وزير الخارجية الإسرائيلي ودبلوماسية المرحاض!
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
في تصريحين إذاعيين منفصلين لوزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان، كان صوت غسيل المرحاض يسمع بوضوح في الخلفية... هل كان يدلي بهما وهو يُريح نفسه في أصغر غرف المنزل، أم أن ثمة رسالة سياسية ما في ذلك؟
عُرف وزير الخارجية الإسرائيلي، أفيغدور ليبرمان بعدة أشياء... منها أنه يميني متطرف، وصقر داعية للحرب، وأنه يفتقر الى الشفافية ورقة الحاشية عندما يتعلق الأمر بالشؤون الدولية رغم أنه - رسميا على الأقل - رأس الدبلوماسية الإسرائيلية الباحثة دوما عن الأصدقاء.
لكن ليبرمان بلغ آفاقًا جديدة الخميس بانتهاجه "دبلوماسية المرحاض".. حرفيا وليس على سبيل الاستعارة. فأثناء خطاب إذاعي له هاجم فيه الفلسطينيين، كالعادة، سمع في الخلفية ذلك الصوت المميَّز لاندفاع الماء من حوض المرحاض.
واتضح، تبعاً لوسائل الإعلام البريطانية التي أوردت النبأ، أن تلك لم تكن المرة الأولى التي يستخدم فيها الوزير الروسي الأصل هذه الخلفية الصوتية التي يريد من ورائها إبلاغ رسالة معينة. فقد كان يدلي من منزله في مستوطنة في الضفة الغربية بتصريحات هاتفية للإذاعة الرسمية الاسبوع الماضي. ولدى حديثه عن صواريخ "حماس" قال إن إسرائيل "تعلم مع مَن تتعامل في غزة". وبنهاية هذه العبارة سمع ذلك الصوت الذي لا تخطئه الأذن واضحا في الخلفية.
وسارع الإسرائيليون كتاب المدوّنات الشخصية على الإنترنت (البلوغرز) الى التساؤل عما إن كان الوزير يستخدم هذا المؤثر الصوتي عمدا ليؤكد تصريحات سابقة قال فيها إنه "سيغسل" المنطقة من "حماس"، أم "تصادف" أنه كان يدلي بحديثه لإذاعة الدولة الرسمية وهو يتغوّط.
ويذكر أن الوزير، المفترض فيه البحث عن الوسائل السلمية لحل النزاعات، من غلاة المعادين للعرب ومن دعاة الحرب بلا تردد. وكان ينتمي إلى حركة (كاخ) المحظورة التي لا تنفي عن نفسها أنها عنصرية. فظل يدعو في الحملات الانتخابية إلى حزبه "إسرائيل بيتنا" الى ترحيل الفلسطينيين، وهدد بضرب السد العالي في مصر. وفي 2008 هاجم حسني مبارك بسبب امتناعه عن زيارة إسرائيل بقوله: "فليأت إلينا إذا أراد، أو فليذهب إلى الجحيم"!
وقال متحدث في إذاعة "القدس" الفلسطينية معلقا على حادثتي ليبرمان الأخيرتين إنه "بلغ عمقا جديدا في الوسخ الذي يغوص فيه". وأضاف قوله: "كنا نعتقد أن آراءه عديمة القيمة. لكننا نعلم الآن أنها مجرد دبلوماسية المرحاض".
وامتنع الناطق باسم الوزير الإسرائيلي عن التعليق على أي من الحادثتين قائلا فقط إن له "مشاغل أخرى أهم من الحديث عن المراحيض". وربما كان بين هذه المشاغل أنه لا يزال يخضع لتحقيق المدعي العام في عدد من الاتهامات بالفساد وغسيل الأموال أبرزها اتهامه بتلقي رشوة هائلة من رجل الأعمال النمساوي اليهودي مارتن شلاف.
ومن شأن هذه الاتهامات أن تجبر ليبرمان، الذي تسلم وزارة الخارجية في مارس / اذار 2009، على الاستقالة والانسحاب من حكومة بنيامين نتنياهو الائتلافية بما يستلزم انتخابات جديدة مبكرة. لكنه يقول إنه سيثبت براءته من كل ما يُتهم به. فهل يثبت أيضا أن دبلوماسيته لا تنتمي إلى المراحيض؟