150 بريئاً على الأقل بين المعتقلين في سجن غوانتانامو
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
كشفت ملفات سرية ان الولايات المتحدة كانت تحتجز أكثر من 150 سجيناً بريئاً في معتقل غوانتانامو، قد يثير نشرها على موقع ويكيليكس سجالاً حامياً في انحاء العالم.
لندن: كشفت ملفات سرية مسربة ان الولايات المتحدة كانت تحتجز في معتقل غوانتانامو اكثر من 150 سجينا بريئا الى جانب عشرات من الارهابيين.
ومن المتوقع ان يثير كشف هذه الملفات على موقع ويكيليكس سجالاً حامياً في انحاء العالم حول اقامة معتقل غوانتتانامو بعد اعتداءات 11 ايلول سبتمبر وما اعقب ذلك من حملات غاضبة في الشرق الأوسط واوروبا ضد اساءة معاملة السجناء.
وتتناول الملفات خلفية اعتقال كل شخص من اصل 780 سجينا مروا على معتقل غوانتانامو في كوبا، وحالتهم الصحية والمعلومات التي قدموها خلال التحقيق معهم.
وتوصل الاميركيون في احكامهم الى ان زهاء 220 معتقلا فقط يمكن ان يُعدوا ارهابيين دوليين خطرين. وان 380 معتقلا آخر ناشطون من مستويات متدنية ينتمون الى طالبان أو متطرفون سافروا الى افغانستان للقتال، وكان وجودهم في معتقل غوانتانامو موضع تساؤل.
وبحسب هذه الملفات السرية للغاية فان 150 معتقلا آخر على الأقل كانوا في الغالب من الافغان أو الباكستانيين الأبرياء بينهم مزارعون وطهاة وسائقون اعتُقلوا أو حتى بيعوا للقوات الاميركية ونُقلوا الى النصف الآخر من الكرة الأرضية. ويخلص قادة عسكروين اميركيون كبار الى ان "عدم وجود سبب مسجل لنقل" عشرات من هؤلاء.
ولكن الوثائق لا تسجل تفاصيل الأساليب التي استُخدمت للحصول على معلومات من المعتقلين، بما في ذلك الايهام بالغرق والحرمان من النوم وكلها تُعد الآن بمثابة تعذيب.
وتؤكد الملفات ان الاميركيين قبضوا على ارهابيين خطرين ينتمون الى تنظيم القاعدة بينهم نحو 15 كادرا من اعلى المستويات القيادية في التنظيم. وأكبر المعتقلين في غوانتاناو خالد الشيخ محمد العقل المدبر لهجمات 11 ايلول سبتمبر الذي سيمثل امام محكمة عسكرية في المعتقل هذا العام بعد صرف النظر عن محاكمته في نيويورك.
ويكشف ملف الشيخ محمد بوصفه مسؤول العمليات في القاعدة انه كان يخطط هجمات التنظيم في آسيا وافريقيا واميركا وبريطانيا.
ومما تكشفه الملفات ايضا ان قياديا في تنظيم القاعدة ادعى ان لدى الجماعة قنبلة نووية مخبأة في اوروبا لتفجيرها في حال اعتقال زعيم التنظيم اسامة بن لادن أو اغتياله. وكانت السلطات الاميركية كشفت عدة محاولات قام بها التنظيم للحصول على مواد نووية وتخشى ان ارهابيين ربما تمكنوا فعلا من شراء يورانيوم. وقال الشيخ محمد للمحققين ان تنظيم القاعدة سيفجر "عاصفة جهنمية نووية".
ومن المعلومات التي كشفها عناصر القاعدة ايضا سعيهم لتجنيد موظفين ارضيين في مطار هيثرو اللندني في اطار عدة مخططات لضرب اكثر مطارات العالم ازدحاما، وتنفيذ هجمات كيمياوية وجرثومية في بريطانيا، والتخطيط لوضع غاز سام في وحدات التكييف داخل عدة مبان عامة في الولايات المتحدة واستهداف منشآت مختلفة.
ومما كشفه قياديون ايضا ان اسامة بن لادن هرب من مخبئه في جبال تورا بورا في افغانستان قبل ايام على وصول قوات التحالف الدولي. وآخر مرة شوهد فيها كانت في عام 2003 بحسب معتقلين قالوا انه التقى قياديين آخرين في التنظيم داخل الأراضي الباكستانية.
وتكشف الملفات اعتقال نحو 20 يافعا في غوانتانامو بينهم صبي في الرابعة عشرة، وعدة مسنين بينهم شيخ في التاسعة والثمانين من العمر يعاني من مشاكل صحية خطيرة.
ويتوقع محللون ان تستخدم منظمات حقوق الانسان ما تكشفه الملفات المسربة من تفاصيل لتصعيد حملاتها وتشديد الضغط على الرئيس السابق جورج بوش للاعتذار عن معتقل غوانتانامو. ومن الأمثلة التي توردها صحيفة الديلي تلغراف في هذا الشأن قضية محمد الغزالي بابكر محجوب الذي كان يدير دور ايتام تابعة لمنظمة خيرية سعودية تعمل في افغانستان وباكستان. إذ اعتقل محجوب ونُقل الى غوانتانامو. وبعد سنة امضاها في الاعتقال وعدة جلسات تحقيق معه توصل الجيش الاميركي الى براءة محجوب من اي صلة تربطه بأي جماعة ارهابية. وبذلك ينضم محجوب الى 150 معتقلا على الأقل قرر الجيش الاميركي انهم ابرياء.
وأُفرج عن 599 معتقلا من سجن غوانتانامو بعضهم نُقلوا الى سجون في بلدان اخرى وما زال نحو 180 آخرين معتقلين في القاعدة العسكرية.
وقالت صحيفة الديلي تلغراف انها ستواصل في الايام المقبلة نشر وثائق عن دور بريطانيا في الشبكة الارهابية العالمية الموثقة في الملفات المسربة وبروز لندن بوصفها بوتقة يتجذر فيها متطرفون من انحاء العالم ويُرسلون للجهاد.