أخبار

التغيير في الوطن العربي سبب رئيسي وراء اتفاق فتح وحماس

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

رام الله: قال محللون فلسطينيون ان رياح التغيير التي تعصف بعدد من الدول العربية المحيطة كانت سببا رئيسيا في توجه حركتي فتح وحماس للتوقيع على المصالحة.

وقال سمير عوض استاذ الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت "اعتقد ان الثورات الجماهيرية في الوطن العربي اسهمت الى حد كبير في انضاج الظروف للتوقيع على المصالحة" التي كانت متعثرة.

واضاف " تلك الاحداث اوضحت للفلسطينيين ان الشعوب العربية منشغلة باوضاعها الداخلية، كما هي الحال في مصر او سوريا وتونس. هذا يعطي انطباعا للفلسطينيين بان عليهم ان يهتموا بوضعهم الداخلي وتحقيق وحدتهم الداخلية".

واعتبر المحلل السياسي هاني المصري الذي شارك في لقاءات لمستقلين فلسطينيين مع القيادة المصرية وقيادات من فتح وحماس قبل ايام، ان "التغيير في مصر وفي الوطن العربي هو سبب رئيسي للتوقيع على اتفاقية المصالحة، بمعنى انه لم يعد هناك اطراف تحاول اعاقة اي مصالحة لان كل الاطراف منشغلة في اوضاعها الداخلية".

واضاف المصري "انا لا اعطي رايا وانما معلومات، بان مصر قررت في الاونة الاخيرة ان تلعب دورا فاعلا في ملف المصالحة الفلسطينية، على اعتبار ان القضية الفلسطينية هي جزء من امن مصر القومي".

وقال " لذلك كانت اول زيارة لرئيس المخابرات المصري الجديد مراد موافي الى سوريا، والعلاقة الان بين مصر وسوريا جيدة ولا يوجد اعتراض على الدور المصري الذي يسير بتوازن دون انحياز لطرف على حساب طرف اخر".

ووقعت حركتا فتح وحماس مساء الاربعاء على اتفاقية المصالحة بعد خلافات استمرت منذ اواسط العام 2007، عقب سيطرة حماس بالقوة على كامل قطاع غزة.

وقال جورج جقمان، الذي يدير مركزا لدراسة الديمقراطية في رام الله" توقيع الجانبين على المصالحة جاء نتيجة استمرار الجهود لتحقيقها، خاصة على الصعيد الداخلي".

واضاف "يبدو ان حركة حماس اطمأنت للدور المصري، بعد التغيير الذي طرأ على القيادة المصرية هناك، وهذا ما دفعها للموافقة على التوقيع".

وحتى ايام قليلة، توقع قياديون في فتح بان لا تبادر حركة حماس الى التوقيع على ورقة المصالحة المصرية، معللين ذلك بان حماس تنتظر الانتخابات التشريعية التي ستجري في مصر، والتي تتوقع فوز الاخوان المسلمين فيها.

لكن جقمان اعتبر ان "هناك معنى سياسيا لموافقة حماس على التوقيع، يتمثل بأن حماس قررت السير في مشروع (الرئيس محمود عباس) ابو مازن في البحث عن الاعتراف بالدولة الفلسطينية في ايلول/سبتمر المقبل".

وتتخذ قيادة حركة حماس في الخارج من دمشق مقرا رئيسيا لها. وتشهد سوريا احداثا دامية بسبب مطالبة السوريين بالتغيير.

وقال جقمان "قد يكون التغيير الذي جرى في مصر عاملا مهما، لكن التغيير في سوريا عاملا ضعيفا، لانه مهما كان التغيير في سوريا مثلا، فان نصرة القضية الفلسطينية سيكون نفسه".

واشار جقمان الى تاثير الضغط الشعبي الذي مورس مؤخرا على الحركتين، مشيرا الى التحركات الشبابية التي انطلقت عقب التغييرات في تونس ومصر، مطالبة بانهاء الانقسام الفلسطيني الداخلي.

واعلن القيادي في حركة فتح عزام الاحمد في المؤتمر الذي عقدته حركتا فتح وحماس في القاهرة الاربعاء "ما طالبتم به بان الشعب يريد انهاء الانقسام قد تحقق مثلما طلبتم".

وقال جقمان "يجب ان لا ننسى ان التوقيع لغاية الان على الورق، بمعنى ان الانتخابات وكافة القضايا، ستبقى معلقة لمدة عام، وحماس قد تركز اليوم على اطلاق سراح المعتقلين السياسيين من سجون السلطة الفلسطينية".

ولا توجد ارقام دقيقة لعدد المعتقلين من حركة حماس لدى السلطة الفلسطينية، ولا المعتقلين من حركة فتح لدى حماس في غزة، الا ان تقديرات الطرفين تشير الى العشرات سواء في الضفة او غزة.

وقال جقمان "السؤال الذي يبقى قائما الان هو هل سيعيد عباس تكليف فياض بتشكيل الحكومة، ام سيتخلى عنه خاصة وان حركة حماس كانت تعترض عليه؟"

من جهته، قال هاني المصري "التوقيع هو خطوة مهمة جدا لكن التطبيق هو الاهم والاخطر، خاصة فيما يخص برنامج الحكومة التي تم الاتفاق على تشكيلها من مهنيين".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف