باريس تطالب غباغبو بتوقيع وثيقة التخلّي عن الحكم
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أبيدجان، واشنطن:أعلن وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه الثلاثاء أن فرنسا والأمم المتحدة تطالبان لوران غباغبو بتوقيع وثيقة يتخلى بموجبها عن الحكم في ساحل العاج، ويعترف بالحسن وتارا رئيسًا للبلاد.
وقال الوزير خلال جلسة استماع مع نظيره وزير الدفاع جيرار لونغيه أمام مجموعة من النواب أن شروط رحيل لوران غباغبو "لم تتقرر اليوم".
وأوضح وزير الخارجية "نطالب، نحن والأمين العام للأمم المتحدة الذي تنسجم آراؤه مع آرائنا، بأن يسبق رحيل غباغبو نشر وثيقة موقعة منه ويتخلّى بموجبها عن الحكم ويعترف بـ (الحسن) وتارا رئيسًا".
واضاف جوبيه ان "ما يحصل الآن هو مشاورات مع لوران غباغبو وعائلته للاتفاق على شروط رحيله"، مشيرًا الى وجود مستشار للرئيس السابق في السفارة الفرنسية لمناقشة شروط رحيله.
وقال جوبيه "ابلغنا ايضًا قوة الامم المتحدة اننا ترغب في ان تتخذ كل التدابير لتأمين سلامة غباغبو وعائلته، على أن تتولى بعد ذلك قوة الامم المتحدة والسلطات العاجية تقرير الخطوات اللاحقة لشروط رحيل غباغبو".
أوباما يدعم بقوة الأمم المتحدة وفرنسا في ساحل العاج
من جانبه أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الثلاثاء أنه يدعم "بقوة" ما تقوم به الأمم المتحدة وفرنسا ضد نظام رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته لوران غباغبو، داعيًا هذا الأخير إلى "الاستقالة فورًا".
واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما الثلاثاء انه يدعم "بقوة" ما تقوم به الامم المتحدة وفرنسا ضد نظام غباغبو، داعيا هذا الاخير الى "الاستقالة فورا". وقالت روسيا الدولة الدائمة العضوية في مجلس الامن الدولي انها "تدرس شرعية" هذه الضربات.
وقال اوباما في بيان "اني ادعم بقوة الدور الذي تضطلع به قوة حفظ السلام الدولية عبر العمل على احترام تفويضها لحماية المدنيين، وارحّب بما تقوم به القوات الفرنسية التي تدعم هذه المهمة"، مبديًا "قلقه العميق حيال الوضع الامني في ساحل العاج".
ولاحظ الرئيس الاميركي، الذي كان اعترف بفوز الحسن وتارا في الانتخابات الرئاسية التي جرت في تشرين الثاني/نوفمبر، "انه امر مأساوي لان العنف الذي نشهده كان يمكن تفاديه لو أن لوران غباغبو احترم نتائج الانتخابات الرئاسية في العام الماضي".
وقال اوباما "لوضع حد لهذا العنف ومنع اراقة الدماء اكثر، يتوجب على الرئيس السابق غباغبو ان يستقيل فورًا، ويعطي الامر للذين يقاتلون في معسكره بإلقاء السلاح".
هذا وكان نظام لوران غباغبو رئيس ساحل العاج المنتهية ولايته يعيش ساعاته الأخيرة الثلاثاء بعدما تعرض مقر إقامته لهجوم من قبل قوات خصمه الحسن وتارا، وأكد قائد الجيش أن قواته "اوقفت المعارك" و"طلبت وقفًا لإطلاق النار" من قوة الأمم المتحدة.
وكان وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه صرح الثلاثاء انه "على علم" بمفاوضات تهدف الى تنحي غباغبو. وتقول الامم المتحدة ان غباغبو "متحصن" في مقر اقامته في ابيدجان.
من جانبه صرح رئيس الوزراء الفرنسي فرنسوا فيون في الجمعية الوطنية الثلاثاء ان "جنرالين قريبين من رئيس ساحل العاج السابق يجريان مفاوضات حول شروط استسلامه". وقال فيون ان "جنرالين قريبين من الرئيس السابق لوران غباغبو يجريان مفاوضات حول شروط استسلامه".
واكد جوبيه في الجمعية الوطنية الفرنسية ان فرنسا "قاب قوسين" من اقناع غباغبو بمغادرة السلطة في ساحل العاج. وقال "نحن قاب قوسين من اقناع غباغبو بمغادرة السلطة وافساح المجال امام الحسن وتارا لممارستها".
من جهته، اكد وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان "كل شيء يمكن ان يحلّ خلال الساعات المقبلة" في ساحل العاج. واضاف "ان استخدام القوة غير منطقي. وهذا ما اكدته بعثة الامم المتحدة في ساحل العاج وعلى لوران غباغبو واصدقائه ان يقبلوا بنتائج الانتخابات التي اعترفت بها الاسرة الدولية".
وأكد ان فرنسا "لعبت دورا مفيدا لمنع وقوع مأساة في ساحل العاج". وبعد معارك بالاسلحة الثقيلة دامت لايام اوقعت "عشرات القتلى" بحسب الامم المتحدة، فإن آخر معاقل غباغبو كانت على وشك السقوط امام "الهجوم الاخير" لقوات وتارا غداة ضربات فرنسا والامم المتحدة.
وحسم معركة ابيدجان سينهي الازمة التي تشهدها البلاد منذ اربعة اشهر بعد نشر نتائج الانتخابات الرئاسية والتي تحولت الى حرب اهلية. وقال السيد دجيجي وزير خارجية غباغبو الذي زار سفير فرنسا ان "الرئيس غباغبو في مقر اقامته مع افراد اسرته بينهم زوجته واعضاء في حكومته. ان المقر يتعرض لهجوم".
وقال الوزير انه اتى "للتفاوض لوقف اطلاق النار بناء لطلب الرئيس غباغبو" بعد ثمانية ايام من الهجوم الخاطف الذي شنته القوات الموالية لوتارا من الشمال على جنوب البلاد وابيدجان. واعلن رئيس اركان الجيش الموالي للرئيس غباغبو الجنرال فيليب مانغو لفرانس برس ان قواته "اوقفت المعارك" الثلاثاء و"طلبت وقفا لاطلاق النار" من قوة الامم المتحدة.
وقال الجنرال مانغو غداة الغارات التي شنتها الامم المتحدة وفرنسا "بعد قصف القوات الفرنسية بعضا من مواقعنا وبعض النقاط الاستراتيجية في مدينة ابيدجان، طلبنا من الجنرال قائد (قوة الامم المتحدة) وقفا لاطلاق النار". واكد الناطق باسم بعثة الامم المتحدة في ساحل العاج حمدون توري لفرانس برس ان غباغبو "يتحصن مع حفنة من الموالين له" في "ملجأ محصن" في مقر اقامته في ابيدجان.
وقال "انه يتحصن في قبو مقر اقامته مع حفنة من الموالين له. انه في الملجأ المحصن". وصباحا اعلن المتحدث باسم حكومة غباغبو ان الاخير لا ينوي "في الوقت الراهن" الاستسلام.
ولم يعترف غباغبو بهزيمته في الانتخابات الرئاسية التي جرت في 28 تشرين الثاني/نوفمبر 2010 في اقتراع صادقت عليه الامم المتحدة. ولطالما رفض التخلي عن السلطة او مغادرة البلاد الى المنفى.
لكن المقاومة الضارية لقواته في ابيدجان التي كانت تعد قبل الازمة خمسة ملايين نسمة، اوقعت المدينة في حال من الفوضى. وتحدثت المفوضية العليا لحقوق الانسان في الامم المتحدة عن "عشرات القتلى" في الايام الاخيرة في معارك بالاسلحة الثقيلة.
وقالت المتحدثة باسم مكتب تنسيق الشؤون الانسانية في الامم المتحدة اليزابيث بيرز ان "الوضع الانساني تدهور اكثر واصبح مأساويا في ابيدجان". وتغيرت ابعاد النزاع مع تدخل الامم المتحدة وفرنسا في الازمة العاجية. وكانت قوتا الامم المتحدة وليكورن قصفتا بعد ظهر الاثنين معسكري اغبان واكويدو، اضافة الى اهداف عسكرية في القصر ومقر الاقامة الرئاسيين.
واكدت الخارجية الفرنسية ان الهدف الوحيد للعمليات العسكرية الفرنسية في ساحل العاج هو "تدمير الاسلحة الثقلية التي تملكها قوات" غباغبو. واضافت الوزارة ان "تدخل فرنسا سينتهي مع انتهاء مهمة بعثة الامم المتحدة" في هذا البلد. وتابعت "هناك هدف وحيد هو مساعدة بعثة الامم المتحدة على القضاء على الاسلحة الثقيلة التي تملكها قوات غباغبو".
ودان الرئيس الحالي للاتحاد الافريقي رئيس غينيا الاستوائية تيودورو اوبيانغ نغيما الثلاثاء في جنيف تدخل الامم المتحدة وفرنسا في ساحل العاج.