أخبار

الناتو يحقق بقصف الثوار وفرنسا تؤكد تعديل قوات القذافي لتكتيكها

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

باريس: قال حلف شمال الأطلسي إنه يحقق في تفاصيل هجوم جوي قالت المعارضة الليبية إن قواته شنته على طابور دبابات في منطقة قريبة من مدينة البريقة، في وقت أعلنت فيه فرنسا أن الوضع في ليبيا معقد بسبب تغيير القوات الموالية للقذافي طريقة عملها.

وذكر الناتو على موقعه الإلكتروني أن مواجهات عنيفة تدور بين مدينتي البريقة وأجدابيا، حيث وقع القصف، منذ أيام. وأضاف الناتو أن الوضع غير واضح في المنطقة حيث يتم نقل أسلحة ثقيلة في مختلف الاتجاهات، مؤكدا عزمه مواصلة تنفيذ قرار الأمم المتحدة الخاص بليبيا وتوجيه ضربات للقوات التي قد تلحق الأذى بالمدنيين الليبيين.

من جانبه، أقر المتحدث باسم رئاسة أركان الجيوش الفرنسية الكولونيل تييري بوركار بأن الوضع في ليبيا معقد، مشيرا إلى أن قوات القذافي عمدت إلى تعديل طريقة عملها، ردا على غارات التحالف الدولي. وأوضح بوركار أن كتائب القذافي تستخدم وسائل أقل وضوحا على الجبهة الأمامية على غرار الشاحنات الصغيرة، عوضا عن المدرعات وتعتمد وسائل التمويه والتغلغل بين السكان.

وكانت مصادر الثوار وأخرى طبية في ليبيا قد قالت إن ضربة جوية نفذها حلف شمال الأطلسي الخميس أصابت أحد مواقع المعارضة المسلحة قرب البريقة مما أدى إلى مقتل خمسة أشخاص على الأقل. كما قال اللواء عبد الفتاح يونس قائد قوات المعارضة في شرق ليبيا إن غارة جوية على موقع للمعارضة يبدو أنها وقعت عن طريق الخطأ من جانب قوات الناتو، وأضاف أنها لم تسبب توترا بين الجانبين.

إلا أن يونس طالب في تصريحات أدلى بها في بنغازي الناتو بإعطاء تفسير للحادث، وصرح للصحافيين: "الترجيح يكون لقوات الناتو بالخطأ. ونحن لا نشكك في نوايا حلف الناتو لأنه المفروض أنهم هنا لمساعدتنا ولحماية المدنيين ولكن نريد إجابة على علامات الاستفهام التي حدثت".

من جهة أخرى، قال طبيب في سيارة إسعاف تابعة للمعارضة قد قال لوسائل الإعلام إن الثوار تعرضوا لهجوم صاروخي أيضا من جانب قوات تابعة للزعيم الليبي معمر القذافي عقب الضربة الجوية، مؤكدا مقتل مسعف وإصابة طبيب بجروح خطيرة.

مواجهات في مصراتة

هذا ودارت مواجهات بين الثوار والقوات الموالية للقذافي الخميس في ضواحي مدينة مصراتة التي لا تزال تحت سيطرة الثوار، فيما دعت الأمم المتحدة إلى وقف المعارك حول هذه المدينة التجارية والصناعية. وقال نائب المندوب الليبي في الأمم المتحدة إبراهيم الدباشي إن موقف المجلس الوطني الانتقالي واضح في شأن وقف إطلاق النار. وأضاف "على الصعيد السياسي المجلس الوطني الانتقالي أعلن بوضوح موقفه. يعني هناك قرارين لمجلس الأمن يدعوان إلى وقف إطلاق النار.

والمعني بوقف إطلاق النار في الواقع هو نظام القذافي الذي يرسل قواته إلى جميع المدن الليبية ويطلق عليها الرصاص والقذائف البعيدة المدى من مسافات بعيدة وهو لا يهدف لشيء سوى لترويع السكان وقتلهم". في هذه الأثناء، طلب رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان من القوات الموالية للقذافي وقف محاصرة المدن التي تخضع لسيطرة الثوار، داعيا إلى فتح ممرات إنسانية آمنة لتقديم المساعدة للشعب الليبي.

إلا أن نائب المندوب الليبي في الأمم المتحدة قال في حديثه مع "راديو سوا" إن مبادرة تركيا هي محاولة لإعطاء مزيد من الوقت لنظام القذافي. وأضاف "موقف تركيا أعتقد أنه يصب في ما سبق أن قلته. طالما أن تركيا لم تتحدث عن تخلي القذافي عن السلطة وهو تخل يجب أن يتم فورا، وطالما أنه لم تكن أي إشارة إلى تخلي القذافي وأسرته عن السلطة فأعتقد أن مبادرة تركيا هي عبارة عن محاولة لمنح النظام مزيدا من الوقت ليستعيد أنفاسه ويعيد تنظيم نفسه".

ورأى الدباشي أن حل الأزمة في ليبيا سيكون عسكريا عبر تسليح الثوار ودعمهم وتدريبهم، وقال "لا مجال لإيجاد حل سياسي. المجال الوحيد سيكون عسكريا لأن القذافي لا يعرف إلا القوة وبالتالي أنا أشك أن يقبل أي حل سياسي مهما كان شكله".

وأضاف الدباشي أن أي طرح يعطي للقذافي دوراً في المستقبل غير واقعي ومرفوض من قبل الشعب الليبي. وأضاف: "كل من يتحدث عن أي دور للقذافي أو لأي من أبنائه في إدارة شؤون ليبيا في المستقبل فهو إما لا يعرف الواقع الليبي أو يريد أن ينكر الجرائم التي ارتكبت ضد الشعب الليبي من طرف العقيد".

دعوة القذافي للتنحي

وكان عضو الكونغرس الأميركي السابق كيرت ويلدون الذي التقى رئيس الوزراء الليبي البغدادي المحمودي الخميس خلال زيارته للعاصمة الليبية، قد دعا القذافي إلى التنحي وتسليم السلطة إلى حكومة مؤقتة.

وقال ويلدون للصحافيين إن زيارته إلى ليبيا جاءت بناء على دعوة من القذافي، وليس لها أي علاقة بالحكومة الأميركية. وأضاف "ما قلته هو السماح لحكومة موقتة بإدارة البلاد، والسماح لسيف الإسلام الترشح لمنصب الرئاسة، وإذا كانت هناك ديموقراطية جديدة أو دستور جديد، يمكنه الترشح لمنصب الرئاسة، ليس لدي مشكلة في ذلك، ولكن كلما طال أمد ذلك، كلما أصبح تحقيقه أقل احتمالا".

فرص الإطاحة بالقذافي ضئيلة

في نفس الإطار، قال قائد القوات الأميركية لإفريقيا الجنرال كارتر هام إن فرص نجاح الثوار في شن هجوم على طرابلس للإطاحة بالقذافي ضئيلة. وأضاف هام خلال جلسة استماع في مجلس الشيوخ حول تمكن الثوار من التقدم إلى طرابلس، أن القذافي نشر قوات ودبابات في بعض أحياء مصراتة الأمر الذي جعل ضربات الناتو أكثر تعقيدا بسبب وجود مدنيين.

وفي رده على سؤال حول تسليح الثوار الليبيين، قال هام إن لديه معلومات مفادها أن دولا عربية بدأت بتسليحهم، لكنه اعتبر أنه يجب الحذر في هذه المسألة لتحاشي وقوع الأسلحة بين أيدي متطرفة، حسب تعبيره.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف