حماس تطالب العرب باجتماع طارئ لمنع تكرار الرصاص المصبوب

يتواصل التوتر في قطاع غزة في أعقاب القصف الإسرائيلي المستمر بوتيرة متقطعة منذ نهار الخميس الفائت، هذا فيما وجّهت حركة حماس دعوات إلى عقد إجتماع عربي عاجل لوقف الهجمات، مشددة في الوقت نفسه على استعدادها الإلتزام بالتهدئة.

غزة: اعلنت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة التابعة لحماس اليوم السبت "حالة الطوارئ" في كلاجهزتها الامنية والدفاع المدني والخدمات الطبية التي ستعمل على مدار الساعة.

وقال ايهاب الغصين المتحدث باسم وزارة الداخلية في الحكومة المقالة ان الوزارة "اعلنت حالة الطوارئ وكل اجهزتها الامنية تعمل على مدار الساعة".

واضاف الغصين في تصريح نشره موقع وزارة الداخلية ان "جهاز الدفاع المدني والخدمات الطبية تعمل على مدار الساعة في كل انحاء القطاع لانقاذ المواطنين من استهداف الاحتلال الصهيوني".

واكد ان "الاحتلال الصهيوني يصرّ على الاستمرار في اعتداءاته على الفلسطينيين وسفك دمائهم امام مرأى ومسمع العالم اجمع، وامام صمت المجتمع الدولي على تلك الجرائم من دون محاسبة قادته امام المحاكم الدولية".

وتابع الغصين ان "الفصائل التزمت امس بالتوافق الفلسطيني على وقف اطلاق الصواريخ، الا ان الاحتلال الصهيوني افشل التوافق باستمرار اعتداءاته وقتله المدنيين والنساء والاطفال والمسنين، واستمراره في ارتكاب جرائم الحرب باستهدافه الطواقم الطبية وسيارات الاسعاف واطلاق قذائف الفسفور المحرمة دوليًا".

واكد ان "الحكومة الفلسطينية (المقالة) اجرت العديد من الاتصالات الخارجية والداخلية من خلال التواصل مع الكثير من الجهات العربية والدولية للعمل على وقف العدوان على غزة".

كما قدمت "شكوى الى مجلس الامن والجامعة العربية مطالبة اياها بعقد اجتماع عاجل لوقف الجرائم الصهيونية على القطاع"، على حد قوله.

هذا واعلنت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان حوالي ثلاثين قذيفة اطلقت من قطاع غزة سقطت اليوم السبت في جنوب اسرائيل بدون ان تسبب ضحايا او اضرارًا في ثالث يوم من مواجهة مع حركة حماس.

واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن اطلاق صواريخ على اسرائيل.

وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي ان حوالي عشرين قذيفة هاون انفجرت في اسرائيل، بينما وصلت صواريخ غراد الى قطاعات قريبة من مدن اشدود وبئر السبع وطبريات غات.

من جهتها، اكدت الاذاعة الاسرائيلية العامة ان المنظومة الدفاعية الجديدة "القبة الحديدة" نجحت في اعتراض خمسة من هذه الصواريخ منذ مساء الجمعة.

واضافت ان غالبية سكان الجنوب البالغ عددهم 700 الف نسمة امضوا ليل الجمعة السبت في ملاجىء او غرف "محمية" في مساكنهم صممت خصيصًا لمقاومة انفجارات.

واعلنت كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحماس وسرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد اليوم السبت مسؤوليتهما عن اطلاق صواريخ على اسرائيل.

وقالت كتائب القسام في بلاغ عسكري انها "قصفت صباح اليوم (السبت) بأربعة صواريخ من طراز قسام مجمع اشكول الصهيوني الى الشرق من جنوب قطاع غزة".

واكدت القسام انها اطلقت الصواريخ "في اطار الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة، والتي كان آخرها القصف الجوي والمدفعي، الذي لا يزال متواصلاً على قطاعنا الحبيب".

واعلنت كتائب القسام "مسؤوليتنا عن هذه المهمة الجهادية المباركة، لنؤكد جاهزية مجاهدينا للرد على العدوان الصهيوني والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما في حوزتنا من وسائل".

من جهتها، اعلنت سرايا القدس الجناح العسكري لحركة الجهاد الاسلامي مسؤوليتها عن "قصف مدينة بئر السبع بصاروخ غراد وصاروخين من طراز قدس وآخر من طراز 107 باتجاه كيبوتس بئيري".

واكدت سرايا القدس "مسؤوليتها عن هذه العملية الجهادية (...) وحق المقاومة في التصدي للعدوان الصهيوني المتواصل بحق ابناء شعبنا والمضي قدمًا في خيار المقاومة".

واعلنت مصادر طبية فلسطينية ان فلسطينيا قتل بقذيفة دبابة اسرائيلية صباح اليوم السبت في شرق مدينة غزة، مما يرفع عدد القتلى الفلسطينيين في هجمات اسرائيلية الى 12 منذ الجمعة.

وكان احد عشر فلسطينيا، هم سبعة ناشطين واربعة مدنيين، قتلوا في قصف جوي ومدفعي اسرائيلي على غزة الجمعة وفجر السبت، في اسوأ يوم من العنف منذ الحرب التي شنّتها الدولة العبرية على القطاع قبل سنتين.

إذ افادت مصادر طبية فلسطينية وكتائب عز الدين القسام التابعة لحركة حماس ان قياديين اثنين قتلا، واصيب اخر بجروح "خطرة" ليل الجمعة السبت في غارة جوية اسرائيلية استهدفت سيارة في مدينة رفح في جنوب قطاع غزة، ما يرفع حصيلة القتلى الفلسطينيين في القطاع الى 16 منذ الخميس.

واعلن ادهم ابو سلمية المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس عن سقوط "شهيدين واصابة بالغة الخطورة في قصف جوي لسيارة في رفح".

واعلنت كتائب القسام في بيان صحافي "استشهاد القائدين في كتائب القسام تيسير أبو سنيمة ومحمد عواجا في قصف صهيوني استهدف سيارة في حي السلطان في رفح".

في وقت لاحق من الليلة، شنّت طائرة استطلاع اسرائيلية غارة جوية على مخيم جباليا في شمال قطاع غزة، ما اسفر عن وقوع اصابة واحدة وصفت بـ"المتوسطة" وفقًا لمصادر طبية وشهود عيان.

وقال مراسل وكالة فرانس برس ان المقاتلات الحربية الاسرائيلية شنّت غارة على نفق على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة.

وذكر شهود عيان ان المقاتلات الحربية الاسرائيلية شنّت غارة على سيارة شرق مدينة غزة، واخرى على موقع تدريب تابع لكتائب عز الدين القسام الجناح المسلح لحركة حماس في شرق مخيم جباليا شمال القطاع، من دون ان تسفر اي منها عن وقوع اصابات.

وبذلك ارتفع عدد الفلسطينيين الذين قتلوا الجمعة في قطاع غزة بنيران الجيش الاسرائيلي الى 11، كما ارتفعت هذه الحصيلة الى 16 قتيلا خلال 24 ساعة. حيث قتل تسعة فلسطينيين الجمعة، هم خمسة ناشطين واربعة مدنيين، بينهم امرأتان وطفل، في سلسلة هجمات اسرائيلية على قطاع غزة، ما رفع حصيلة القتلى الفلسطينيين الى 14 قتيلا يومي الخميس والجمعة.

واعلن ادهم ابو سلمية المتحدث باسم لجنة الاسعاف والطوارئ في وزارة الصحة التابعة لحكومة حماس ان "عدد الشهداء اليوم هو تسعة، ما يرفع عدد الشهداء منذ امس الى 14 شهيدا". واضاف ان "عدد الاصابات بلغ 57 اصابة على الاقل، بينها 12 اصابة خطرة".

وفي اخر الغارات الاسرائيلية قتل "الطفل محمود الجرو (10 اعوام) و الشاب يوسف العرعير، واصيب 12 اخرون بجروح في قصف مدفعي اسرائيلي على حي الشجاعية في شرق مدينة غزة" بحسب ابو سلمية، الذي اوضح ان "ستة من الاصابات هي لاطفال، احدهم اصابته خطرة".

واعلنت سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الاسلامي في بيان ان العرعير ينتمي اليها. وقتل اربعة ناشطين من كتائب القسام الجمعة، سقط اثنان منهم في غارة جوية استهدفت مجموعة من الناشطين شمال قطاع غزة، وقتل الاخران في غارة جوية اخرى استهدفتهما شرق خان يونس، وفقا لمصادر طبية فلسطينية وبيان صادر من الكتائب.

واعلنت كتائب القسام في بيان انها "تزفّ شهيدها القائد الميداني رائد شحادة، الذي ارتقى في القصف الصهيوني" في شمال القطاع. واعلنت لاحقا "استشهاد القسامي احمد غراب، الذي استشهد متاثرًا بجروح اصيب بها في القصف الصهيوني في شمال غزة".

وكانت الكتائب اعلنت في بيان سابق "استشهاد القساميين عبد الله القرا ومعتز ابو جامع في قصف صهيوني في خان يونس".

وقتل ثلاثة مدنيين فلسطينيين، بينهم امرأتان، واصيب اربعة آخرون بجروح احداها خطرة في غارة اسرائيلية استهدفت الجمعة منزلاً في شرق مدينة خان يوس جنوب قطاع غزة، بحسب ابو سلمية. واعلن ابو سلمية ان "الشهداء هم طلال ابو طه (55 عاما) ونجاح قديح (45 عاما) وابنتها نضال قديح (21 عاما)".

واستهدفت ايضا غارة جوية اسرائيلية اخرى ورشة حدادة في حي الشجاعية في شرق مدينة غزة حسب ما افادت مصادر فلسطينية، من دون تسجيل وقوع اصابات.

وفي رفح قصفت المقاتلات الحربية الاسرائيلية أنفاقًا على الشريط الحدودي بين مصر وقطاع غزة بصواريخ عدة، اصاب احدها نفقًا لنقل الوقود من مصر الى غزة، ما ادى الى اشتعال نيران هائلة فيه بحسب مراسل وكالة فرانس برس.

وليلا شنّت الطائرات الحربية الاسرائيلية غارة جوية على سيارة مدنية غرب مدينة غزة من دون ان تسفر عن وقوع اصابات بحسب مصادر طبية. وواصلت ايضا المدفعية الاسرائيلية اطلاق قذائفها على شرق مدينة غزة وشمال القطاع بحسب المصادر نفسها.

جاء هذا التصعيد الاسرائيلي على قطاع غزة ردًا على صاروخ اطلق من القطاع، واصاب حافلة ركاب في جنوب اسرائيل الخميس، واعلنت كتائب القسام مسؤوليتها عن استهداف هذه الحافلة الذي اسفر عن اصابة فتى اسرائيلي بجروح بالغة.

وكان وزير الدفاع الاسرائيلي ايهود باراك امر بعيد اصابة الفتى الاسرائيلي "الجيش بالتحرك سريعًا بكل الوسائل اللازمة للرد على الهجوم على الباص".

وكانت اذاعة الجيش الاسرائيلي نقلت عن رئيس الوزراء بنيامين نتانياهو قوله في براغ ان منفذي الهجمات "تجاوزوا خطًا احمر". واضاف ان "الجيش الاسرائيلي رد، وسنواصل الضرب بتصميم".

من جهته قال وزير الدفاع المدني ماتان فيلناي "نواصل التحرك ليتوقف اطلاق الصواريخ، وليندم الذين اطلقوا الصاروخ". واعلنت كتائب عز الدين القسام الجمعة في بيان صحافي انها قامت باطلاق "ست صواريخ وتسع قذائف هاون" على مواقع اسرائيلية شرق رفح.

واوضحت ان هذا "القصف ياتي في إطار الرد على جرائم الاحتلال الصهيوني المتكررة، والتي كان آخرها القصف الجوي والمدفعي الذي لا يزال متواصلاً على قطاعنا الحبيب". وشددت على ان "مجاهديها جاهزون للرد على العدوان الصهيوني والتصدي لأي حماقة يقدم عليها الاحتلال الغاصب بكل ما في حوزتها من وسائل".

واعلنت ايضا سرايا القدس الجناح المسلح للجهاد الاسلامي اطلاقها "اربعة صواريخ سبع قذائف هاون" على اسرائيل موضحة ان ذلك ياتي في "اطار الرد على العدوان". واعلنت فصائل اخرى، من ضمنها الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ولجان المقاومة الشعبية، عن اطلاق عدد من القذائف على جنوب اسرائيل.

واتهمت وزارة الداخلية في حكومة حماس الجمعة اسرائيل "باطلاق ثلاث قذائف فوسفورية مساء الخميس على منطقة جحر الديك "وسط القطاع. وقالت اذاعة الجيش الاسرائيلي انه تم اطلاق 15 صاروخا الجمعة من قطاع غزة على جنوب اسرائيل من دون تسجيل وقوع اصابات.

وبالرغم من هذا التصعيد ابدت حماس حرصها على تجنب التصعيد مع اسرائيل. وقالت حكومة حماس في بيان صحافي الجمعة ان "قوات الاحتلال الاسرائيلي شرعت منذ امس بعدوان جديد على قطاع غزة، ومنذ اللحظة الاولى تحاول الحكومة ايجاد صيغة لوقف هذا العدوان، لكن الاحتلال الصهيوني مصرّ على مواصلة ارتكاب مجازره بحق شعبنا".

وطالب البيان "بعقد اجتماع عاجل لمجلس الجامعة العربية لبحث التصعيد الصهيوني وايجاد الآليات الملائمة لوقف العدوان على غزة".

كما دعت الى "وحدة الصف الفلسطيني وتثمين الجبهة الداخلية في مواجهة العدو والتحرك في كل المستويات لوقف العدوان على شعبنا".

وقال اسماعيل هنية رئيس وزراء حكومة حماس في بيان صحافي وزعه مكتبه انه "يستنكر العدوان السافر على قطاع غزة، وان هذا العدوان سيفشل في تركيع شعبنا او كسر ارادته". وتابع البيان ان هنية "يؤكد ضرورة وقف الاحتلال عدوانه على شعبنا فورًا".

وليل الخميس الجمعة، اعلنت وزارة الداخلية في حكومة حماس انها تلقت ردودًا ايجابية من الفصائل الفلسطينية بعد مباحثات اجرتها لوقف اطلاق النار بغية وقف التصعيد الاسرائيلي على القطاع.

وكانت حركة حماس بذلت جهودًا مكثفة لاستعادة الهدوء بعد فشل الهدنة السابقة اثر مقتل اثنين من جناحها العسكري في قصف جوي اسرائيلي في 16 اذار/مارس.

وتريد حركة حماس بموقفها هذا تجنب تكرار العملية الاسرائيلية "الرصاص المصبوب" على قطاع غزة من كانون الأول/ديسمبر 2008 الى كانون الثاني/يناير 2009 التي قتل فيها حوالى 1440 فلسطينيًا و13 اسرائيليًا.