أخبار

الأطلسي يضع شروطاً لوقف النار في ليبيا

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

أشار حلف الأطلسي الىأن أي وقف لإطلاق النار في ليبيا يجب ان يكون ذا مصداقية وقابلاً للإشراف وان يسهل عملية تنفيذ الاصلاحات السياسية. فيما قال الفيلسوف الفرنسي برنار ليفي أن القذافي منبوذ من شعبه ومن المجتمع الدولي ويجب إجباره على الرحيل.

طرابلس:اعتبر الامين العام للحلف الاطلسي اندرس فوغ راسموسن الاثنين ان "اي وقف لاطلاق النار يتم التوصل اليه في ليبيا" مثل الذي اقترحه الاتحاد الافريقي، يجب ان يكون "ذا مصداقية ويمكن التثبت منه". وقال راسموسن ان وقفا محتملا لاطلاق النار يجب ان يكون "ذا مصداقية ويمكن التثبت منه".

واوضح في مؤتمر صحافي، انه ليكون وقف اطلاق النار مقبولا يجب ان "يلبي ثلاثة شروط، اولا ان يكون ذا مصداقية ويشمل حماية فاعلة للسكان المدنيين، وثانيا ان يكون قابلا للتثبت والاشراف في شكل فاعل، واخيرا ان يسهل عملية سياسية تهدف الى تنفيذ الاصلاحات السياسية الضرورية وتلبية الرغبات المشروعة للشعب الليبي".

واضاف ان "المبادىء الاساسية" التي تحكم سلوك الحلف الاطلسي تقوم على "كيفية التنفيذ الكامل لقرارات الامم المتحدة"، مذكرا بانه منذ بداية الاحداث في ليبيا في منتصف شباط/فبراير "لم يتم التزام كثير من اعلانات وقف اطلاق النار" من جانب معمر القذافي.

واكد ان "قوات القذافي تختبىء (اليوم) قرب مدارس ومساجد، الامر غير المسؤول الى حد كبير"، مشددا على اهمية "تحديد اليات لمراقبة وقف اطلاق النار والتاكد منه". ولفت راسمون الى ان الاجتماع الثاني الذي تعقده مجموعة الاتصال حول ليبيا في الدوحة سيبحث "التوصل الى حل دائم"، مكررا ان "الازمة في ليبيا لا يمكن فقط ان تحل عسكريا".

وتم تشكيل مجموعة الاتصال حول ليبيا لضمان "قيادة سياسية" للعمل العسكري والمدني الدولي في ليبيا. ووصل وفد من الاتحاد الافريقي الاربعاء الى بنغازي (شرق) لعرض "خريطة طريق" على المجلس الوطني الانتقالي الذي يمثل الثوار الليبيين وافق عليها القذافي وتشتمل خصوصا على وقف لاطلاق النار بين الاطراف الليبيين في موازاة وقف الحلف الاطلسي لضرباته الجوية.

ودعت الجزائر التي تتقاسم حدودا طويلة مع ليبيا الى وقف لاطلاق النار ووساطة افريقية وعربية. فقد أكد مصدر رسمي في الرئاسة الجزائرية ان وفد الوساطة الافريقية حول ليبيا سيصل في وقت لاحق الاثنين الى مطار هواري بومدين بالجزائر العاصمة اتيا من بنغازي.

واعتبر وزير الخارجية الجزائري مراد مدلسي الأحد أن مبادرة الاتحاد الافريقي لاقناع قوات القذافي والثوار بوقف المعارك "مهمة لكنها صعبة". وفي هذا السياق، قال الفيلسوف الفرنسي برنار ليفي الذي يزور الشرق الليبي الخاضع لسيطرة المتمردين الاثنين، ان على المجتمع الدولي "اجبار" الزعيم الليبي معمر القذافي على "الرحيل من السلطة".

وقال ليفي لوكالة فرانس برس في بنغازي "القذافي لن يقبل (بالتنحي) لكن يجب على الارجح اجباره على ذلك". واضاف "نحن بصدد اجبار غباغبو على مغادرة السلطة (في ساحل العاج). القذافي في طريقه ليصبح غباغبو. القذافي خسر، القذافي منبوذ من شعبه ومن المجتمع الدولي".

وتابع ليفي الذي يعد من المقربين من الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ان القذافي "يتبنى اليوم السلوك ذاته الذي يسلكه غباغبو في ابيدجان مع فارق انه يتحصن ليس في قصره لكن في قسم من البلاد (ليبيا) ضد شعبه وضد المجتمع الدولي. نحن بصدد تنحية غباغبو، ويجب بطريقة مختلفة جعل القذافي يغادر" السلطة.

وليفي الذي كان التقى قبل اكثر من شهر المجلس الانتقالي اداة المعارضة الليبية في بنغازي، وسهل اعتراف فرنسا بالمجلس، اطلق تصريحاته هذه في الوقت الذي يزور فيه وفد من الاتحاد الافريقي بنغازي مقترحا وقفا لاطلاق النار بين المتمردين ونظام القذافي.

وقبل القذافي الاحد في طرابلس ب"خارطة الطريق" التي اقترحها الاتحاد الافريقي وتنص على "وقف فوري للمعارك" و"البدء بمرحلة انتقالية" تاخذ في الاعتبار "التطلعات المشروعة للشعب الليبي في الديموقراطية". بيد ان المتمردين يشترطون رحيل القذافي واسرته قبل اي تفاوض.

وقال ليفي ان اقتراح الاتحاد الافريقي "يفترض بقاء القذافي، وهو لا يطرح كشرط مسبق ما يبدو لي انه طلب غالبية الليبيين اي رحيل القذافي واسرته". وبرنار ليفي المولود في الجزائر زمن الاستعمار الفرنسي سنة 1948، كان مستشارا للرئيس الفرنسي الراحل فرنسوا ميتران وقام بمهام سياسية ايضا في عهد الرئيس السابق جاك شيراك ويعد من المقربين من ساركوزي.

ولبرنار ليفي الذي يعتبر نفسه يساريا، العديد من المؤلفات الفلسفية ومساهمات في العديد من وسائل الاعلام الفرنسية. وكان دعم المقاومة الافغانية زمن الاحتلال السوفياتي ثم ايد التدخل الاميركي نهاية 2001 في افغانستان وفي العراق في 2003 وبرر عملية الرصاص المصبوب الاسرائيلية في غزة. وقالت مجلة "فورن بوليسي" الاميركية في نهاية 2009 انه الشخصية ال31 من بين اكثر الشخصيات تاثيرا في العالم.

جنرال فرنسي يتوقع "عمليات طويلة الامد" في ليبيا

إلى ذلك، قال قائد اركان سلاح الجو الفرنسي الجنرال جان بول بالوميروس انه يتوقع "خوض عمليات طويلة الامد" في ليبيا وذلك لدى زيارته الاثنين قاعدة سولينزارا الجوية في كورسيكا. واكد الجنرال "لم يتم حل اي ازمة معاصرة مؤخرا على امد قصير. نحن ازاء تتابع ازمات لديها جميعها اسبابا عميقة نسبيا. ولذلك لا ينبغي ان نامل في تسويتها بعصا سحرية".

واعتبر ان "القوة الجوية عامل محدد" في مسرح المعارك في ليبيا غير انها لا يمكن "ان تحل بمفردها ازمة كبيرة". واضاف "نحن لسنا الا اداة في الترسانة التي تملكها المجموعة الدولية". واقر الجنرال الفرنسي بان مهمات الطيارين "صعبة ومعقدة" خصوصا بسبب تحرك القوات الموالية للزعيم الليبي معمر القذافي التي اصبحت تستخدم بشكل متزايد العربات الخفيفة.

واكد بالوميروس "الاحترام التام" لقرار مجلس الامن رقم 1973. وقال انه حين تكون هناك شكوك "نفضل عدم الضرب والتسبب عند الضرورة باضرار جانبية" موضحا انه "في مثل هذه النزاعات لا يمكن البتة تفادي الهفوات". ودعا الى تنسيق افضل بين الحلف الاطلسي والمتمردين الليبيين وذلك بهدف تحقيق الاهداف واولها "انقاذ الارواح وحماية السكان الليبيين".

وبحسب الجنرال الفرنسي فان القذافي "فقد مصداقيته لدى الراي العام ولكن ايضا لدى المجتمع الدولي. انه بالتاكيد ليس على حق" مضيفا "نحن الذراع العسكرية للضمير العالمي الذي يقول كفى لن نسمح بتكرار هذا ابدا". وتتمركز نحو 20 طائرة من نوع رافال وميراج في قاعدة سولينزارا على الساحل الشرقي لجزيرة كورسيكا من حيث يتم تنفيذ عمليات يومية منذ 19 آذار/مارس الماضي.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف