تركيا لا تخشى من ثورة لأكرادها.. والقاعدة تشكل هاجساً لها

أكّد كبير مستشاري الرئيس التركي لإيلاف عدم تخوف بلاده من قيام أكراد بلاده بثورة للمطالبة بحقوقهم القومية نظراً لكون الديمقراطية مضمونة في تركيا. وشدد على ضرورة التفريق بين المطالب الشعبية المشروعة والارهاب الذي على المجتمع الدولي التعاون لمواجهته.

أسامة مهدي من أنقرة: قال أرشاد هورموزلو كبير مستشاري الرئيس التركي عبد الله غول لشؤون الشرق الأوسط إن بلاده غير متخوفة من ثورة يقوم بها اكراد تركيا للمطالبة بحقوقهم القومية لان الديمقراطية ضمنت هذه الحقوق لهم ولجميع الاتراك.. واكد خلال مقابلة مع "ايلاف" في أنقرة اليوم ان بلاده لن تستخدم ابداً قضية المياه ورقة ضغط سياسية على العراق واشار الى ان عناصر حزب العمال الكردي التركي الانفصالي ما زالت تتسلل من شمال العراق الى الاراضي التركية واوضح ان تنظيم القاعدة يشكل هاجسا لبلاده .

القاعدة وطالبان وتركيا

وحول ما اذا كانت الحكومة التركية تشعر بالخوف من نشاط تنظيم القاعدة الذي اعتقلت له قبل ايام 40 عنصراً قال هورموزلو ان بلاده تسمح لمختلف الانشطة على اراضيها وحرية التعبير مكفولة فيها شرط عدم استخدام العنف والارهاب لانه عند ذلك ستتحول الحرية الى جريمة انسانية . وشدد على مسؤولية المجتمع الدولي في التعاون مع تركيا لمواجهة هذا الارهاب مشددا على انها لن تتسامح مع اي جهة تستخدم العنف لتحقيق اهدافها . واكد ان جميع الانشطة التي تتبنى العنف غير مسموح بها في تركيا .. وقال " نريد تعاونا من قبل المجتمع الدولي ضد الارهاب الذي غدا مشكلة دولية" .. واقر بأن القاعدة تشكل هاجسا لتركيا كما هي هاجس للمجتمع الدولي .

وعن التقارير التي اشارت الى ان تركيا سمحت لطالبان بفتح مكتب لها في انقرة نفى كبير مستشاري الرئيس التركي ذلك وقال ان هذه الاخبار غير صحيحة مطلقا.

الانتخابات التركية وتصاعد شعبية حزب العدالة والتنمية

وفي ما يخص الانتخابات التركية العامة التي ستجري في حزيران (يونيو) المقبل وسبب تصاعد التأييد الشعبي لحزب العدالة والتنمية الحاكم في نتائج استفتاءات الرأي الاخيرة رغم مرور عشرة اعوام على هذا الحزب في السلطة اوضح هورموزلو ان ذلك ينطلق من ان الناخب التركي يرى القضايا الداخلية والخارجية من منظار واحد .. وهو بدأ يلمس تصاعد قوة اقتصاد البلاد الذي اصبحت مرتبته السابعة عشرة ضمن مجموعة العشرين كما اصبح قطاع المقاولات في البلاد يحتل المرتبة الثانية في العالم .. فهذا الناخب يرى الان هذه القفزة الاقتصادية الكبيرة قد قدمت له فائدة كبرى في حياته المعيشية اليومية من خلال ارتفاع دخله اضافة الى تحسن وزيادة الخدمات المقدمة له في ميادين الاسكان والمواصلات اضافة الى ترسيخ الاسس الديمقراطية والثقل الدولي الكبير الذي اصبحت عليه تركيا والتي غدت ايضا نموذجا للدول العربية والاسلامية وقال ان "كل هذه الامور تجذب الناخب التركي" .

الثورات في المنطقة واكراد تركيا

وردا حول سؤال فيما اذا كانت تركيا قلقة من وصول ثورات الشعوب في المنطقة القريبة منها الى المناطق الكردية في تركيا ليخرج مواطنوها مطالبين بحقوقهم القومية اشار المسؤول التركي الى انه لايرى ذلك ولان الديمقراطية سائدة في البلاد "فإنه لايخيفنا هذا" .. وشدد على ضرورة التفريق بين الارهاب والمطالب الشعبية المشروعة. واضاف ان المواطنين الاكراد في تركيا هم ابناؤها من الدرجة الاولى لهم حقوقهم كبقية الاتراك الاخرين وتركيا هي مظلة لجميع الاتراك .

وحول ما قصده بالارهاب هنا اشار هورموزلو الى ان حزب العمال التركي الكردي الانفصالي المصنف تركيا ودوليا بأنه ارهابي . وقال ان مسألة الدفاع عن الحقوق القومية يجب ان تكون وفق الاسس الصحيحة وضمن مؤسسات الدولة .

عدم رضى عن اللجنة الثلاثية لمواجهة حزب العمال

وفي اجابته على سؤال فيما اذا كان يعتقد ان اللجنة الامنية الثلاثية العراقية التركية الاميركية المشكلة منذ سنوات والتي تعقد اجتماعات دورية قد حققت انجازات على طريق ردع النشاطات الارهابية لهذا الحزب قال هورموزلو انه غير راض عن عملها مؤكدا استمرار التسلل الارهابي المنطلق من العراق لعناصر الحزب .

وشدد بالقول "نريد أمرا واقعا على الارض وليس في مذكرات التفاهم التي توقع بين البلدان الثلاثة" . واوضح ان هناك ارادة سياسية عراقية في تقديم فعل مؤثر ولكن هذا لم يتحقق ونتائج اجتماعات اللجنة لا تترجم على ارض الواقع.

تركيا والاتهامات بمساومتها على كركوك

وعن بعض الاتهامات التي توجه الى تركيا بأنها تساوم من خلال علاقاتها التجارية المتميزة مع القيادة الكردية العراقية على قضية كركوك الشمالية الغنية بالنفط حتى ان رئيس الوزراء رجب طيب اردوغان زار اربيل ولم يزر كركوك خلال وجوده في العراق مؤخرا اكد هورموزلو ان كركوك عراقية وتركيا لاتساوم على هويتها مطلقا . وقال ان بلاده لا تعمل في مناطق العراق الكردية وحدها وانما هناك مشاريع تنفذها شركات تركية في محافظات البصرة وكربلاء والانبار ايضا وفي مختلف المجالات وخاصة في قطاع المقاولات وهو قطاع خاص وليس حكوميا ويسعى للعمل في المناطق المستقرة "ونتمنى ان يسود الامن والاستقرار في جميع انحاء العراق للانطلاق اكثر نحو المزيد من التعاون بين البلدين" .

واضاف هورموزلو ان اردوغان قد اكد خلال مباحثاته الاخيرة مع المسؤولين العراقيين ان العراق بجميع اطيافه مقدس بالنسبة إلى تركيا التي يهمها أمنه وهو لايفرق بين مدينة عراقية واخرى وقد اجتمع مع القادة الاكراد كما التقى القادة التركمان من سياسيين ونواب . واشار الى انه يمكن ان يزور الرئيس التركي عبد الله غول العراق في وقت لاحق ويمكن ان تكون له زيارة الى كركوك. "كما نتمنى ان تكون هناك زيارات لمسؤولين عراقيين الى تركيا" .

وعن تصريحات لوزير الخارجية التركي اكد فيها مؤخرا ان تركيا لن تسمح للاكراد بضم كركوك الى اقليمهم الشمالي اوضح هورموزلو ان التصريح لم يكن بهذا الشكل فالوزير قال ان مشكلة كركوك شأن عراقي ويجب ان تحل بالتوافق بين ابنائه من خلال طاولة المفاوضات والحوار البناء وبتفاهم مكوناتها الشعبية.

السيستاني وأردوغان ومشكلة المياه

وردا على سؤال حول ماكشف عنه معتمد للمرجع الشيعي الاعلى آية الله السيد علي السيستاني من ان المرجع طلب من اردوغان لدى اجتماعهما في النجف مؤخرا العمل على حل مشكلة المياه المشتركة وصيانة حق العراق فيها اشار مستشار الرئيس التركي الى ان قضة المياه هذه تحكمها مسائل تقنية وليس سياسية وكذلك مناسيب المياه والتحكم فيها اضافة الى الاتفاقات المبرمة بين الدول الثلاث المتشاطئة على نهري دجلة والفرات وهي العراق وتركيا وسوريا . واضاف ان هناك لجانا مشتركة بين هذه الدول تجتمع بشكل دوري .. وشدد بالقول على انه ليس في وارد تركيا استخدام المياه ورقة ضغط سياسية على العراق .

تركيا وتجاذبات القيادات الكردية في العراق

وحول تقييم تركيا للاوضاع في اقليم كردستان وفيما اذا كانت تجربة الاقليم تصلح لشبيه كردي في تركيا اشار هورموزلو الى ان مثل هذا التقييم يجب ان ينطلق من "الاخوة الاكراد انفسهم لاننا نرى ان هناك تجاذبات بين القوى الكردية نفسها" . واكد ان الانفتاح على القوميات الاخرى مطلوب "ولذلك لا ارى اي وجه للتشابه في ما يحصل في العراق من هذه الناحية مع ما هو موجود في تركيا لان الظروف فيهما مختلفة".

تركيا والجبهة التركمانية العراقية

وعن سؤال حول ما يتردد من ان تركيا تؤثر في نشاطات الجبهة التركمانية العراقية وقراراتها وفيما اذا كانت تركيا ترى ان الجبهة تمثل جميع التركمان العراقيين أشار هورموزلو الى ان هناك في العراق هذه الجبهة وجهات تركمانية سياسية اخرى تعمل ضمن القوى السياسية العراقية الكبرى ولتركيا العلاقة نفسها مع جميع هذه الجهات .

واكد ان تركيا تشجع التركمان على الحفاظ على هويتهم العراقية "ولا نستطيع ان نقول للساسة التركمان الا انهم مهمون ويجب ان ينخرطوا بفاعلية في العملية السياسية الجارية في بلدهم من اجل الحفاظ على مستقبلهم" .

سفينة الحرية الى غزة

وحول سفينة الحرية الثانية التي يخطط ناشطون لتوجهها الى غزة قريبا حاملة مساعدات إنسانية الى سكانها وتهديد رئيس الوزراء الاسرائيلي بضربها كما حصل للاولى وموقف تركيا من ذلك اوضح هورموزلو ان الحكومة التركية لم ترسل هذه السفن وانما هي منظمات انسانية . وقال ان تركيا تتعامل بسياسات شفافة وتحترم حرية التعبير ولا ترى ضيرا من استخدام هذه الوسائل لمساعدات انسانية ولذلك فإن على الطرف الاخر ان يتجنب استخدام العنف ضدها ويعالج الامر بالمعايير الانسانية .