الطلاب يخرجون أزمة الجامعة الجزائرية إلى الشارع
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الجزائر: عبّر آلاف الطلاب الذين تظاهروا الثلاثاء في الجزائر العاصمة عن غضبهم إزاء عمق الأزمة التي تعيشها الجامعة الجزائرية، التي تشهد اضرابات منذ شباط/فبراير الماضي، واستغلوا وجودهم في الشارع للتعبير عن مطالب سياسية.
وتمكن ما بين الفين وثلاثة آلاف طالب جامعي من تحدي قرار منع المسيرات في الجزائر العاصمة، ونظموا مسيرة انطلقت من ساحة البريد المركزي نحو رئاسة الجمهورية على بعد نحو أربع كيلومترات. ولم يتمكن الطلاب الذين قدموا من العديد من الولايات الجزائرية من الوصول الى قصر الحكومة، بعدما سدت اعداد كبيرة من قوات الامن المنافذ الموصلة اليه.
وحاول المتظاهرون بعد ذلك التوجه الى مقر رئاسة الجمهورية، غير ان الشرطة منعتهم عند منتصف الطريق. وتعرض الطلاب للقمع بالهراوات قرب ثانوية بوعمامة غير بعيد عن قصر رئاسة الجمهورية، ما تسبب في جرح ثلاثة طلاب على الاقل في الوجه.
وتفرق الطلاب في مختلف شوارع العاصمة في مسيرات صغيرة، عادت إحداها الى البريد المركزي، حيث تجمعوا من دون ان تتمكن الشرطة من ايقافهم، بعدما ازالوا كل الحواجز الحديدية.
وفي الظهيرة عاد الطلاب للتجمع في ساحة البريد المركزي مرددين شعارات يفتخرون فيها بنجاح مسيرتهم قائلين "هذه البداية ومازال مازال". وقال احد المتحدثين لزملائه "عليكم ان تكونوا فخورين، فلقد نجحتم في مسيرتكم، وأثبتم أنكم واعون".
وكان الطلاب الذين ينتمون إلى مختلف الجامعات يرفعون شعارات تتعلق بمطالبهم الاساسية، مثل المطالبة برحيل وزير التعليم العالي رشيد حراوبية (حراوبية ارحل)، وكذلك شعارات سياسية، مثل "سئمنا من هذه السلطة"، وكذلك "زنقة زنقة دار دار، الحكومة تشعل النار"، مستلهمين خطاب العقيد الليبي معمّر القذافي.
ورغم ان الطلاب المتظاهرين لا ينتمون الى اي من النقابات الكثيرة التي تنشط في قطاع التعليم العالي، الا ان رئيس الاتحاد العام للطلبة الجزائريين سفيان خالدي عبّر عن مساندته التامة لمطالب زملائه، قائلا "من حق الطلاب الخروج الى الشارع بالنظر الى الوضع الذي تشهده الجامعة". وتنبأ خالدي "بتأزم الوضع خلال الأيام المقبلة".
وتابع "الطلاب لا يجدون مساحة للتعبير عن آرائهم غير الشارع، بعدما سدّ وزير التعليم العالي أبواب الحوار في وجوههم".
وتشهد الجامعات الجزائرية، التي يدرس فيها مليون و230 الف طالب، غليانًا منذ شباط/ فبراير، بدأ باعتصام لطلاب المدارس العليا أمام وزارة التعليم العالي للمطالبة باعادة تصنيف شهاداتهم وفق سلم الوظيفة العمومية.
وانضم طلاب مختلف الجامعات الجزائرية للمطالبة باعادة النظر في النظام الجديد (ليسانس- ماستر- دكتوراه) الذي يحرم الكثير من طلاب النطام الكلاسيكي (ليسانس- ماجستير) من مواصلة الدراسة بعد الليسانس. وزيادة على المطالب المتعلقة بمسارهم الدراسي، رفع الطلاب شعار "ديمقراطية الجامعة".
ويقول طالب في السنة الثالثة في المدرسة العليا للاحصاء والاقتصاد إن المقصود بهذا الشعار هو "ان يتم انتخاب عمداء الجامعات من طرف الطلاب، وليس تعيينهم بمرسوم رئاسي، كما هو الحال اليوم".
كما هاجم هذا الطالب التنظيمات الطلابية "التي تتفاوض مع الوزارة، رغم انها لا تمثل الطلاب حقا". وأكد هذا الطرح سفيان خالدي قائلاً "حقًا هناك نقابات طلابية باعت حقوق الطلاب مقابل امتيازات حصلت عليها من الوزارة".
ومنذ تموز/ يونيو 2001 لم تشهد العاصمة الجزائرية مظاهرات، ماعدا التجمع الكبير الذي تمكن أعوان الحرس البلدي في آذار/مارس الماضي من تنظيمه أمام مقر البرلمان، حين فاجأوا رجال الشرطة، واخترقوا الطوق الامني حول ساحة الشهداء.
وحاولت التنسيقية الوطنية للتغيير تسع مرات تنظيم مسيرات كل يوم سبت في العاصمة الجزائرية من دون ان تتمكن من ذلك نظرًا إلى قلة اعداد المشاركين، ولكن ايضًا "للاعداد الضخمة لقوات الامن المنتشرة في ساحة اول مايو، والحواجز الامنية التي تمنع المتظاهرين من الوصول اليها"، بحسب رئيس حزب التجمع من اجل الثقافة والديمقراطية سعيد سعدي.
لكن العدد الهائل من رجال الشرطة لم يمنع آلاف الطلاب من تحدي قرار منع المسيرات في العاصمة، وتمكنوا من احتلال شوارعها الرئيسة ساعات عدة من دون أن يتسببوا في اي حادث اعتداء أو تخريب للممتلكات.