تعاط جديد للداخلية المصرية بعد ثورة 25 يناير

يلتقي وزير الداخلية المصري الخميس ممثلين عن ائتلافات للشرطة وجبهة الدفاع عن الشرطة والشعب، فيما اعتبره اعتبر ضباط أنّ الاجتماع من مكتسبات ثورة 25 يناير.

القاهرة: أعلنت مصادر رسمية مصرية في تصريح خاص لـ" ايلاف" أن اللواء منصور العيسوي وزير الداخلية المصري سيلتقي الخميس ممثلين عن ائتلافات للشرطة وجبهة الدفاع عن الشرطة والشعب.

واعتبر ضباط مصريون أنّ الاجتماع من مكتسبات ثورة 25 يناير، كما اعتبروا أنّ توقيت الاجتماع أثار ردود فعل إيجابية لدى الضباط ، وأشاروا في تصريحاتهم الخاصة لـ"ايلاف" إلى أن الاجتماع "يمثل وجهة نظر جديدة في التعاطي مع مشاكل الشرطة للاستماع إلى جميع الأطراف بغية الوصول إلى أعلى درجات الإخلاص في العمل والتعاطي الإيجابي بين الشرطة والشعب عبر حلّ كل المشاكل العالقة".

النقيب سامح الحسيني ممثل جبهة الدفاع عن الشعب والشرطة، عضو الحملة القومية لمساندة رجال الشرطة تحدث لـ"إيلاف"، مؤكدا "أنه سيتم وضع وزير الداخلية في صورة اللقاءات الدورية والمؤتمرات التي تواصلت منذ ثورة 25 يناير من أجل تقريب وجهات النظر بين الشعب والشرطة".

وكان المؤتمر الأخير انتهى في منتصف ليل الاثنين الثلاثاء، وضمّ المحامي محمد زارع مدير المنظمة العربية للإصلاح الجنائي، ومحمد فوزي المسؤول في حزب الإصلاح والتنمية، والدكتورة حنان الشاذلي دكتوراه في علم النفس، وعبد الكريم فتحي عضو حزب الإصلاح والتنمية، وعميد الشرطة السابق محمود قطري، والعقيد السابق في القوات المسلحة أحمد نوفل، وعددًا من الصحافيين والكثير من المواطنين.

كما ضمّ الاجتماع من رجال الشرطة الرائد عمر جافور من وزارة الداخلية وممثل جبهة الدفاع عن الشعب والشرطة، والرائد ايهاب فكري من وزارة الداخلية وعضو الحملة القومية لمساندة رجال الشرطة، والنقيب سامح الحسيني ممثلا للجبهة وممثل للحملة. ودارت تفاصيل المؤتمر حول الأحوال الراهنة في البلاد وكيفية معالجتها بالامكانيات المتاحة.

وقال محمد فوزي المسؤول في حزب الاصلاح والتنمية لـ"ايلاف" إنّ هذا العمل هو عمل حقيقي وفاعل، وقد ثبت ذلك من خلال اجتماع عقدناه منطقة حدائق القبة الذي أدى الى عودة الشرطة الى الدائرة وقيامهم بواجبهم.

العميد قطري قال في تصريح خاص لـ"ايلاف" "ما أراه هو أن نية المجتمعين ونية المشتغلين بالشأن العام من مجتمع مدني ومن منظمات حقوق الانسان هي نية سليمة، ولكن ما ينقص أشخاص شديدي التخصص لمراعاة التفصيلات الصغيرة لعودة الشرطة الى الشارع، وأضاف "هناك مشاكل معقدة لدى جهاز الشرطة، ولا بد من "روشتة" علاج سريعة عبر مضمارين، والمضمار الأول هو اصلاح الشرطة ومفاسدها، والمضمار الثاني اعادة الشرطة الى الشارع المصري".

بدوره المحامي زارع دعا إلى تنسيق مؤتمرات شعبية بشكل موسع يحضره رجال الشرطة، وهو الأمر الذي أثبت جدوى عملية كبيرة في اعادة الثقة بين المواطنين ورجال الشرطة، وخاصة العاملين في دائرة سكنهم.

من جانبه تحدث العميد قطري أنّ اصلاح النظام الأمني يبدأ باصلاح الهيكل الاداري في وزارة الداخلية، وأن الشرطة لابد ان تعود بقوة الى الشارع، وأشار الى أنه" لابد من تفعيل قانون يحمي رجال الشرطة عند قيامهم بواجبهم".

وحضّت الدكتورة حنان على وجوب تفعيل الكشف النفسي لدى الطلبة المتقدمين للالتحاق بأكاديمية الشرطة وكذلك لابد من كشف دوري على الضباط، واقترحت بأن يقوم بدور تلقي البلاغات من المواطنين في أقسام الشرطة أشخاص متخصصين في علم النفس حيث يتم تدريبهم على الصبر والتحمل وضبط النفس وحسن معاملة الآخرين، وعن تنفيذ ذلك الاقتراح، أوضحت أنه يتم ذلك عندما تقبل الداخلية دفعة من دكاترة علم النفس، ويتم تدريبهم على العمل الأمني وبعد ذلك توزيعهم على الأقسام لتلقي البلاغات.

واعتبر الرائد ايهاب من الأمن المركزي أنّ كلاً من المواطن والشرطي هم أبناء البلد، ويجب المساواة بين مراعاة حقوقهم و التشديد على واجباتهم.

وقال الرائد عمر جافور "إنّ الشرطة مستعدة للتطوير الجذري، وأن وزير الداخلية يستقبل كل المقترحات المقدمة من الضباط، حتى صغار الرتب، والخاصة بتطوير العمل الأمني، وأن استقبال ذلك من الوزير هو في حد ذاته من مكتسبات الثورة، حيث كان الباب مغلقًا أمام صغار الضباط لتقديم مقترحاتهم قبل ذلك".

بدوره قال المحامي محمد زارع لـ"ايلاف" إن الشي الجيد في هذا المؤتمر أنه جمع أشخاصًا جددًا من جميع الأطياف، وحضر تحالف شباب منشية ناصر، معتبرًا أن اقتراحات التحرك في المستقبل هي منطقتي المطرية وبولاق الدكرور لأنهما ساحتين ساخنتين فيهما توتر وانفلات أمني لعدم وجود الشرطة حتى الآن. وأكد "وضعنا خطة للنزول ومقابلة مسؤولين في المنطقة وتنظيم نوع من المصالحة بين الشعب والشرطة".

وأشار الى دعوة اللجان الشعبية في منطقة امبابة أطراف المؤتمر يوم الخميس الساعة الثامنة مساء إضافة الى دعوات من أهالي منشية ناصر لعقد دورات تدريبية لأهالي المنطقة. من جانبها قالت الصحافية في الأهرام وسام عبد العليم لـ"ايلاف" إنه "لا بد من التمييز بين ماهو طوباوي وماهو قابل للتنفيذ من المقترحات"، معبّرة عن اعتقادها أن هذه الاجتماعات والمؤتمرات بداية موفقة للنقاش والعمل.

القيم التي تغيرت بعد الثورة في عيون الشرطة
الى ذلك أكد النقيب سامح الحسيني أن القيمة العليا للمجتمع المصري كانت قيمه مادية، موضحا" أنه كان هناك سعي حثيث إلى المادة بصرف النظر عن الاتقان في العمل. أما بعد الثورة فقد تغيرت هذه القيمة عند الكثيرين، لتصبح مصلحة الوطن هي الدافع وراء تحرك الكثيرين". وقال "إن تحويل هذه القيمة لدى بقية المجتمع هو واجب يقع على عاتقنا جميعًا".

وطلب الحسيني تكاتف جميع من يريدون الاصلاح "حتى نكون قوة أمام المفسدين، فيصبح أمامهم أحد الخيارين، إما أن يصلحوا من أنفسهم أو أن يحاولوا الافساد ويفشلوا فينسحبوا، وفي كلا الحالتين هو ما نريد الوصول اليه، فنحن في مرحلة البناء، وفي هذه المرحلة لا وجود للمفسدين فيها، ولفت الى "أن الداخلية المصرية قوية ومؤسسة عريقة، ولم تنهر، وأن فيها من القوات التي تكفل القضاء على الظاهرة الاجرامية، وهي قوات الدعم التابعة للأمن المركزي".

وأضاف" اننا في صدد صياغة مقترح بقانون بمساعدة المتخصصين، يحدد العلاقة بصفة تفصيلية بين المواطن والشرطي، وهو الأمر المعمول به عالميًا، ثم بعد الانتهاء منه سيتم تقديمه للجهات المختصة لاصداره، اما في شكل قانون أو في شكل لائحة تنفيذية".

واعتبر العقيد نوفل أنّ الرقابة على أعمال الداخلية يجب أن تكون من داخلها، وذلك بفصلها عن رئاسة الجمهورية أولاً، وتفعيل دور الجهاز الرقابي داخلها المتمثل في ادارة التفتيش، ودعا إلى استخدام وتفعيل الوسائل التكنولوجية، ومنها الكاميرات لتكون ضمانة تحفظ حق المواطن ورجل الشرطة. وقال "إن نظام الكاميرات هو نظام عالمي تراقب به معظم الدول سلوكيات رجال الشرطة التابعه للدولة، وكذلك سلوكيات المواطنين، وفي الوقت نفسه، مراقبة الشوارع والميادين لسرعة التدخل في حالة حدوث جريمة وعدم انتظار الإبلاغ عنها".