محكمة أميركية تعيد فتح قضية "مجزرة بلاك ووتر"
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: رفضت محكمة استئناف أميركية الجمعة، الحكم الصادر عن إحدى المحاكم الاتحادية أواخر عام 2009، بإسقاط تهمة القتل عن أربعة من عناصر شركة "بلاك ووتر" الأمنية، في قضية "مجزرة ساحة النسور" الشهيرة، والتي راح ضحيتها 17 عراقياً.
وأمرت محكمة الاستئناف بالعاصمة الأميركية واشنطن، التي ضمت ثلاثة قضاة، المحكمة الاتحادية بأن تعيد فتح القضية مجدداً، والنظر في اتهامات القتل الموجهة لعناصر "بلاك ووتر" الأربعة، كل على حدة، فيما بدأت الحكومة الأميركية تحركاتها لإسقاط الاتهامات عن عنصر خامس بذات الشركة الأمنية.
وكان قاضي المحكمة الاتحادية، ريكاردو أوربينا، قد أسقط جميع التهم الموجهة إلى حراس بلاك ووتر، أواخر 2009، قائلاً إن السلطات العدلية الأميركية استخدمت بشكل خاطئ اعترافات أدلى بها المتهمون تحت الإكراه، عندما تم تهديدهم بفقدان وظائفهم، معتبراً ذلك خرقاً للتعديل الخامس في الدستور الأميركي.
إلا أن محكمة الاستئناف أصدرت قراراً، بإجماع قضاتها الثلاثة، بإعادة القضية مرة أخرى إلى المحكمة الاتحادية، والنظر في الأدلة التي قدمتها الحكومة الأميركية والخاصة بكل متهم على حدة.
وعناصر بلاك ووتر الأربعة الذين ما زالوا قيد الاتهام في القضية هم: بول سلوف، وإيفان ليبرتي، وداستن هيرد، ودونالد بول، أما المتهم الخامس، نيكولاس سلاتن، فقد قررت وزارة العدل إسقاط الاتهامات الواردة بحقه.
وأسفرت حادثة إطلاق النار في ساحة "النسور" بالعاصمة العراقية بغداد، في 16 سبتمبر/ أيلول 2007، عن سقوط حوالي 17 قتيلاً من المدنيين، وجرح ما يزيد على 20 آخرين، كما تسببت القضية في خلافات حادة بين الحكومتين الأميركية والعراقية.
وقع الحادث عندما قام عناصر بلاك ووتر، الذين كانوا يرافقون موكباً يضم مسؤولين بالخارجية الأميركية في الساحة الواقعة غربي بغداد، بإلقاء قنبلة يدوية داخل مدرسة للفتيات، وإطلاق النار باستخدام أسلحتهم الرشاشة، على مدنيين غير مسلحين، وعلى عدد من المارة.
وفيما اعتبرت الحكومة العراقية حادث ساحة النسور "جريمة متعمدة"، نفت الشركة قيام عناصرها بأي سوء، وذكرت أن المتعهدين الأمنيين استعانوا بالقوة المطلوبة لحماية موكب تابع للخارجية الأميركية، إثر تعرض الموكب لهجوم من قبل مسلحين.
وفي أعقاب "المجزرة" ألغت السلطات العراقية رخصة شركة "بلاك ووتر"، وحظرت عملها بصورة دائمة، كما أدانت بغداد قرار المحكمة الاتحادية بإسقاط الاتهامات عن عناصر الشركة، كما وصف أحد ضحايا الحادث، في تصريحات لـCNN، القرار بأنه يمثل "استخفافاً بدماء العراقيين."
ورافق عمل شركة "بلاك ووتر" الكثير من الحوادث والجدل، ففي مارس/ آذار عام 2004، فقدت الشركة أربعة من عناصرها الأميركيين الذين كانوا يوفرون الحماية لقافلة تموين للجيش الأميركي، بمدينة الفلوجة.
وقد نقلت وسائل الإعلام العالمية آنذاك، صور التمثيل بجثث العناصر الأربعة، والتي تم جرها في الشوارع وتعليقها على أحد جسور المدينة.
كما ظهر اسم الشركة في أبريل/ نيسان عام 2005، حينما أسقط مسلحون مروحية تابعة لها، كانت تقل 11 شخصاً قتلوا جميعاً، 6 منهم كانوا أميركيين