اتصالات سعودية أميركية عالية المستوى لإحياء المبادرة العربية
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
قالت مصادر موثوقة في العاصمة السعودية لـ"إيلاف" أن اتصالات تجري حاليا بين الرياض وواشنطن لترتيب زيارة تعتزم القيام بها إلى المملكة وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون إلى الرياض خلال الأسابيع القليلة المقبلة برفقة عدد من مساعديها في جولة تشمل أيضا إسرائيل والأردن والأراضي الفلسطينية.
ووصفت المصادر اجندة محادثات الوزيرة كلينتون"بأنه سيكون حافلا ومثيرا خاصة في ظل ضغوط سعودية لم يعلن عنها مسبقا تمارسها الرياض على واشنطن لاتخاذ موقف حازم وواضح باتجاه دفع المسيرة السلمية في منطقة الشرق الأوسط وتحقيق خروقات من شأنها إجبار إسرائيل على الاستجابة لمبادرة السلام العربية".
كما ستبحث كلينتون مع الملك عبد الله عاهل السعودية وبقية اركاناته وبينهم الأمير سعود الفيصل وزير الخارجية والأمير مقرن بن عبد العزيز رئيس الاستخبارات العامة والأمير بندر بن سلطان أمين عام مجلس الأمن الوطني الاضطرابات التي تجتاح المنطقة . وأشارت المصادر إلى أن كلينتون ستجدد تأكيد إدارة الرئيس باراك اوباما دعم الولايات المتحدة للسعودية في مواقفها تجاه أحداث المنطقة انطلاقا من "قناعة واشنطن بأهمية الدور المحوري الذي تؤديه الرياض على صعيد أمن واستقرار المنطقة".
وأكدت المملكة العربية السعودية في وقت متقدم اليوم "أن الصراع العربي الإسرائيلي مازال يهيمن ويطغى على كل قضايا الشرق الأوسط كما أنه لا يوجد صراع إقليمي أكثر تأثيرا منه على السلام العالمي في الوقت الذي يفاقم فيه المشكلة غياب النوايا الحسنة لدى الحكومة الإسرائيلية".
وأوضح القائم بالأعمال بالنيابة في البعثة السعودية لدى الأمم المتحدة عمر بن علي العييدي في كلمة ألقاها نيابة عن الوفود العربية لدى المنظمة الدولية أمام اجتماع مجلس الأمن حول الحالة في الشرق الأوسط أن هذا الاجتماع يعقد في الوقت الذي تتمادى فيه الحكومة الإسرائيلية في تعنتها وتواصل أنشطتها الاستيطانية غير القانونية في الأراضي الفلسطينية المحتلة بما في ذلك القدس الشرقية وهي المشكلة التي تهدد بتقويض مسيرة السلام برمتها لأنها تقوض احتمالات قيام دولة فلسطينية متصلة وقابلة للحياة مستقبلا وتجعل من الصعوبة بمكان لأية حكومة فلسطينية أن تتمكن من العمل بفاعلية أو من إقناع الفلسطينيين بإمكانية تحقيق السلام في الوقت الذي تفرض فيه العقوبات بشكل لا أخلاقي على شعب يرزح تحت الاحتلال بينما تستمر سلطات الاحتلال في ممارساتها آمنة من المسائلة .
وعلمت "إيلاف"أن الإدارة الأميركية تسعى إلى ممارسة ضغوط على السلطة الفلسطينية لعدم إنجاز أية خطوة أحادية الجانب فيما يتعلق بإعلان الدولة الفلسطينية على حدود عام 1967 والعودة إلى المفاوضات المباشرة على أن تسبقها خطوات إسرائيلية إنسانية وانسحاب من بعض المناطق وإعادتها للسيطرة الفلسطينية.
وكان اجتماع الرباعية التي تضم الولايات المتحدة وروسيا والاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة في برلين الذي ألغي الأسبوع الماضي بضغط أميركي لمنح إسرائيل المزيد من الوقت.
ويقول دبلوماسيون غربيون أن اللجنة الرباعية الدولية حول الشرق الأوسط قد تدعم رسمياً إنشاء دولة فلسطينية بحدود عام 1967 عاصمتها القدس الشرقية،في حال لم يقدم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو خطة واضحة لاستئناف محادثات السلام وإنهاء احتلال أراضي الضفة الغربية.
وكان الرئيس الأميركي باراك اوباما أعرب عن رغبته في إقامة دولة فلسطينية بحلول أيلول/سبتمبر المقبل، في وقت أعلنت فيه السلطة الفلسطينية عن عزمها تقديم طلب الاعتراف بالدولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة بحلول سبتمبر أيضاً.
ولم تشهد السعودية حجم الاحتجاجات الشعبية التي اجتاحت دولا أخرى بالمنطقة وأطاحت برئيسي تونس ومصر فيما تتواصل في سوريا وليبيا واليمن على حدود السعودية الجنوبية .
وزار وزير الدفاع الأميركي روبرت جيتس الرياض في السادس من الشهر الجاري حيث التقى الملك عبد الله بن عبد العزيز وتلا ذلك بأسبوع زيارة مماثلة قام بها للعاصمة السعودية مستشار الأمن القومي الأميركي توم دونيلون لتأكيد أهمية الشراكة بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية،وهي شراكة مبنية على علاقات تاريخية قوية ومصالح مشتركة.
ومع الانتقادات التي تتهم الرئيس الأميركي باراك أوباما بالإخفاق في وضع مسار واضح للتعامل مع الانتفاضات التي تجتاح العالم العربي يرى المراقبون هنا أن زيارة كلينتون للسعودية ستعكس منهج الإدارة"العملي" إزاء الاضطرابات بالمنطقة وستدعم الإصلاح دون أن تدفع لتغيير جذري.
وقال ديبلوماسي أميركي في الرياض اليوم الجمعة لـ"إيلاف" أن محادثات كلينتون في الرياض"ستركز على التغيير السياسي بالمنطقة وليس على الوضع الداخلي بالمملكة".
وأضاف "نحن حريصون على الاستماع إلى وجهة نظر الملك عبد الله تجاه أحداث المنطقة لقناعتنا بحكمته وصواب رأيه تجاه ما يجري "
وقال أن التهديدات الإيرانية لشركائنا في منطقة الخليج ستكون محورا رئيسيا لمحادثات الوزيرة كلينتون مع القيادة السعودية"
وقال أن واشنطن لا تزال ترى أن إيران تشكل خطرا في إطار سعيها لبرنامج نووي وبرنامجها للصواريخ الباليستية أو الدور الذي تلعبه في الآونة الأخيرة من محاولة استغلال الاضطرابات في المنطقة لصالحها."
ورحبت إيران التي سبق وأن سحقت احتجاجات للمعارضة على أراضيها بالانتفاضات في المنطقة ووصفتها بأنها"صحوة إسلامية" في وجه الحكام المستبدين.
وأكدت كلينتون مؤخرا أن أميركا ستستمر في الضغط على حكومتي صنعاء والمنامة لإجراء تغييرات لكنها لفتت إلى أن هذه الحكومات قد تكون جزءاً من الحل.
وأردفت "تربط بين الولايات المتحدة والبحرين صداقة عمرها عقود ونتوقع أن تعمر طويلاً في المستقبل وقد أوضحنا أن الأمن وحده لا يحل التحديات التي تواجه البحرين".
كما دعت كلينتون الرئيس اليمني علي عبد الله صالح إلى حل المأزق السياسي مع المعارضة بطريقة سلمية.
وفيما يخص الوضع السوري أشار الديبلوماسي الأميركي إلى تصريح المتحدث باسم وزارة الخارجية الخميس بأن على الرئيس السوري بشار الأسد أن يفعل المزيد للإستجابة لتطلعات شعبه أو أن يسمح لآخرين بفعل المزيد
وأضاف أن السوريين وضعوا الأسد ونظامه أمام تحد خطير لأن الشعب السوري يريد التغيير،وحتى الساعة لا يبدو أنه (الأسد) استجاب لهذا التطلع
وكانت وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون دانت الأربعاء العنف المستمر الذي تمارسه الحكومة السورية ضد المتظاهرين،وقالت إن على دمشق إطلاق عملية سياسية جادة لإنهاء الاحتجاجات الدموية .
وأنهى النظام السوري الخميس العمل بحالة الطوارئ السارية منذ 1963 كما ألغى محكمة أمن الدولة العليا ونظم حق التظاهر السلمي.