معارضو النظام اليمني وأنصاره يستعدون للتعبئة الجمعة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
صنعاء: يستعد معارضو النظام اليمني وانصاره لتظاهرات الجمعة في صنعاء وغيرها من مدن البلاد حسب مصادر من الطرفين. واطلق المتظاهرون المناهضون للنظام والداعون الى تنحّي الرئيس علي عبد الله صالح اسم "جمعة الإصرار" على تظاهرات الغد، بينما سمّاها انصار النظام "جمعة الحوار".
ويواجه الرئيس علي عبد الله صالح، الذي يحكم البلاد منذ 32 سنة، حركة احتجاج، تطالب بتنحيه منذ نهاية كانون الثاني/يناير، واسفرت التظاهرات التي تخللتها اعمال عنف احياناً، عن سقوط مئة قتيل.
وبدأ انصاره منذ بضعة اسابيع ينظمون تظاهرات دعمًا للنظام، حاشدين كل جمعة عددا كبيرا من اليمنيين المؤيدين الرئيس صالح. لكن علي عبد الله صالح وافق على التنحّي في اطار عملية منظمة مع احترام الدستور، وقال انه قبل خطة دول الخليج للخروج من الازمة، التي تطلب منه تسليم صلاحياته الى نائب الرئيس.
ولا تزال المعارضة البرلمانية، اي احزاب اللقاء المشترك اليمني، تدرس الخطة، بعدما افادت مصادر سياسية في صنعاء الخميس انها ربما تقبلها، وتطلب من دول الخليج تحديد جدول زمني لنقل السلطة لا يتجاوز الاسبوعين.
إلى ذلك، اتسعت رقعة المسيرات في اليمن، مع انضمام مدن جديدة إلى دعوات إعلان عصيان مدني حتى تنحّي الرئيس اليمني علي عبد الله صالح عن الحكم.وانضمت كل من مدن لحج والبيضاء إلى عدن والحديدة وتعز في العصيان المدني في البلاد، كما أفاد موقع "راديو سوا".
وقال الشيخ محمد الزيدي "إن الشعب اليمني هبّ، ولن يستريح إلا بعد تغيير النظام". وفي مدينة تعز في جنوب صنعاء، قالت الناشطة اليمنية ياسمين الصبري "بدأ العصيان المدني في عدن كتصعيد للمرحلة الحالية، اليوم لحقت بها تعز، حيث بدأ العصيان يتفعّل، كذلك هناك أنباء من صنعاء بوجود عدد كبير من المحال التجارية أقفل أبوابه، وانضم أصحابها إلى الشباب الذين أعلنوا العصيان المدني".
وأشارت الصبري إلى أن مدينة تعز شهدت الأربعاء مسيرات منددة بالنظام على غرار الأيام السابقة.
في المقابل، أكد رئيس تحرير صحيفة الرابع عشر من أكتوبر اليمنية أحمد الحبيشي أن هذه المسيرات تتحرك بتأثير جهات حزبية وقبلية. وقال لـ"راديو سوا" "لقد دخل التيار القبلي على الخط، فهو الذي يحرك الشارع وينظمه ويموّله". وأضاف "هناك انقسام داخل النظام. هناك قسم من داخل النظام يريد أن يعيد إنتاج من جديد".
هذا وربط أعضاء في تجمع اللقاء المشترك، الذي يضم أبرز أحزاب المعارضة في اليمن، موافقة التجمع على المشاركة في مؤتمر الرياض بشأن اليمن بقبول الرئيس علي عبد الله صالح التنحي. وقال قيادي في التجمع "ما لم يتحقق مطلب الشعب اليمني بتنحي الرئيس، فإن أي حديث عن أي لقاء في الرياض أو جدة تكتنفه صعوبات هائلة".
يذكر أن أعمال عنف جديدة مرتبطة بحركة الاحتجاج ضد النظام أوقعت سبعة قتلى في اليمن منذ فجر الاربعاء، بينهم خمسة، خلال اشتباك بين الشرطة ووحدة من الجيش انضمت الى حركة المعارضة ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح.
وفي جولة عمران على بعد 170 كلم شمال صنعاء، هاجم شرطيون ليل الثلاثاء الاربعاء حاجزا للفرقة المدرعة الاولى في الجيش التي اعلن قائدها اللواء علي محسن الاحمر في 21 اذار/مارس انضمامه الى حركة الاحتجاج ضد الرئيس علي عبد الله صالح، كما قال مصدر عسكري منشق.
وقال المصدر ان ضابطًا في الجيش واربعة شرطيين قتلوا، فيما اصيب جنديان اخران بجروح. لكن الداخلية اليمنية اكدت ان الجيش هاجم موقعا للشرطة مااسفر فحسب عن سقوط جرحى في صفوف الشرطيين.
وكان انضمام اللواء الاحمر قائد المنطقة الشمالية الشرقية، التي تضم العاصمة صنعاء، الى الحركة الاحتجاجية شكّل ضربة قاسية للرئيس صالح، الذي يواجه منذ اواخر كانون الثاني/يناير حركة احتجاج، ادت الى مقتل حوالي مئة شخص.
من جهة اخرى، قتل متظاهران برصاص الجيش في عدن، كبرى مدن جنوب اليمن، كما افادت مصادر طبية وشهود. وقال شهود ان "الجيش اطلق النار على محتجين كانوا يضعون براميل قمامة في الشوارع لمنع حركة المرور وتنفيذ عصيان مدني" في حي المنصورة في مدينة عدن، ما ادى الى سقوط قتيل بين المتظاهرين واصابة اربعة اخرين.
وقتل المتظاهر الثاني بالرصاص في حي المعلا في صدامات بين الجيش اليمني ومحتجين. وذكر سكان في هذا الحي انهم يسمعون اطلاق نار كثيف منذ الصباح. وهما اول قتيلين يسقطان في عدن منذ 13 اذار/مارس. وكان العديد من الاشخاص قتلوا خلال تفريق التظاهرات بعنف في نهاية شباط/فبراير ومطلع اذار/مارس.
واطلق المتظاهرون، الذين يطالبون برحيل الرئيس علي عبد الله صالح، دعوات الى اضراب عام الاربعاء في صنعاء وعدن ومدن اخرى في البلاد. ومن المرتقب تنظيم تظاهرة نسائية بعد الظهر في العاصمة تحت شعار "ايتها الدول المجاورة، لا للحوار، ولا للمحادثات" مع نظام صالح.
وجرت تظاهرات مماثلة او من المرتقب تنظيمها في تعز والحديدة واب وذمار الى جنوب العاصمة وغربها. وشهدت هذه المدن وكذلك العاصمة مسيرات دعم للرئيس صالح الذي ابدى تاييده مبدئيًا انتقال سلمي للسلطة "في اطار الدستور" وذلك ردا على خطة للخروج من الازمة التي قدمتها دول مجلس التعاون الخليجي.
وفي مبادرة غير مسبوقة طلبت دول مجلس التعاون الخليجي (السعودية وقطر والبحرين ودولة الامارات العربية المتحدة وعمان والكويت) الاحد من صالح تسليم السلطة لنائبه وتشكيل حكومة وحدة وطنية تقودها المعارضة التي ستكلف صياغة دستور وتنظيم انتخابات.
وافادت مصادر سياسية في صنعاء ان المعارضة المنضوية ضمن اللقاء المشترك تواصل الاربعاء درس هذا الاقتراح. وفي ختام اجتماعها مساء الثلاثاء كلفت المعارضة احد قادتها طلب توضيحات حول الخطة من سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في صنعاء.
وتريد المعارضة التي تصرّ على تنحي صالح فورًا، الحصول على تطمينات بخصوص نقطة في الخطة، كما اضافت المصادر السياسية: وهي ما اذا كانت دول مجلس التعاون الخليجي تطلب تنحّي صالح فعليًا عن السلطة او مجرد نقل سلطاته الى نائب الرئيس.