أخبار

وتارا يدعو للمصالحة الوطنية ويفرض حصاراً على غباغبو

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

آبيدجان: دعا رئيس ساحل العاج المعترف به دوليا الحسن وتارا مساء الخميس الى المصالحة الوطنية في كلمة رسمية الى الامة، معلنا فرض حصار على خصمه لوران غباغبو الذي لا يزال يرفض الاستسلام.

وفي واشنطن انضمت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون الى الامين العام للامم المتحدة بان كي مون للتنديد ب"الهجمات غير المقبولة على جنود الامم المتحدة" في ساحل العاج، على ما افاد المتحدث باسم الخارجية مارك تونر الخميس.

وكانت هذه اول كلمة يتوجه بها وتارا الى مواطنيه منذ تفاقم الازمة التي اعقبت الانتخابات الرئاسية في ساحل العاج ونشوب مواجهات في غاية العنف بين الطرفين اشاعت الذعر والفوضى في العاصمة الاقتصادية ابيدجان.

وقال الرئيس المنتخب في كلمته المتلفزة انه "فرض حصارا حول محيط" المقر الرئاسي حيث "تحصن (غباغبو) مع اسلحة ثقيلة ومرتزقة"، موضحا ان الهدف هو "ضمان امن سكان هذا الحي" من ابيدجان.
واعرب وتارا الذي اعترفت الغالبية العظمى من الاسرة الدولية بفوزه في انتخابات 28 تشرين الثاني/نوفمبر عن امله في اعادة الهدوء والامن الى ابيدجان.

وقال انه طلب من قادة قواته "اتخاذ كل التدابير لضمان حفظ النظام وامن الممتلكات" وكذلك حرية التنقل في البلاد. واضاف "سيتم تخفيف منع التجول اعتبارا من الجمعة 8 نيسان/ابريل من اجل السماح بعودة الوضع تدريجيا الى طبيعته" داعيا الى "استئناف النشاط الاقتصادي".

والحركة مشلولة في المدينة منذ ايام ولا يزال السكان قابعين في منازلهم. وبعد المأزق السياسي والمراوحة العسكرية، تخيم حال طوارئ انسانية في ابيدجان التي كانت قبل الازمة مدينة مزدهرة. وهي باتت اليوم تعاني من انقطاع المياه والكهرباء في غالب الاحيان وتراجع مخزون المواد الغذائية بسرعة وانهيار النظام الصحي وانتشار عمليات النهب فيما الجثث في الشوارع لا يتم انتشالها.

وكان انصار غباغبو المدججون بالسلاح نجحوا الاربعاء في صد هجوم قوات الحسن وتارا التي باتت تسيطر على مجمل انحاء البلاد. وقال وزير الدفاع الفرنسي جيرار لونغي ان غباغبو ما زال يحظى بدعم "نحو الف" رجل في ابيدجان بينهم مئتان في مقر اقامته الذي تحول الى موقع محصن.

غير ان المقاتلين الموالين للحسن وتارا اتهموا بارتكاب جرائم ومجازر على نطاق واسع اثناء تقدمهم السريع انطلاقا من الشمال، ولا سيما في مدينة دويكوي (غرب) حيث قتل مئات الاشخاص في 29 اذار/مارس، وفق عدة وكالات انسانية.

وتعهد وتارا في كلمته مساء الخميس ب"القاء الضوء كاملا على كل المجازر والجرائم" واكد ان "مرتكبي الجرائم سيعاقبون" طالبا من قواته ان تكون "نموذجية في سلوكها وتمتنع عن ارتكاب اي جرائم واعمال عنف ضد السكان واي اعمال نهب".

وقال "ادعو جميع مواطني الى الامتناع عن اي اعمال ثار"، واكد ان "ساحل العاج واحدة غير قابلة للتقسيم" متعهدا بان يكون رئيسا "لجميع العاجيين" اكانوا مسلمين مثله او مسيحيين مثل غباغبو او من اي ديانة اخرى.

وجاءت هذه الدعوة الى المصالحة عقب خضوعه لضغوط عدة بهذا الصدد ولا سيما من فرنسا القوة المستعمرة السابقة للبلاد، وقد اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه قبل عدة ايام ان الرئيس المنتخب سيلقي كلمة يدعو فيها شعبه الى الوحدة من اجل اطلاق اعادة اعمار البلاد.

وظل الوضع الامني غير مستقر اطلاقا الخميس في ابيدجان وطلبت عدة دول من فرنسا التي تنشر قوة عديدها 1700 عسكري في البلد المساعدة على اجلاء دبلوماسييها ورعاياها. وقامت قوة ليكورن الفرنسية ليل الاربعاء الخميس بانقاذ السفير الياباني وسبعة من معاونيه من مبانيه الواقعة على مقربة من مقر غباغبو.

واعلنت فرنسا عندها انها "ردت" على "اطلاق نار كثيف من القوات الموالية لغباغبو" غير ان مصدرا عسكريا غربيا افاد انها "اغتنمت الفرصة لمعالجة اكبر عدد ممكن من الاهداف بحيث يتم تقليص قدرة المقر على المقاومة" وذلك على مدى حوالى ساعة ونصف.

وكانت المروحيات الفرنسية قامت بطلعات الاثنين الى جانب بعثة الامم المتحدة في ساحل العاج (حوالى عشرة الاف عنصر) لمهاجمة اخر معاقل غباغبو والقضاء على اسلحته الثقيلة وحماية المدنيين. ودعا وتارا ايضا في كلمته الى اعادة تحريك الاقتصاد بشكل سريع في الدولة الاولى المصدرة للكاكاو. وقال "طلبت رفع العقوبات التي يفرضها الاتحاد الاوروبي على مرفأي ابيدجان وسان بيدرو وعلى بعض الهيئات العامة في عهد نظام لوران غباغبو غير الشرعي".

وفي واشنطن قامت هيلاري كلينتون وبان كي مون "باستعراض الجهود الدولية المبذولة لدعم شعب ساحل العاج وارغام لوران غباغبو على الانسحاب فورا"، وفق ما جاء في بيان صادر عن وزارة الخارجية. وتابع البيان انهما "شددا ايضا على وجوب ان تتجاوب الاسرة الدولية بسخاء مع تزايد الحاجات الانسانية بشكل مطرد" في هذا البلد.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف