أخبار

سيمون غباغبو.. أضواء على سيدة ساحل العاج الحديدية

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

سيمون إييفيت غباغبو، الزوجة الأكبر من اثنتين لرئيس ساحل العاج تثير في النفوس الإعجاب والرهبة في الآن نفسه. وهي على هذا النحو مثيرة للجدل بقدر لا يقل عن ذلك الذي يثيره زوجها لوران المُصِر على البقاء في السلطة رغم حمام الدم.

لا شك في أن سيمون غبابو، السجينة في قصرها الرئاسي مع زوجها الرئيس المدحور انتخابيا وعسكريا ومع ضرّتها، تأمل في معجزة تنقذ هذه الأسرة في اللحظة الأخيرة.
فمنذ أن خسر زوجها انتخابات العام الماضي رأي الناس شراستها تتنامي بشكل مخيف وهي تهاجم الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي الذي بلغت حد تسميته "الشيطان"، وأيضا ألاسان اواتارا الذي فاز بتلك الانتخابات وتحاصر قواته قصرها حاليا فأطلقت عليه لقب "قاطع الطريق".
والعام الماضي ألقت سيمون خطابا أمام تجمع جماهيري قائلة: "الرب معنا.. الرب الى جانبنا.. الرب يقدم لنا النصر على أعدائنا". وبالنسبة لأنصار غباغبو فإن سيمون هي "مامان" (هيلاري كلينتون الاستوائية). أما بالنسبة للمتأدبين من خصومها فهي "المرأة الحديدية"، ولغيرهم فهي "المرأة الدموية".

مشاعر متضادة
مما لا شك فيه هو أن سيمون امرأة محرّكة لمشاعر متضادة، تبعا لصحيفة "غارديان" البريطانية. فقيل إنها تحرك في النفوس الإعجاب والرهبة في الوقت نفسه، وإنها قائدة نقابية ماركسية شيوعية ومسيحية متدينة في آن.. وإن الناس منقسمون الى فريقين أحدهما يعتبرها "غامضة ومليئة بالأسرار" والآخر يصفها بأنها "مثيرة للضيق".. امرأة إما تجتذب المرء كليّة اليها أو تنفّره تماما منها.
ولدت سيمون إييفيت العام 1949 واحدة من 17 ابناً لدركي راح يتزوج المرأة تلو الأخرى بعد وفاة والدتها. ونشأت في بيئة كاثوليكية محافظة ثم مضت لدراسة التاريخ والأدب وعلم اللغة في الجامعة.. لكن السياسة هي التي استحوذت عليها تماما في نهاية المطاف.

مقام أعلى
بعدما أسست، مع لوران غباغبو، الحزب الذي صار في ما بعد Front Populaire Ivorien "الجبهة الشعبية العاجية" (إف پي آي) اعتقلتها قوات الأمن وألقت بها في غياهب السجون التي قيل إنها عُذبت فيها، بسبب نضالها من أجل التعددية الحزبية في بلادها في سبعينات القرن الماضي.
وعندما تسلم غباغبو السلطة العام 2000، أوضحت سيمون للعالم بجلاء أنه ليس الوحيد الذي يمسك بزمام الأمور في البلاد. فأغدقت على أقاربها وأصدقائها المناصب الحكومية ودبّرت أمر انتخابها الى البرلمان وأعلنت نفسها رئيسة لكتلة الحزب الحاكم البرلمانية. وقالت وقتها في لقاء مع مجلة "ليكسبريس" الفرنسية: "كل الوزراء يحترمرنني ويعتبروني أعلى مقاماً منهم.. حقا".

إضراب عن الجنس
مع اندلاع الحرب الأهلية في 2002، صارت سيمون من غلاة الوطنيين وصقور النظام. فاشتهرت بخطبها النارية التحريضية ورفضها المطلق لأي شكل من أشكال الحوار مع المتمردين. وفي هذا الصدد اشتهر عنها أنها وظّفت الإضراب عن الجنس لأغراض سياسية. فعندما تجمعت فصائل المعارضة في باريس للحوار تحت مظلة الأمم المتحدة، نظمت سيمون مؤتمرا نسائيا أعلنت فيه للعالم: "إذا قرر رجالنا التوجه الى باريس لاتخاذ قرارات لا ترضينا، فلن يجدونا على أسرّتهم لدى عودتهم".
ومع تعثر المفاوضات وتعقيباً على دعوة سيمون النساء للإضراب الجنسي في حال تقديم حزبها أي تنازلات من أي نوع، قال كوفي أنان، الأمين العام للهيئة الدولية وقتها: "ربما تعيّن علينا دعوة السيدة غباغبو المرة المقبلة، فربما كانت لديها حلول أفضل مما لدينا".

اتهامات خطيرة
في ما بعد وضعت الأمم المتحدة سيمون على لائحتها السوداء التي تضم أسماء أولئك الذين تشك في قيامهم بانتهاكات خطيرة لحقوق الإنسان بما ذلك إصدارها الأوامر لرئيس حرسها الشخصي بتنفيذ اغتيالات بحق المعارضين. وإضافة الى هذا فقد خضعت للتحقيق مرتين حول اختفاء صحافي فرنسي - كندي يدعي غي - اندريه كيفر في 2004 كان يعد تقريرا في ابيدجان عن الفساد السياسي. وكان قد شوهد آخر مرة وهو في طريقه للاجتماع مع صهرها ميشيل ليغريه.
وقد زُعم - بدون دليل ملموس - أن جهاز الاستخبارات العاجي الداخلي متورط في اختفاء كيفر (ومقتله المفترض)، وأن هذا حدث بعلم سيمون رغم أن لا أحد يتهمها بالتورط في الأمر مباشرة.

حالة أفريقية فريدة
في 2006 قالت مجلة "جين آفريك"، التونسية المهتمة بالشؤون الافريقية والناطقة بالفرنسية، إن سيمون "سيدة أولى ولكن ليس كبقية السيدات الأوليات". وقالت إنها تؤدي دورا سياسيا غير عادي في ظل زوجها الرئيس، بما يجعلها "حالة فريدة في افريقيا المعاصرة".
وقالت المجلة، إنصافا لها، إنها - على عكس عقيلات الساسة - تنفر من البذخ والفنادق الغالية وتفضل شراء ثيابها من الانتاج المحلي بدلا عن التسوّق لأجل الـ"اوت كوتور" والحلي في متاجر علية القوم الباريسية. ونقلت المجلة عن الدبلوماسيين الغربيين قولهم إنها تنفر ايضا من الطبخ وأعمال ربة المنزل الأخرى لأنها تشتغل بالسياسة منذ الصبح الباكر الى الليل المتأخر.

بنفسجة رقيقة
ردا على منتقديها العديدين وخاصة اولئك الذين يقولون إنها تشيع الرهبة في نفوس الساسة والعامة، أصدرت سيمون كتابا في محاولة لتبديد ما يقال عن أنها امرأة من نار. وقالت إن كل هذا محاولة من الإعلام الدولي لصبغها بالشيطانية، وإنها في الواقع "بنفسجة رقيقة" على حد قولها.


التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف