مع اقتراب استقلال جنوب السودان الحوار يعجز عن تبديد المخاوف
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
الخرطوم: قبل ثلاثة اشهر من استقلال جنوب السودان تتواصل المفاوضات بين المسؤولين الشماليين والجنوبيين تمهيدا لانفصال سلمي ولكن بدون التوصل الى تسوية مقنعة للمواضيع الكثيرة المثيرة للتوتر او تبديد المخاوف.
ويقول اتيم الجنوبي المقيم في الخرطوم ان "التقسيم خطأ جسيم، البلد غير مهيأ لذلك"، وهو من الجنوبيين النادرين الذين صوتوا ضد استقلال الجنوب في الاستفتاء الذي نظم في كانون الثاني/يناير.
وسيخسر هذا الجنوبي الثلاثيني وظيفته في الشرطة في ايار/مايو حين يبدا تسريح الجنوبيين العاملين في القطاع العام في الشمال وبينهم اربعون الفا في الشرطة والجيش والقوات الامنية، ما لم يتم التوصل الى اتفاق.
وغادر معظم اصدقائه واقربائه الشمال على غرار مئات الاف الجنوبيين، لكن اتيم ولد في الشمال ويعتزم البقاء فيه.
غير ان المواطنة من المواضيع الاقل صعوبة في الملفات التي يجري بحثها هذا الاسبوع بين مسؤولين شماليين وجنوبيين ، مع مسالة ترسيم الحدود بين الشمال والجنوب.
وتعهد الطرفان بمنع عمليات الترحيل القسري والتجريد من الجنسية، غير انه ما زال يتحتم توضيح القوانين لضمان حقوق الشماليين والجنوبيين الذين لا يعتزمون العودة كل الى منطقته.
وسيبحث الطرفان السبت في اثيوبيا الملفات الاقتصادية الرئيسية وهي العملة والدين وتقاسم العائدات النفطية.
والمسالة الاكثر حساسية تبقى مستقبل منطقة ابيي النفطية المتنازع عليها على الحدود بين الشمال والجنوب، ويبقى كل من الطرفين متمسكا بمواقفه في الوقت الحاضر.
ويقول ايدي توماس من مجموعة تشاتام هاوس للدراسات في لندن "ليس هناك اي ملف يسهل التفاوض عليه. وفي ما يتعلق بابيي، يبدو من المتعذر حقا التوفيق بين مواقف الطرفين" موضحا ان هذا الموضوع "ليس مهما الى حد التسبب بحرب، لكنه مهم بما يكفي لقيام معركة بينهما بشانه".
ويضيف "من مشكلات ابيي ان ايا من الطرفين لا يرغب في حل المسالة".
وشهدت المنطقة تصعيدا في التوتر منذ كانون الثاني/يناير وتخشى قوات حفظ السلام الدولية المنتشرة فيها ان يؤدي تزايد الاسلحة لدى القوات الشمالية والجنوبية الى تفاقم اعمال العنف.
وكان المقرر تنظيم استفتاء في ابيي في مطلع كانون الثاني/يناير بالتزامن مع استفتاء جنوب السودان كان سيسمح لسكانها بالاختيار ما بين الانضمام الى الشمال او الى الجنوب، غير انه ارجئ الى اجل غير مسمى.
وقال المحلل جون اشوورث من مجموعة "سودان ايكومينيكال فوروم" ان "المفاوضات تتجه على ما يبدو الى اتفاق في بعض المجالات، لكن اشك فعلا ان تلقى جميع الملفات تسوية قبل التاسع من تموز/يوليو" مضيفا ان "الاستقلال سيحصل وسيجد الطرفان آلية ما، مع خوضهما معركة ضارية على ابيي وربما ملفين او ثلاث ملفات اخرى".
ويتفق الدبلوماسيون الغربيون على استبعاد تعثر آلية التفاوض برمتها عند مسالة ابيي بالرغم من خطورتها، ولا سيما في ظل الضغوط الدولية ووعود المكافآت المقطوعة للشمال في حال حصول عملية الانشقاق بشكل هادئ.
ومن بواعث القلق ايضا بالنسبة للجنوبيين مسالة الحريات الدينية. وقد كرر الرئيس السوداني عمر البشير مرارا انه يعتزم تعزيز الشريعة في الشمال حيث غالبية السكان من المسلمين، بعد انشقاق الجنوب المسيحي والارواحي.
وقال الاب سيلفستر رئيس الكاتدرائية الانغليكانية في الخرطوم "بعد استقلال الجنوب، نخشى ان يتم حصر نشاطاتنا هنا الى حد بعيد، وان يتعرض الذين اعتنقوا المسيحية للاضطهاد".