على أميركا تخطّي عقدة القاعدة وتقديم السّلاح للثوار
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
رأى السفير الليبي في واشنطن المستقيل علي الأوجلي أن خشية الحكومة الأميركية من تسليح الثوار في بلاده أمر مبالغ فيه، داعيًا الى تقديم السلاح للثوار بأسرع وقت ممكن. وأشار الأوجلي في حديث مع إيلاف الى ان مبادرة الاتحاد الافريقي لن تجد قبولاً لدى الحكومة الانتقالية الليبية إذا لم تنص على رحيل القذافي وأولاده من السلطة.
أكد السفير الليبي في واشنطن المستقيل علي الأوجلي، في حديث خاص مع إيلاف، أنه طرح موضوع تزويد السلاح للمقاتلين الثوار ضد العقيد معمر القذافي لاقتناعه بأن حماسة الشباب مع إمكانات عسكرية متواضعة لن تحسم المعركة. وإعتبر الأوجلي، الذي أصبح ممثل الحكومة الانتقالية الليبية، ان تدخل حلف الناتو مشروع، وهدفه حماية المدنيين من هجمات كتائب ومرتزقة القذافي، مشيرًا الى أن شرق ليبيا ومن دون التدخل الدولي قد شهد مجزرة كبرى على غرار ما حدث في راوندا.
كذلك عتب السفير الليبي السابق في الولايات المتحدة على الاميركيين لعدم إعترافهم بالحكومة الانتقالية، وقال :"نحن نعمل جهدنا لاقناع الاميركيين بالاعتراف بنا من أجل كسب الشرعية والاستفادة من الاموال الليبية المجمدة".
كما دعا الأوجلي الى تقديم معمر القذافي الى محكمة العدل الدولية جراء ما ارتكبه من قتل ضد الشعب الليبي، قائلاً:" عليه أن يرحل من بلدنا وتتولى الجهات الدولية موضوعه"، رافضا فكرة تقسيم ليبيا بين الشرق والغرب، ومشدداً على أن شعب بلاده يتوق الى العدل والمساواة تحت كنف دولة موحدة.
في ما يلي نص الحوار:
*بدايةً نريد أن نُعرِّف القارئ على المهمة المنوطة بالمجلس الانتقالي الليبي الذي تمثلونه هنا في واشنطن؟
المهمة الاولى هي إدارة الصراع في الوضع الراهن ومحاولة تنسيق الجهود من مختلف الاماكن والاجهزة المختلفة، وهذه مهمة صعبة وعسيرة حقيقة، لأنها جاءت مفاجئة من دون سابق إنذار والناس وجدوا أنفسهم في مواجهة مسلحة مع نظام يحكم البلد من 42 سنة. فهذه مهمة شاقة وصعبة كما قلت. فليس هناك إعداد مسبق ولا تنظيم مسبق لها كل ماهنالك عبارة عن تظاهرات سلمية بدأت بطريقة حضارية وإستعملت ضدها كل انواع الاسلحة الحية فهي مهمة شاقة. اما المهمة الثانية فهي التعامل مع المجتمع الدولي ، فلابد من ايجاد جسم ليبي يتولى الاتصال بالمؤسسات الدولية وبالمجتمع الدولي ويطرح المشكلة التي يعانيها ويطلب المساعدة ويطلب الاعتراف بها وهذا جزء ليس بالسهل.
*ذكرتم أن دوركم هو إستقطاب أكبر عدد ممكن من الدول لتعترف بالمجلس الانتقالي؟ كم دولة حتى الآن قد إعترفت بكم كممثلين شرعيين للشعب الليبي؟
_فرنسا وقطر وايطاليا، وهو عدد مهم ونتوقع المزيد. وسيصبح امراً واقعاً حتى الدول التي تعترف لديها ممثلين في شرق ليبيا وبنغازي.
*وبصفتكم ممثل المجلس الانتقالي في واشنطن، لماذا لم تنجحوا في إقناع الأميركيين بالإعتراف بكم؟
_ لا ليست مسألة قناعة أم لا. في إعتقادي ان الاميركيين يعلمون أن هناك مجلسا يسيّر أمور ليبيا في الداخل والخارج، ولكن أنت تعرف البيروقراطية الاميركية متعددة ودائماً تأخذ في حساباتها كل شيء وتنتظر. واعتقد ان اميركا ستعترف بالمجلس ولكن تنتظر خطوات اخرى من بقية الدول خاصة الدول العربية. فهم يريدون أن يجدوا اعترافاً أكثر من جانب الدول العربية، واعتقد أن مسألة الاعتراف الاميركي بالمجلس الانتقالي مسألة وقت لا أكثر ولا أقل. ولكن حتى أن الاعتراف لم يتم وان كانت أميركا لم تعلن الاعتراف بنا، نجد أن التعامل معنا على أساس أن هناك مجلسا وهناك ممثلا له في الولايات المتحدة وهذا اعتراف ضمني ولكن نسعى للاعتراف العلني.
*لكن يبدو أن الاميركيين لم يقطعوا حبل الوصال مع القذافي، بدليل زيارة عضو الكونغرس كيرت ولدون الى طرابلس؟
_رسائل القذافي للرئيس باراك اوباما ليست هذه الرسالة الاولى، فدائماً يبعث برسائل وقليل يتم الرد عليها. الرسالة التي بعثها القذافي ، يكفي رد وزيرة الخارجية بأن قالت يجب على القذافي ان يتنحى، هذه محصلة رسالة القذافي وكان هذا الرد الاميركي الصريح، اما ذهاب عضو الكونغرس فكانت له علاقات قديمة وذهب باسمه الشخصي ولم يكن ممثلاً للحكومة الاميركية في حال من الاحوال .
*هل تعتقدون أن وزارة الخارجية والبيت الابيض لايعلمون بزيارته ولم ينسقوا معه؟
_يعلمون بمهمته ولكن لم يكن موفداً رسمياً، لدى الولايات المتحدة شخص في بنغازي هذا الشخص الذي اعترفت به.
اما كويت فكان من اعضاء الكونغرس الذين زاروا ليبيا عام2004، وربطته علاقة مع بعض اسرة القذافي خصوصاً سيف الاسلام وذهب معه في مهمة بناء على طلب القذافي ، وتجمعه علاقة شخصية هو يشتغل في مجال الاعمال الخاصة به لم يعد عضواً في الكونغرس.
*برأيكم لماذا لم يقتنع الاميركيون لحسم الموقف عبر التدخل العسكري؟
_أعتقد أن اميركا متورطة في حروب المنطقة في العراق وافغانستان وهي حريصة على ان لاتكون طرفا في صراع جديد. وعندما تدخلت فهي تحت مظلة الجامعة العربية وتحت قرار مجلس الامن وتدخلها كان سريعاً وجازماً في الحقيقة ولكن لاتريد ان يكون لها تواجد عسكري على الارض ولاتريد ان يحسب انها دخلت من اجل تغيير النظام في ليبيا لأن قرار مجلس الامن يقول حماية الشعب الليبي من قوات القذافي.
*وحتى لاتريد تسليحكم.. لماذا؟
_ هي قد لاتسلحنا، ولكن لاتمانع أن تسلّح دولٌ اخرى المعارضة الليبية.
*يعني لديهم خشية من تسليح الثوار.. أليس كذلك؟
_نعم.
*ولماذا هذا الموقف الاميركي برأيكم؟
_هم يخشون دائماً أن تقع الاسلحة بيد القاعدة ولكن للاسف الشديد يمكن هنالك بعض القصور في فهم الظروف الليبية الان القاعدة ليست موجودة في ليبيا. الشعب الليبي شعب معتدل ووسطي ولم يكن يحتضن التطرف.
*الا يعتبر تخوفهم في محله، خصوصاً وأن عددا من الليبيين قادوا تنظيم القاعدة في العراق؟
_ هنالك مجموعة من الاسلاميين دخلوا العراق وانخرطوا في دورة تثقيفية وتخلوا عن العنف ودخلوا مع المجتمع الليبي والآن هم جزء من الشعب ويحاربون كبقية مواطنيهم من أجل صدّ هجمات المرتزقة من كتائب القذافي، وخشية الاميركيين مبالغ فيها، ولو بقي القذافي سينتقم من الليبيين وسوف ينتقم من الغرب أكثر.
*يبدو أن تسليح الثوار أمر لن يتحقق في الوقت الحاضر.. هل يمكن أن يحققوا نصراً ضد القذافي مع الامكانات العسكرية المتواضعة؟
هم وجدوا انفسهم في ليلة وضحاها انهم يواجهون جيشا منظما وجيشا مسلحا. فكما ذكرت بين يوم وليلة وضحاها وجد الناس انفسهم يواجهون معركة ليست لديهم معرفة على السلاح وليس لديهم تدريب وليس لديهم خبرة عسكرية.
*إذاً لن تحسم المعركة؟
_هم متحمسون واستطاعوا أن يحققوا نتائج ايجابية وعلى المدى البعيد لابد للمجلس الانتقالي أن يأخذ في الاعتبار بعض البرامج للتدريب والاعداد والحصول على اسلحة أكثر تقدما. أما هؤلاء الشباب لوحدهم فلا يستطيعون حسم المعركة.
*وهل ناقشتم مع الاميركيين موضوع دعمكم وخصوصاً التسلح؟
_ليس في التفاصيل. تكلّمنا بعموميات اولاً أن يعترفوا بالمجلس الوطني لأنه أصبح أمراً واقعاً والاعتراف يندرج تحت الاولويات، ذلك انه عندما يعلن الاعتراف تكتسب اهلية الحكم خصوصاً في الولايات المتحدة ويستطيع المجلس ان يستخدم الاموال الليبية المجمدة التي يستطيع الوصول اليها. فالمجلس الوطني في حاجة للاموال المجمدة، وعلى حلف الناتو أن يستمر في أدائه بالفاعلية المطلوبة ولابد ان يمنح الليبيين الحماية المطلوبة.
*لكن الا يعتبر دعم الناتو خدشاً لصورة الثورة؟
_ياليت الاخوة العرب يحموننا من القذافي والجامعة العربية اتخذت قراراً بحكم الجيرة والعادات العربية أن توقف مجازر القذافي. يا أخي لو لم نستنجد بالغرب لحماية بنغازي يوم 16 كانت بنغازي ستصبح رواندا أخرى للاسف الشديد لم يكن هناك بد. نعم اتفق معك إذا الولايات المتحدة والغرب دخلوا عنوة دون إرادتنا هذا صحيح يعتبر تدخلا غير مشروع، لكن جاء التدخل بناء على طلب ليبي وافقت عليه الجامعة العربية.
*يصف القادة العسكريون في الولايات المتحدة الوضع في ليبيا بجمود الحالة العسكرية؟
_ يصعب تقييم هذه الامور ، اذ ممكن أن تنقلب الموازين ونحن نرى كل يوم اختلافا في وضع المعركة من وضع متقدم الى وضع متأخر الى وضع متذبذب. الولايات المتحدة في اعتقادي تدرك ادراكاً واضحاً وصريحاً انها لاتستطيع التعامل مع نظام القذافي ومع من يتولى الحكم من اسرته. فحتى في الغرب فقد القذافي شرعيته.
*لكن في الواقع لايزال القذافي مسيطراً على معظم الأجزاء الليبية باستثناء بنغازي؟
_بالعكس هو مسيطر فقط على مدينة طرابلس التي يحكمها بالحديد والنار هناك مرتزقة ينتشرون على اسطح البيوت في بعض المدن الصغيرة. ومصراته ثالث المدن لم يستطع القذافي السيطرة عليها.
*إذا كان ذلك فلماذا لايتقدم الثوار الى طرابلس؟
_القذافي يمتلك اسلحة ويمتلك من الدبابات والمدافع والاموال ما يجعل من السهل تجنيد مرتزقة بأعداد كبيرة جداً. المعركة تدور ما بين اجدابيا ومابين رأس تندوف هنالك تقدم للثوار نحو المنطقة الغربية ونحن نتوقع انه بعد سيطرة الثوار على مدينة سرت وغيرها سوف تنطلق الى طرابلس.
*يقال إن حالة الجمود تعني أن الشرق تحت أيديكم والغرب تحت ايدي القذافي، بمعنى ان سيناريو التقسيم تحقق؟
_لايمكن بأي حال من الاحوال ان يوافق الليبيون على التقسيم. فبعد الحرب العالمية الثانية حصلت بعض المشاكل فاستقل الشرق عن الجزء الغربي ولكن التحم في ما بعد الشقان وكوّنا دولة واحدة .
* ماذا عن الوساطة الافريقية؟
_ في اعتقادي ان المجلس الوطني الانتقالي يقبل بالوساطة إذا كان هنالك شرط واحد تحقق هو خروج القذافي وابنائه. إذا تحقق الشرط تبدأ الفرصة في النجاح أما إذا غاب هذا الشرط فلن تكون هنالك أي وساطة مقبولة لأي جهة كانت.
*لو نجحتم في الاطاحة بالقذافي هل ستحاكمونه أم تخلون سبيله؟
_أرى أن تتولى محكمة جرائم الحرب أمره، نحن في ليبيا نرى أهم حاجة أن يرحل القذافي واولاده عن الحكم.