أخبار

ليبيون ذهبوا لقتال بن لادن لكنهم وجدوا أنفسهم يقاتلون أبناء وطنهم

قراؤنا من مستخدمي تويتر
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك

تمارس قوات العقيد الليبي معمر القذافي الخديعة بحق المقاتلين في صفوفها حيث توهمهم بأنه سيحاربون أسامة بن لادن.

بنغازي: لقد توجهوا الى شرق ليبيا بعد ان طلب منهم الذهاب الى هناك لمحاربة اسامة بن لادن لكنهم لم يجدوه، وعندها اطلقوا النار على ابناء وطنهم، دون ان يعلموا ذلك، ليقبعوا اليوم في سجن الثوار في بنغازي.
وكثيرا ما يتهم المعارضون العقيد معمر القذافي باستخدام "مرتزقة" افارقة في قمع حركة الاحتجاج المناوئة لنظام طرابلس كما لو انه لا يوجد قتال بين الليبيين انفسهم.

ويقول عمر (31 سنة) الذي يربط ذراعه المكسورة بشاش ابيض وقطعة خشبية "لست من المرتزقة، انا ليبي. كنت جنديا في ودان (وسط). قالوا لي ان بن لادن في بنغازي (شرق). لم اكن ادري شيئا عن الثورة".
ويضيف متنهدا "وقعت في اسر الثوار خلال معارك البريقة. وانا محتجز هنا منذ تسعة ايام" وقد جلس على وسادة على الارض في زنزانة يتقاسمها مع عشرة اسرى اخرين يبدون مثل المومياوات تحت اغطيتهم الصوفية.

ويؤكد الكثير من هؤلاء انهم ارسلوا او ذهبوا طوعا الى الجبهة دون ان يعرفوا عدوهم.
ويقول رجل متجهم الوجه فضل عدم ذكر اسمه "انا من شمال طرابلس. وكما تعلمون لا وجود هناك لقناة الجزيرة. وتلفزيون الدولة يطلب من الشباب الذهاب للقتال في الشرق لان القاعدة موجودة هناك مع مرتزقة جاؤوا من افغانستان لغزو بلادنا".

واضاف خلف قضبان زنزانة مشتركة في هذا السجن ذي الجدران البيضاء المضاء بمصابيح نيون بيضاء اللون يغطيها الغبار "وصلت الى البريقة. وعندما رأيت انه لا وجود للقاعدة وانما للثوار سلمت نفسي. ومع ذلك حدث تبادل اطلاق نار واصبت في ذراعي".
ويقبع نحو 69 رجلا، أسرهم الثوار الذين يسيطرون على شرق البلاد الذي يديره المجلس الوطني الانتقالي، في هذا السجن الذي كان في عهد القذافي "اصلاحية للاحداث" قبل ان يحوله الثوار الى سجن عسكري.

وبين المجموعة جزائري وسوري وغيني وتشادي يشتبه في انهم مرتزقة يعملون لحساب القذافي، الا انهم جميعا ينفون ذلك.
ويقول جمال وهو نحيف وطويل القامة له لحية كثة ومحتجز منذ 12 يوما "اقيم في بنغازي. واعمل تاجرا في السوق لكن ليس لدي اوراق هوية. كنت متجها الى اجدابيا حين اوقفني الثوار الذين اتهموني بانني من المرتزقة لانني ارتدي هذا البنطالون الكاكي. لكنني لست مرتزقة".

وقد اتهم الثوار الليبيون مطلع الشهر الجاري الجزائر بدعم القذافي وب"اغماض عينيها" عن وصول المرتزقة. والاسبوع الماضي اكدوا انهم اسروا 15 جزائريا من المرتزقة في اجدابيا قتل ثلاثة منهم في المعارك.
يؤكد المجلس الوطني الانتقالي ان الاسرى الذين حاربوا لحساب القذافي سيحاكون امام محكمة عسكرية.

وردا على سؤال عما اذا كانوا سيعودون الى محاربة الثوار اذا ما اطلق سراحهم قال احد الاسرى وهو اسود اللون من ابناء سبها (جنوب) انه سؤال "صعب".
واضاف "في الجانبين هناك ليبيون. انني مع افكار الثوار لكنني لا اريد الذهاب الى الجبهة لاطلاق النار على شقيق ليبي لا يعرف مثلي لماذا يحارب".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف