حي بلبالا مقياس حدة الاحتجاجات في جيبوتي
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
جيبوتي: بعد حوالى الشهرين على احتجاجات الشارع التي اثارت قلق النظام في جيبوتي، تراجعت حدة التوتر في حي بلبالا الشعبي المترامي في العاصمة، حيث تستمر البطالة الجماعية وغلاء المعيشة مع ذلك في تأجيج مشاعر الغضب.
ويقدم بلبالا (الحرارة الخانقة بالصومالي) الذي يبعد خمسة كيلومترات عن وسط جيبوتي، نموذجا عن هذه الضواحي التي تشهد نموا استثنائيا في عدد كبير من العواصم الافريقية حيث تتراصف مدن الصفيح وتجمعات المنازل العشوائية جنبا الى جنب.
ويتنقل بعض الماعز بين المخلفات البلاستيكية المتناثرة في الممرات الترابية، والتي تلتمع احيانا بقطع زجاج، وتعبرها جداول المياه المالحة الراكدة التي تنبعث منها روائح كريهة.
فهذه المنطقة السكنية الشاسعة المؤلفة من احياء صغيرة تجتازها شوارع مزفتة تنبعث منها اصوات صاخبة، هي التي امنت العدد الاكبر من المتظاهرين الذين طالبوا في منتصف شباط/فبراير باستقالة الرئيس المنتهية ولايته اسماعيل غلله المرشح لولاية ثالثة.
وادت تلك التظاهرات التي تعتبر اهم احتجاجات في الشارع منذ الاستقلال في 1977، الى مواجهات مع قوات الامن اسفرت عن قتيلين بحسب حصيلة رسمية.
وباستثناء قمصان التي-شيرت الخضراء التي طبعت عليها صورة من يطلق عليه الجميع هنا "الرئيس المنتهية ولايته"، لا يظهر في هذا الحي اي ملصق انتخابي حيث تلقي هموم المعيشة اليومية ثقلها على القسم الاكبر من سكانه، في بلد يواجه فيه 40% من اليد العاملة ازمة بطالة.
وقد شارك عمر، التاجر البالغ الخامسة والعشرين من عمره، في تظاهرة شباط/فبراير. وقال "ذهبت للتظاهر لاني اعتقد ان الديموقراطية غير موجودة هنا. ولانتقد البطالة ايضا، وانعدام الماء تقريبا في الحي".
وحي بلبالا موصول بالكهرباء والماء من المدينة لكن اسعار الكهرباء باهظة والماء مقننة.
وقال عمر "لم اتمكن من الدراسة لان عائلتي لم تكن قادرة على دفع نفقات الدروس. فأبي عاطل عن العمل وامي عاطلة عن العمل ايضا، ولم يكن في حوزتهما ثمن القرطاسية".
واضاف "في الوقت نفسه، هناك هذه البلدان (العربية) التي كانت تواجه اوضاعا شبيهة بأوضاعنا والتي تسلحت شعوبها بالشجاعة لاسقاط رؤسائها، وطرحنا على انفسنا السؤال +لماذا لسنا نحن؟+".
وسيتوجه عمر للتصويت غدا الجمعة من دون اقتناع. وعلى غرار كثر من سكان بلبالا، يعرب عن اسفه لضعف المعارضة الجيبوتية. وقال "المشكلة هي انه لا توجد معارضة قادرة على الدفاع عن حقوقنا. فالساحة مفتوحة للرئيس المنتهية ولايته".
وفي اسفل حي بلبالا الكائن على تلة، تتراءى الرافعات الحمراء والبيضاء لثاني مرفأ في جيبوتي (دورالي)، وهو احد انجازات الولاية الثانية لغلله، ومصدر مهم لليد العاملة، وغالبا ما يطرحه انصار غلله مثالا للدفاع عن حصيلة اعماله.
وقال سعد، وهو ميكانيكي عاطل عن العمل في الرابعة والعشرين من عمره، ان "البطالة مرتفعة جدا لكنها اقل من السابق. لقد بنى اسماعيل عمر غلله المرفأ الجديد، واعاد تزفيت الطريق الى اثيوبيا وسيكون انتخابه لمصلحة البلاد".
وفي مكان آخر، ينهي ثلاثة من عمال البناء يومهم بمضغ القات الذي يستورد من اثيوبيا ويباع في الشوارع. وسيصوت سوغي (42 عاما) الجمعة للمرشح المستقل الرئيس السابق للمجلس الدستوري محمد ورسمة راجويه والمنافس الوحيد لغلله، حتى لو "كان لديه شعور بأنه ليس قويا جدا".
وقال "قد نحصل على حياة افضل معه. انا عامل. افلح هذه الارض ولدي اطفال لأعيلهم. الغلاء متفش، واسعار الحليب والغذاء مرتفعة".
واضاف "في شباط/فبراير، لم اشارك في التظاهر. لم يكن لدي وقت. فأنا اسعى وراء لقمة العيش".