واشنطن لن تجمّد مساعدتها العسكرية لليمن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: اعلنت وزارة الدفاع الأميركية الثلاثاء أن واشنطن لا تعتزم تعليق مساعدتها العسكرية لليمن للضغط على الرئيس علي عبدالله صالح، مع دعوتها إلى انتقال سلمي للسلطة بعد مقتل العشرات في التظاهرات المطالبة برحيله.
وقال المتحدث باسم وزارة الدفاع جيف موريل ردا على سؤال حول احتمال تعليق المساعدة العسكرية لليمن "على حد علمي، هذا غير مطروح". واضاف "نتابع الوضع عن كثب. الأمور تتطور بسرعة كبيرة".
وقتل 24 شخصًا على الاقل خلال اليومين الماضيين في اليمن، حيث اتهم اللواء علي محسن الاحمر المنشق عن الرئيس صالح الاخير بتدبير مكيدة لاغتياله.
واعربت واشنطن عن خشيتها من ان يستغل تنظيم القاعدة الفراغ السياسي في اليمن بعدما كتبت صحيفة نيويورك تايمز ان الحكومة الاميركية تفكر في سحب تأييدها لعلي عبدالله صالح لتسهيل رحيله.
ودعت الولايات المتحدة الأميركية الحكومة اليمنية إلى التفاوض بشأن نقل السلطة بأسرع وقت ممكن. وأدان جيف موريل المتحدث باسم وزارة الدفاع الأميركية استمرار أعمال العنف في اليمن التي ادت إلى سقوط المزيد من القتلى والجرحى في العاصمة صنعاء ومدينة تعز.
وقال المتحدث إنه كلما مر الوقت سيزداد الموقف صعوبة، و"لهذا نحث الحكومة على التفاوض بشأن نقل السلطة بأسرع وقت ممكن".
قتلى وجرحى
وقد أكدت مصادر طبية لبي بي سي ارتفاع عدد القتلى في اشتباكات يوم الثلاثاء بين أنصار الحزب الحاكم وجنود الفرقة المدرعة الأولى في صنعاء الى ستة قتلى بعد وفاة أحد الجرحى في المستشفى متاثرا بجراحه. وتقول المصادر إن القتلى أربعة من وفد قبلي كان يقود وساطة بين الرئيس واللواء علي محسن الأحمر واثنان من جنود الفرقة المدرعة.
وأطلقت قوات الجيش الحكومية النار على مظاهرة بالقرب من ساحة التغيير، مما أدى إلى سقوط قتيل وجرحى عدة، بينما تدخلت قوات الفرقة الأولى لحماية المحتجين. وتقول الرواية الرسمية للحادث إن وفدًا قبليًا يضم وجهاء من قبيلة سنحان التي ينتمي اليها الرئيس واللواء علي محسن الأحمر قابل الرئيس صباح اليوم في (دار الرئاسة) في اطار وساطة قبلية للتوفيق بين الرئيس واللواء علي محسن.
وقال بيان صادر من مكتب الأحمر ان "الأمر يبدو محاولة لاغتيال محسن ومجموعة من شيوخ القبائل". واضاف البيان انه عندما حضر اللواء محسن الأحمر لمقابلة الوجهاء ظهرت في سماء الفرقة طائرتا ميغ 29 في وضعية قتالية. وقال إن القوات الموالية لصالح باشرت على الفور بإطلاق النار على شيوخ القبائل وأفراد الفرقة المدرعة وباتجاه المكان الذي وصل اليه اللواء علي محسن ومعه الوسيط أحمد إسماعيل أبو حورية.
قتل 15 شخصا الاثنين في تعز
وقد اعترضت قوات الأمن المركزي ومكافحة الشغب مسيرة حاشدة لعشرات الالاف من الشبان في صنعاء ومنعتها من التقدم باتجاه المستشفى الجمهوري لتعود الى ساحة التغيير.
وتقول مصادر من داخل المسيرة إن جدارا بشريا ضخما من قوات مكافحة الشغب معززا بآليات رش المياه وعربات مدرعة أوقفت المسيرة في تقاطع شارع بغداد مع شارع الزبيري ومنعت تقدمها، بينما وقف مسلحون يرتدون ملابس مدنية خلف قوات الأمن المركزي في جسر الزبيري، وسط أنباء عن مضايقات يتعرض لها المتظاهرون من قبل أنصار الحزب الحاكم.
واكتفى المتظاهرون برمي الورود على قوات الأمن المركزي، وقال عبد الملك اليوسفي أحد قيادات ما تعرف بثورة التغيير السلمي تعليقا على ذلك إن قوات الأمن المركزي هم اخوان للمعتصمين وجزء من الشعب ودعاهم إلى الانحياز الى الشعب.
ومنعت قوات الأمن مسيرة حاشدة للمعلمين من التوجه الى مجلس الوزراء احتجاجًا على عدم تجاوب الحكومة مع مطالبهم بمستحقات مالية مؤجلة. وأوقفت قوات الأمن مسيرة المعلمين بحاجز بشري كبير من قوات مكافحة الشغب والاليات العسكرية على بعد مئات الأمتار من ساحة التغيير بصنعاء بعد انطلاقهم منها.
تعز
كما أفاد مراسلنا في اليمن بأن مسلحين يرتدون ملابس مدنية اعتلوا اسطح بعض البنايات المجاورة لساحة الحرية في مدينة تعز وقاموا بإطلاق نار كثيف باتجاه المعتصمين في الساحة. وأصيب عشرات المحتجين بالرصاص اليوم الثلاثاء مع تجدد اعمال العنف في تعز.
وأفاد شهود أن مروحية طافت فوق المدينة والقت قنابل مسيلة للدموع. وأضاف الشهود أن قوات الأمن اليمنية وأشخاصا بملابس مدنية أطلقوا النار على المحتجين. وقالوا إن المئات من قوات الأمن هاجموا عشرات آلاف المحتجين، وان أشخاصا بملابس مدنية يعتقد أنهم من رجال الأمن استخدموا العصي والخناجر، ورد المحتجون برشق المهاجمين بالحجارة.
وأكد مدير المستشفى الميداني في تعز الدكتور صادق الشجاع لبي بي سي وصول 350 حالة تسمم بالغاز وعشر حالات أصيبت بالرصاص الحي الى المستشفى الميداني خلال نصف الساعة الماضية. يذكر أن قوات من الجيش انتشرت منذ أمس في مدينة تعز بعد انسحاب قوات الأمن. وكان 15 شخصا قد قتلوا، وجرح 13 في المدينة الاثنين.
وفي مدينة الحديدة الواقعة على البحر الأحمر، هاجم مدنيون يعتقد السكان أنهم من البلطجية المكلفين من قوات الأمن، هاجموا آلاف المحتجين الذي كانوا متوجهين الى القصر الرئاسي. وقد قتل ستة أشخاص بالرصاص وأصيب 30 شخصًا بطعنات من آلات حادة، بينما أصيب 270 آخرون بفعل الغاز المسيل للدموع.
وبلغ مجموع القتلى في الاحتجاجات حتى الآن مئة شخص، ودعت منظمة هيومات رايتس ووتش الثلاثاء الولايات المتحدة وحكومات أخرى الى تعليق إمداداتها العسكرية لليمن.
من ناحية أخرى أبدى الشبان المعتصمون في ساحة التغيير تحفظهم على مبادرة المعارضة اليمنية لعدم تضمنها اشارة الى رحيل فوري للنظام ورفض اي مبادرات لا تنص على رحيل فوري للرئيس وأقاربه.
وكانت مبادرة المعارضة الأخيرة تجاهلت الاشارة الى مصير الرئيس وأقاربه بعد نقله سلطاته الى نائبه كما تنص المبادرة. في السياق نفسه أبدت المعارضة اليمنية استعدادها لإجراء محادثات في السعودية حول نقل السلطةن حسب ما صرح به المتحدث باسمها محمد قحطان.
وقال قحطان لوكالة فرانس برس ردا على سؤال حول الوساطة التي اطلقها مجلس التعاون الخليجي والدعوة إلى عقد محادثات في الرياض "نحن مع التفاهمات لنقل السلطة، رحبنا وقلنا سنحضر، لكن لبحث نقل السلطة فقط".
واضاف "ان البلد لا يحتمل تأخير نقل السلطة، كل يوم يمر تهرق دماء كثيرة". وشدد قحطان على ان المحادثات مع النظام اليمني لا تعني الحوار معه. وقال "نحن مع اي خيارات او تفاهمات لنقل السلطة من الرئيس صالح بشكل آمن وسريع. اما بالنسبة إلى الحوار الوطني فهو لا يمكن ان يتم الا في ظل الوضع الجديد، اي مع رئيس جديد".
واضاف "يجب ان يرحل الرئيس ويسلم السلطة لنائب من غير عائلته، ونحن سنجلس ونتحاور مع هذا النائب"، مشيرا بذلك الى مبادرة المعارضة التي نصت على اطلاق حوار حول مرحلة انتقالية بعد تسليم صالح السلطة الى نائبه.