بأن يتنازل عن برنامجه النووي قبل بضع سنوات لأنه لم يكن يرغب في أن تنتهي حياته مثل صدام؟".

وأضاف: "وما قيمة أن تنقذ ملايين العراقيين من نظام قمعي؟ وما قيمة أن تمنع النظام العراقي من استهداف طائرات أميركية وبريطانية كل يوم تقريباً؟ وما قيمة أن يتحصل العراقيون على حرية في الصحافة؟ وما قيمة أن يذهب وزير خارجية العراق إلى باريس ليطالب بإنهاء نظام القذافي ويُذكِّر بالعراق كنموذج، بحيث يمكن أن يوجد نظام سياسي أكثر تحرراً في هذا الجزء من العالم؟ وإذا كان هناك أناس يتوقون إلى الأيام التي كان يتولى فيها صدام حسين مقاليد الحكم في البلاد، فأنا لست منهم".

وعن رأيه في ما يتردد عن أن حميد كرزاي، الذي زرعته إدارة بوش في أفغانستان، ولا يزال في الحكم حتى الآن، يُنظَر إلى حكومته من جانب كثيرين على أنها حكومة فاسدة، وأنها واحدة من أكبر المعوقات التي تحول دون حدوث تقدم في البلاد، قال رامسفيلد إنه لا يوجد لديه أي مؤشر يدل على أن كرزاي فاسد شخصياً.

وشدد على أن الفساد موجود في كل الحكومات تقريباً حول العالم، وأن أعضاء الكونغرس الأميركي أيضاً يُسجَنون بسبب تورطهم في قضايا فساد. وتابع "وأرى أنه خطأ فادح من جانب مسؤولي الإدارة الحالية أن يلفوا ويدورا حول كرزاي ويقوموا بتشويه سمعته".

وعما إن كانت الصور التي نشرتها المجلة أخيراً لذلك الفريق الذي يعرف بـ "فريق القتل" التابع للجيش الأميركي، حيث يظهر فيها، وهو يقتل مدنيين أفغان من دون أي سبب، قد ذكَّرته بالانتهاكات التي كانت يتعرض لها المساجون من قِبل الجنود الأميركيين في سجن أبو غريب في العراق، قال رامسفيلد إنه لا توجد مقارنة، مبرراً ذلك بأن أحداً لم يُقتَل في أبو غريب.

وتابع: "في أبو غريب، كانت هناك حفنة من الأشخاص الذين تورطوا في سلوكيات مقززة ومسيئة ومثيرة للاشمئزاز، وكذلك اعمال غير مسؤولة. وقد تمت محاكمتهم ومعاقبتهم. وقد أضرّت تلك الواقعة بالجيش الأميركي، وصبّت إلى حد ما في مصلحة أعدائنا. كما إن المدنيين الذين لاقوا حتفهم في تلك الواقعة الأخيرة في أفغانستان لم يكونوا محتجزين في أحد السجون، وهو ما يجعل الموقف مختلف تماماً. وإذا كان أبو غريب مؤذياً لواشنطن، فتلك الواقعة مؤذية جداً لها".

وفي ختام حديثه، قال رامسفيلد: "ليس هناك من شخص يمتلك ولو قدر بسيط من الحس (ويشغل منصباً حكومياً قيادياً) إلا وينتابه مشاعر ندم وأسف على ثمة شيء. وقد احتجت إلى أربعة أعوام كي أعدّ كتاباً مكوناً من 800 صفحة يسرد تفاصيل متعلقة بعملي، وقد وصفت فيه قدراً كبيراً من مشاعر الأسف والندم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
أين العدل
عربي -

مجرم حرب, لو كان هناك عدل لوجب محاكمته......غزو العراق لم يكن بهدف تحرير الشعب العراقي من سلطة صدام لا بل لتدمير البنية التحتية للبلد و سرقة نفطه...ملايين من العراقيين قتلوا و شردوا و عذبوا في واحدة من أكبر عمليلت الإبادة في التاريخ الحديث و من ثم يأتي و يحدثنا عما أنجزه حضرته هناك...لقد أعدم صطدام و أخذ جزاؤه و لكن ماذا عن كل الضطداميين الذين يحكمون العراق الآن و اللذين حولوا العراق الى مزارع طائفية متناحرة ليس لها هم غير القتل و السجن و التعذيب و سرقة أموال الشعب فزاد الشعب العراقي فقرا على فقره و تعذيبا على عذابه و جوعا على جوعه....يا سيد لقد أصدر التاريخ حكمه على هذه الحرب و هي ليست في صالح حضرتك البتة

أين العدل
عربي -

مجرم حرب, لو كان هناك عدل لوجب محاكمته......غزو العراق لم يكن بهدف تحرير الشعب العراقي من سلطة صدام لا بل لتدمير البنية التحتية للبلد و سرقة نفطه...ملايين من العراقيين قتلوا و شردوا و عذبوا في واحدة من أكبر عمليلت الإبادة في التاريخ الحديث و من ثم يأتي و يحدثنا عما أنجزه حضرته هناك...لقد أعدم صطدام و أخذ جزاؤه و لكن ماذا عن كل الضطداميين الذين يحكمون العراق الآن و اللذين حولوا العراق الى مزارع طائفية متناحرة ليس لها هم غير القتل و السجن و التعذيب و سرقة أموال الشعب فزاد الشعب العراقي فقرا على فقره و تعذيبا على عذابه و جوعا على جوعه....يا سيد لقد أصدر التاريخ حكمه على هذه الحرب و هي ليست في صالح حضرتك البتة

خير فعل
عمر الدليمي -

تحيه للسيد رامسفيلد وفريقه الذي خلصنا من صدام التكريتي وال مجيد

خير فعل
عمر الدليمي -

تحيه للسيد رامسفيلد وفريقه الذي خلصنا من صدام التكريتي وال مجيد

لو !
منتظر -

لو كان في الولايات المتحدة شيء اسمه حقوق انسان لكان تم تقديم هذا السفاح الى المحاكم الدولية لثبوت مسؤلياتة عن جرائم كثيرة ضد الانسانية

لو !
منتظر -

لو كان في الولايات المتحدة شيء اسمه حقوق انسان لكان تم تقديم هذا السفاح الى المحاكم الدولية لثبوت مسؤلياتة عن جرائم كثيرة ضد الانسانية

ديك تشيني ورامسفيلد
علي الخفاجي -

بين مافعله ديك تشيني الذي كان وزيرا للدفاع عام 1991 تحت ادارة بوش الاب وبين مافعله رامسفيلد كوزير دفاع لبوش الابن عام 2003 ليس له علاقة بشخصية كل منهما فامريكا دولة مؤسسات لاتحكمها الاهواء بل المصالح والتي غالبا ماتكون انانية , تشيني اخرج صدام من الكويت وتركه يقتل الشعب العراقي بمجزرة يخجل منها التاريخ تحت مراى ومسمع العرب اولا والعالم اجمع, فلننظر لما يعانيه ثوار ليبيا اليوم من الة القذافي العسكرية رغم انها لاتقاس بترسانة صدامو ولم يكن لدى ثوار العراق وقتها ربع مالدى ثوار ليبيا, لقد اخرجوه من كويتهم العزيزة عليهم وتركوه وحشا مهزوما يذبح شعبه بالة ضخمة تشعر بالهزيمة ففرغت حقدها مقابر جماعية تملا العراق شمالا وجنوبا ومااكتشف منها الا البسيط, اما الاستاذ الرائع رامسفيلد فلقد اسرع بتقدمه الى بغداد ليسقط نظام صدام ولم تسقط بغداد, فبغداد كانت ساقطة بوجود والبعث وليس كما يتصور بعض العرب وللاسف هم غالبية, رامسفيلد اوغيره من شياطين الجن والانس هم ارحم واعدل من نظام صدام, وليبيا تشهد لكم اليوم ياعرب كيف ان شعبا اعزلا ليس له خيار سوى الاستنجاد بالشيطان لتخليصه من جلاده, فكفى عنتريات ونفاق على العراقيين, واسئل الله ان يبتلي من لايفهم هذا بحاكم جائر مثل صدام ليستعين باالاستاذ ابليس كي يخلصه, نعم نحن العراقيين نعرف اكثر من العرب من هو رامسفيلد وبوش انهم ابالسة العصر ولكن حكامنا ابلس منهم..

ديك تشيني ورامسفيلد
علي الخفاجي -

بين مافعله ديك تشيني الذي كان وزيرا للدفاع عام 1991 تحت ادارة بوش الاب وبين مافعله رامسفيلد كوزير دفاع لبوش الابن عام 2003 ليس له علاقة بشخصية كل منهما فامريكا دولة مؤسسات لاتحكمها الاهواء بل المصالح والتي غالبا ماتكون انانية , تشيني اخرج صدام من الكويت وتركه يقتل الشعب العراقي بمجزرة يخجل منها التاريخ تحت مراى ومسمع العرب اولا والعالم اجمع, فلننظر لما يعانيه ثوار ليبيا اليوم من الة القذافي العسكرية رغم انها لاتقاس بترسانة صدامو ولم يكن لدى ثوار العراق وقتها ربع مالدى ثوار ليبيا, لقد اخرجوه من كويتهم العزيزة عليهم وتركوه وحشا مهزوما يذبح شعبه بالة ضخمة تشعر بالهزيمة ففرغت حقدها مقابر جماعية تملا العراق شمالا وجنوبا ومااكتشف منها الا البسيط, اما الاستاذ الرائع رامسفيلد فلقد اسرع بتقدمه الى بغداد ليسقط نظام صدام ولم تسقط بغداد, فبغداد كانت ساقطة بوجود والبعث وليس كما يتصور بعض العرب وللاسف هم غالبية, رامسفيلد اوغيره من شياطين الجن والانس هم ارحم واعدل من نظام صدام, وليبيا تشهد لكم اليوم ياعرب كيف ان شعبا اعزلا ليس له خيار سوى الاستنجاد بالشيطان لتخليصه من جلاده, فكفى عنتريات ونفاق على العراقيين, واسئل الله ان يبتلي من لايفهم هذا بحاكم جائر مثل صدام ليستعين باالاستاذ ابليس كي يخلصه, نعم نحن العراقيين نعرف اكثر من العرب من هو رامسفيلد وبوش انهم ابالسة العصر ولكن حكامنا ابلس منهم..

هفوات صغيرة
منتظر -

تدمير العراق وافغانستان وباكستان وابادة ملايين الابرياء الذين لاناقة لهم ولا جمل في الحروب والارهاب وتشريد ملايين آخرين كل هذا مجرد هفوات عند هذا السفاح !!ابو غريب فقط يكفي لادانته بجرائم تفوق ما قامت به النازية على مر تاريخها الاسود

هفوات صغيرة
منتظر -

تدمير العراق وافغانستان وباكستان وابادة ملايين الابرياء الذين لاناقة لهم ولا جمل في الحروب والارهاب وتشريد ملايين آخرين كل هذا مجرد هفوات عند هذا السفاح !!ابو غريب فقط يكفي لادانته بجرائم تفوق ما قامت به النازية على مر تاريخها الاسود

رامسفيلد أم الأسد؟
رامي -

غريب أمرنا نحن العرب وما زلنا نتنصّل عن مسؤولية الذات ونوزّع التّهم حيث عقلية التنّصل تلغي حتى ما ثبت وصحّ من هذه التهم! عجز الإشارة إلى أكبر مجرم حرب في العراق عدا غيرها، أعني الطاغية الدمشقي الأسد، المسؤول حسب مصادر متنوعة متقاطعة عراقية وعربية وغربية، عن 80% على الأقل من عمليات القتل الجماعي عبر تفجير السيارات، لرسم صورة يظهر فيها الاحتلال الأمركي كرديف لكارثة على الجميع، وبالتالي يصبح تكرارها بما فيه في سورية من المحظورات دولياً. والشعب السوري حالياً يدفع الثمن دماءً وبطشاً والأمريكي يتفرّج ويسدي بالنصح الباهت ويعلن عدم وجود أي نيّة له وللأمم المتحدة بالتدخل. لقد نجحت فعلاً زمرة القتلة المستبدة في دمشق. في العراق، إن كان الاحتلال الأمريكي هو الصاعق، فالنزوع الدموي بحق العرب لدى الزمرة الطاغية في دمشق إنما هو الوقود، والعلة المباشرة الحقيقية. في العراق كما في لبنان، نفس الجنوح ونفس الدموية بنفس الوسائل عينها. واليوم في سورية. وما زلنا نتنصّل ونرمي بالمسؤوليات يمناً ويسراً، معطّلين مُبطلين بذلك أحقية وصواب ومشروعية الكثير من التهم.

رامسفيلد أم الأسد؟
رامي -

غريب أمرنا نحن العرب وما زلنا نتنصّل عن مسؤولية الذات ونوزّع التّهم حيث عقلية التنّصل تلغي حتى ما ثبت وصحّ من هذه التهم! عجز الإشارة إلى أكبر مجرم حرب في العراق عدا غيرها، أعني الطاغية الدمشقي الأسد، المسؤول حسب مصادر متنوعة متقاطعة عراقية وعربية وغربية، عن 80% على الأقل من عمليات القتل الجماعي عبر تفجير السيارات، لرسم صورة يظهر فيها الاحتلال الأمركي كرديف لكارثة على الجميع، وبالتالي يصبح تكرارها بما فيه في سورية من المحظورات دولياً. والشعب السوري حالياً يدفع الثمن دماءً وبطشاً والأمريكي يتفرّج ويسدي بالنصح الباهت ويعلن عدم وجود أي نيّة له وللأمم المتحدة بالتدخل. لقد نجحت فعلاً زمرة القتلة المستبدة في دمشق. في العراق، إن كان الاحتلال الأمريكي هو الصاعق، فالنزوع الدموي بحق العرب لدى الزمرة الطاغية في دمشق إنما هو الوقود، والعلة المباشرة الحقيقية. في العراق كما في لبنان، نفس الجنوح ونفس الدموية بنفس الوسائل عينها. واليوم في سورية. وما زلنا نتنصّل ونرمي بالمسؤوليات يمناً ويسراً، معطّلين مُبطلين بذلك أحقية وصواب ومشروعية الكثير من التهم.