أخبار

السلفيون يتحدون حماس ويتهمونها بالتراخي في فرض الشريعة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

غزة: ينتظم السلفيون في مجموعات صغيرة متشددة داخل المجتمع الفلسطيني في قطاع غزة، وهم يتحدون سلطة حماس التي يتهمونها بالضعف حيال اسرائيل وبالتراخي في فرض الشريعة الاسلامية.

ووفقا لتقرير صدر عن مركز ابحاث مجموعة الازمات الدولية في 29 مارس/اذار الماضي فان "نسبة كبيرة من السلفيين في غزة هم اعضاء سابقون في حركة حماس خرجوا منها احتجاجا على مشاركتها في الانتخابات وعدم تطبيقها للشريعة وموافقتها على وقف اطلاق النار مع اسرائيل".

ويعزو هذا المركز سبب اتساع نفوذ التيار السلفي في قطاع غزة الى "الفوضى التي نتجت عن الاقتتال بين حركتي حماس وفتح" والذي انتهى الى سيطرة حماس على القطاع في حزيران/يونيو 2007.

وفي حين يدعو السلفيون الى تطبيق الشريعة الاسلامية في قطاع غزة كمقدمة لاقامة امارة اسلامية يعتبرون بالمقابل ان حماس "تحارب شرع الله".

وذهبت احدى هذه المجموعات السلفية التي تطلق على نفسها "سرية الصحابي الهمام محمد بن مسلمة" الجمعة الى حد قتل الناشط والصحافي الايطالي فيتوريو اريغوني بعد فترة وجيزة من اختطافها له مساء الخميس وتهديدها لحكومة حماس باعدامه ما لم تفرج عن معتقلي الجماعات السلفية الجهادية.

واتهمت هذه المجموعة في شريط فيديو بعنوان "فيديو اختطاف الصحافي الايطالي" فيتوريو اريغوني، حركة حماس ب "محاربة شرع الله"، وطالبتها ب"الافراج عن جميع معتقلي السلفية الجهادية وعلى رأسهم الشيخ هشام السعيدني".

وظهر اريغوني معصوب العينين في الفيديو وتغطي وجهه الدما. واعتبر هؤلاء السلفيون ان وجوده في غزة "ما هو سوى افساد للعباد والبلاد ومن ورائه دولة الكفر ايطاليا".

وبعد فترة وجيزة من اختطافه عثرت شرطة حماس على جثة الضحية في شقة سكنية شمال غرب مدينة غزة.

وفي رد سريع على الحادثة استنكرت حكومة حماس، في مؤتمر صحافي عقدته فجر الجمعة، هذه "الجريمة البشعة"، متوعدة بملاحقة الخاطفين ومعاقبتهم.

وتوعد محمود الزهار القيادي البارز في حماس الجمعة خلال اعتصام للحركة استنكارا لقتل الصحافي الايطالي، هؤلاء السلفيين قائلا "هذه الجريمة لن تمر مرورا عابرا وسيتم ملاحقة كل من ارتكبها وسيكون التعامل معهم بحجم الجريمة".

ويتهم هؤلاء المتشددون حماس باعتقال هشام السعيدني "امير جماعة التوحيد والجهاد" والملقب بابو الوليد المقدسي الشهر الماضي، في حين لم تؤكد حماس اعتقاله.

ونفت هذه الجماعة في بيان صحافي الجمعة "اي علاقة لها بقتل الصحافي الايطالي"، الا انها اكدت في الوقت ذاته ان هذه الحادثة هي "نتاج طبيعي للسياسة القمعية التي تنتهجها حماس وحكومتها ضد السلفيين ولطالما حذرنا حماس من التمادي في الظلم ضد التيار السلفي ارضاء للمجتمع الدولي".

وانتقد البيان حماس موضحا "في الوقت الذي ينعم فيه نصارى القطاع بالأمن والأمان ولا يحرمون حتى من الخمور، وفي الوقت الذي تفتح فيه حماس ذراعيها لقتلة المجاهدين وأعوان اليهود من العلمانيين في الضفة الغربية، لا زالت حكومة حماس تواصل التضييق والملاحقة والتنكيل لكل من يثبت صلته باي عمل جهادي سلفي".

وحذرت هذه الجماعة حماس من "الاستمرار في سياسة العناد والا فلتتحمل نتائج تكبرها وتسلطها ولتتحمل كامل المسؤولية عن تفلت عقال الصبر".

واكدت على حقها ب"اخراج اسرانا من السجون ومن تحت سياط التعذيب بكل وسيلة ممكنة"، مطالبة حكومة حماس بالافراج عنهم "قبل فوات الاوان".

لكن الزهار شكك خلال الاعتصام في عقيدة هؤلاء السلفيين قائلا "نحن الذين نمثل السلفية والوسطية في العالم ولكن من يدعي من هؤلاء انه في السلفية في غزة فهو لا يفهم من السلفية اي منهج".

وبالرغم من قلة عدد اعضائها، تزعج هذه الجماعات القريبة فكريا من القاعدة، حركة حماس باطلاقها الصواريخ التي عادة ما ترد عليها اسرائيل بشن غارات في قطاع غزة.

وفي كانون الاول/ديسمبر الماضي اتهم هؤلاء السلفيون حكومة حماس ب"ملاحقة المجاهدين وتعذيبهم" واعتقال العشرات منهم لاطلاقهم الصواريخ على اسرائيل، في وقت تسعى فيه حماس الى تطبيق تهدئة غير معلنة مع الدولة العبرية.

ونفت حكومة حماس في حينها وجود اي معتقلين من المجموعات السلفية في سجونها.

وبدأت العلاقة بين حماس والسلفيين تتأزم بعد ان قتلت قوات الامن التابعة لحماس قائد جماعة جند انصار الله السلفية عبد اللطيف موسى مع 24 من عناصره خلال اشتباكات في مسجد في مدينة رفح جنوب القطاع في آب/اغسطس 2009 بعد اعلانه قيام امارة اسلامية في غزة.

ومن ابرز الجماعات السلفية في القطاع جند انصار الله وجيش الاسلام والتوحيد والجهاد الى جانب جيش الامة وانصار السنة.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
الحياة مع السلفية
قيس الحربي -

هذا المرض المعدي القاتل المسمى التيار السلفي قتل صباح هذا اليوم وبدم بارد متضامن إيطالي شاب جاء إلى غزة لأكثر من مرة كي يبدي تأييده للقضية الفلسطينية. ولكن أناّ لهؤلاء مغسولي الدماغ أن يفهموا الرسالة الإنسانية التي حملها ذلك الشاب؟ لا سبيل إلى ذلك، فهم ليسو من صنف البشر، إنهم أحط الأحياء التي خلقها الله في أرضه. القتل الذي نهى عنه الدين يمارسونه باستمتاع سادي! وبفجاجة تصلح لأن تكون إنعكاساً لحقبة طالبان أفغانستان، ها هم يظهرون مرة أخرى لأن حماس في رأيهم (متراخية في تطبيق شرع الله)، شرع الله هذا في عرف هؤلاء لا يعدو إلا أن يكون أداة ربانية لسفك الدماء وإرهاب العباد والتحكم في خياراتهم في دولتهم الموعودة. لكنهم وقبل أن يقيموا تلك الدولة الموجودة فقط في الخيال المريض لهذه الطغمة المريضة المسماة بالسلفية، ها هم قد بدأوا في تنويرنا حول ماهية هذه الحياة التي يجاهدون بالغالي مما لديهم لأجل أن يجعلوننا مستمتعين بها.