تأكيد على أهمية تطوير العلاقات الخليجية الأوروبية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
أبو ظبي: شدد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان على أهمية تطوير العلاقات بين مجلس التعاون الخليجي والإتحاد الأوروبي، وجاء ذلك خلال الاجتماع المشترك الحادي والعشرون لوزراء الخارجية بدول مجلس التعاون لدول الخليج العربية ونظرائهم من الاتحاد الأوروبي والذي عقد في أبو ظبي.
وفي بداية الاجتماع ألقى الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان، كلمة أكد فيها أن العلاقة بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي ينبغي أن تكون متطورة ومزدهرة وناجحة، وأضاف إن هذا الاجتماع يدعم هذه العلاقات ويعززها ، مبديا أملا في أن يسهم في دعم مختلف أوجه التعاون بين الجانبين .
وأشار إلى أن هناك تحديات إستراتيجية أمام التجمعين الخليجي والأوروبي وان هذا الاجتماع فرصة لبحث كافة التحديات التي تواجه علاقات التعاون بينهما.
ومن جانبها عبرت الممثلة السامية للشئون الخارجية والسياسة الأمنية للاتحاد الأوروبي ونائبة رئيس المفوضية الأوروبية كاثرين أشتون عن أملها أن يكون الاجتماع مثمرا وحافلا بالموضوعات المهمة ، مشيدة بالعلاقات التي تربط الاتحاد الأوروبي بمجلس التعاون الخليجي.
كما ألقى الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية الدكتور عبد اللطيف بن راشد الزياني كلمة قال فيها : " إن ما يدعو إلى التفاؤل هو ما نلحظه من رغبة في تنمية العلاقات بين مجلس التعاون والاتحاد الأوروبي ، فضلاً عن تنامي التعاون على المستوى الثنائي بين دول المجلس ودول الاتحاد الأوروبي وبين المفوضية والأمانة العامة لمجلس التعاون ".
وأضاف : " لقد خطونا خطوات كبيرة خلال السنوات الأخيرة نحو تعزيز التعاون المشترك ، ويسعدني على وجه الخصوص أن أشيد بالقرار الذي اتخذه مجلسكم الموقر في الدورة العشرين التي عقدت في لوكسمبورغ في يونيو 2010 والتي تم فيها إقرار برنامج العمل المشترك للفترة (2010 - 2013) ".
وتابع : " إن هذا البرنامج الموقًُع بين الجانبين وما اشتمل عليه من مجالات للتعاون الاقتصادي والتجاري والصناعي والطاقة والتعليم والثقافة والسياحة يمثل خطوة مهمة في هذا النطاق كما أن ما تضمنه من آليات لتفعيل التعاون في تلك المجالات سوف يساعد على تنفيذه خلال الفترة الزمنية المحددة ،إضافة إلى أن الاجتماعات التي بدأت بين الخبراء والمسئولين والمختصين من الجانبين في مجالات الاقتصاد والطاقة والبيئة هي مؤشر على الرغبة المتبادلة للدفع بالعلاقات إلى آفاق أرحب وأشمل ".
وأوضح الزياني أن هذا البرنامج الطموح للتعاون المشترك بين الاتحاد الأوربي ومجلس التعاون يمثل خطـوة على الطريق الصحيح لهذين التجمعين الدوليين المهمين اللذين يعد تعاونهما المشترك في المستقبل نموذجاً يُحتذى على المستـوى الدولي ، لافتا النظر إلى أن هناك حاجة إلى وضع أهداف إستراتيجية بعيدة المدى تؤدي إلى توسعة وتعميق علاقات التعاون المشترك بما يخدم مصالح المجموعتين بما فيها زيادة مجالات التنسيق والتشاور ، وتوسـعة مجالات الاستثمار في كلا الجانبين ، ورفع حجم التبادل التجاري بين المجموعتين الأوروبية والخليجية والذي بلغ في الوقت الحاضر أكثر من 100بليون يورو.
وأكد الأمين العام لمجلس التعاون أن عالم اليوم هو عالم التكتلات القوية القادرة على مواجهة متطلبات النهوض والتقدم ، وما تفرضه ضرورات التنمية والارتقاء بالإنسان ، وأن هذا الطموح الذي يراود الجميع نابع من واقع الحال وان تحقيقه يتم عبر عقد العزم وإخلاص النية لمواصلة المسيرة بإصرار وإرادة صلبة ووفق منهج علمي مدروس يتيح تحقيق نجاحات لبلوغ الهدف الأسمى ليصبح نموذجاً يحتذى في التعاون الدولي.
وأعرب عن اعتقاده بان بعض هذه النجاحات يتمثل في توسيع مجالات التعاون بين الجانبين لتشمل التنسيق في المواقف السياسية والأمنية على أن تتولى الأجهزة الموكل إليها تنفيذ برنامج التعاون المشترك مهمة تطوير التعاون المشترك بين الجانبين.
ودعا الزياني إلى دعم تبادل المعرفة والخبرة في مجالات حيوية مهمة مثل البيئة وأمن الطاقة ، وتبادل التقنيات والتكنولوجيا المتطورة وتوطينها ،ومجال الابتكار والإبداع وسوق المعرفة لخلق اقتصاد يعتمد على المعرفة وتوفير البيئة المناسبة والقدرات اللازمة لتهيئة مجتمعات هذين التجمعين لمواجهة والتعامل مع كافة التحديات والمخاطر بكل حيوية وامتلاك القدرة على التعافي منها بأقل الخسائر.
واختتم الأمين العام لمجلس التعاون كلمته بالقول : " إن رؤيتنا لما ينبغي أن يكون عليه مستوى التعاون بين الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي نابعة من حقيقة أن القواسم المشتركة والمصالح المتبادلة والعلاقات التاريخية الوطيدة تمثل أرضية راسخة لتعزيز هذا التعاون وتطويره وصولاً إلى تحقيق أهدافنا المشتركة ".
يذكر أن الاجتماع سيناقش القضايا الإقليمية والدولية ذات الاهتمام المشترك ، كما سيتم استعراض الإنـجاز الذي تم تحقيقه خلال العام الأول من برنامج العمل المشترك الذي يغطي التعاون بين الطرفين في جميع المجالات الاقتصادية والفنية والثقافية والتعليمية وغيرها ،فضلا عن مساعي الجانبين وجهودهما المشتركة لتعزيز آفاق التعاون المستقبلية .