أخبار

سفير الكويت يزور مدينة يابانية مدمرة لإظهار تعاطف بلاده

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

زار السفير الكويتى لدى اليابان مدينة كيسينوما المدمرة فى شمال شرق اليابان لإظهار تضامن الكويت مع الناجين من كارثة الزلزال وموجات التسونامى التى وقعت فى 11 مارس الماضى .

كيسينوما :زار سفير دولة الكويت لدى اليابان عبدالرحمن العتيبي مدينة كيسينوما المدمرة في شمال شرق اليابان لاظهار تضامن الكويت مع الناجين من كارثة الزلزال وموجات التسونامي التي وقعت في 11 مارس الماضي.
وقدم السفير العتيبي هدايا رمزية لاطفال ناجين عبارة عن 240 كرة قدم صممت خصيصا بألوان علمي الكويت واليابان للتعبير عن التطلع الى مستقبل مفعم بالامل في اعقاب الكارثة اضافة الى لوازم مدرسية ومواد غذائية وضروريات معيشية اخرى وذلك نيابة عن حكومة وشعب الكويت.
ورافق السفير العتيبي في الرحلة الى المدينة المكنوبة والتي استغرقت اكثر من ست ساعات برا من العاصمة طوكيو كل من السكرتير الاول في السفارة الكويتية محمد المطيري واللاعب السابق في المنتخب الياباني تسيوشي كيتازاوا ومسؤول من وزارة الخارجية اليابانية.
وتعتبر مدينة كيسينوما الساحلية التي تقع في مقاطعة (مياغي) على بعد 390 كيلومترا الى الشمال من طوكيو معروفة بصيد الاسماك وصناعة المأكولات البحرية وكان عدد سكانها قبل الكارثة نحو 74 الف نسمة ذهب منهم نحو الفي شخص ما بين قتيل او مفقود في اعقاب الزلزال الذي بلغت قوته تسع درجات على مقياس ريختر وموجات المد البحري العاتية (تسونامي) كما لايزال نحو 5700 شخص من الناجين يعيشون في ملاجىء الطوارىء بعد فقد منازلهم.
وخلال محادثاته مع السفير العتيبي اعرب عمدة المدينة شيغيرو سوغاوارا عن امتنانه على زيارته وتقديره للكويت على تقديم الهدايا الرمزية التي تسهم في تخفيف معاناة سكان المدينة ولاسيما الأطفال مضيفا بالقول "نحن ممتنون لتضامن حكومة وشعب الكويت معنا..تقديم كرات قدم للاطفال فكرة عظيمة وأعتقد أنها ستجعل الأطفال يتحدون ويتذكرون اصدقاءهم الكويتيين".
وروى عمدة المدينة بعض ما جرى للاطفال جراء كارثة الزلزال وموجات تسونامي قائلا "ان الامواج العاتية وصلت الى الطابق الثاني من مدرسة مينامي كيسينوما الابتدائية حيث كان التلاميذ في المدرسة وقتها ففروا الى الطوابق العليا للنجاة ولكن منازل معظم الاطفال دمرت تماما او جزئيا". واضاف "وبما ان العام الدراسي كان قد بدأ للتو فان كثيرا منهم غادر الى مدن اخرى لتكملة دراستهم فيما بقي هنا في الملجأ ثمانية اطفال يتامى فقدوا اباءهم وامهاتهم ويعتني بهم اقارب لهم و 80 طفلا فقدوا احد الابوين.. انهم يشعرون بالوحدة القاسية".
واوضح ان امواج تسونامي العاتية اغرقت 18 كيلومترا مربعا من مدينة كيسينوما وكانت الحرائق منتشرة في كل مكان بعد ان اندلعت في 23 خزانا للنفط على الشاطىء وحركتها الامواج الى الداخل فيما يشبه "بحر من النيران".
وتطرق سوغاوارا في حديثه للسفير العتيبي الى الجهود التي تبذلها الحكومة المحلية للمدينة للتعافي قائلا "أولويتنا هي احياء هذه المدينة الجميلة مرة اخرى حيث ان خطة اعادة الاعمار جارية وآمل ان تساهم الكويت بخبرتها معنا".
وقال ان المواطن الكويتي عبدالله مظفر الذي كان يسكن المدينة ويدير مدرسة خاصة له هو الاجنبي الأكثر شهرة في كيسينوما واعرب عن تقديره ودهشته لمدى التزام المواطن الكويتي مظفر واسرته بدعم انشطة تربية الطفل والمتطوعين.
واضاف عمدة مدينة كيسينوما مخاطبا العتيبي ان "السكان المحليين يشعرون بالتقارب تجاه الكويت وزيارتكم اليوم وتقديم هدايا للمدارس والملاجىء تعمق الترابط بيننا".
من جانبه خاطب السفير العتيبي العمدة سوغاوارا قائلا "باسم شعب وحكومة الكويت اتقدم بالتعازي القلبية الى المنكوبين وانا أشعر بالأسف العميق لجميع المتضررين من هذه الكارثة والى أسرهم واصدقائهم".
وتطرق العتيبي الى قرار دولة الكويت بشأن التبرع بخمسة ملايين برميل من النفط الخام الى اليابان بناء على توجيهات امير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح اي ما يعادل نحو 550 مليون دولار بما يفوق الحصة اليومية من استهلاك اليابان للنفط والتي تبلغ نحو 4ر4 مليون برميل يوميا.
وقال "حجم الدمار الكبير لا يوصف ولكني مقتنع ان مدينتك واليابان سوف تتعافى من هذه المأساة..الهدايا الصغيرة التي جئنا بها اليوم ليست سوى الخطوة الأولى واسمحوا لنا ان نعرف ما هي حاجة الناس وسوف تمنحكم دولة الكويت الدعم الكامل".
وقبل المحادثات التي جمعت السفير العتيبي مع العمدة سوغاوارا زار السفير الكويتي مدرسة مينامي كيسينوما الابتدائية ومدرسة كيسينوما المتوسطة ومركزين للايواء كما التقى مشرف مجلس التعليم في المدينة حيث اعرب عن تعاطفه مع محنة السكان المحليين.
وفي فصل المرحلة السادسة في المدرسة الابتدائية ابدى 25 تلميذا حماسا وترحيبا حارا عند استقبال السفير الكويتي حيث تم توزيع كرات القدم والدفاتر والحقائب المدرسية والمواد الأخرى التي تحمل أسماء البلدين. وخاطبهم العتيبي بالقول "تذكروا ان قلوبنا معكم..اصدقاؤكم في الكويت وجميع انحاء العالم يقفون الى جانبكم..اعتقد ان جميعكم سوف تساهمون في اعادة اعمار كيسينوما مستقبلا".
واستقبل التلاميذ وقد فقد اكثرهم منازلهم او ممن تضررت منازلهم بابتسامة كبيرة نجم كرة القدم كيتازاوا الذي رافق السفير الكويتي طالبين منه اظهار مهارته في كرة القدم فيما حملت تلميذة اسمها ميو واتانابي (11 عاما) صورة لصديقتها موئي سوزوكي. وقالت لوكالة الانباء الكويتية "انها (صديقتها) لقيت حتفها في كارثة تسونامي في 11 مارس..لقد كانت نشطة للغاية..انا على يقين انها كانت ستكون سعيدة لتقاسم هذه اللحظة معنا لو انها كانت حاضرة اليوم".
وفي الملاجىء المؤقتة واسى السفير العتيبي الناجين وقدم بعض الغذاء والضروريات اليومية وفي المقابل اعربوا له عن تقديرهم لهذه البادرة قائلين ان هدايا الكويت "لامست قلوبهم".
وشملت جولة العتيبي المناطق السكنية المدمرة على طول شاطىء مدينة كيسينوما حيث شاهد مباني وسيارات ومنازل وسفنا مدمرة لا تحصى وحطاما متناثرا في كل مكان.
واعرب السفير العتيبي ل (كونا) عن صدمته مما رأى من مستوى الدمار وقال "كان مسرحا لمأساة لا تصدق بالرغم من رؤيتي لصور الدمار الذي احدثته الكارثة على شاشات التلفزيون مرات عديدة ولكني على ثقة ان الشعب الياباني مع قوته وروحه الابية سوف يعيد بناء امته وسيكون أقوى من أي وقت مضى".
كما اعرب عن امله في نهاية الزيارة ان تكون قد حققت الهدف منها وان تكون الهدايا من الكويت جلبت الفرح للأطفال وشجعت الناجين في هذا الوقت الحرج.
وخلفت الكارثة الطبيعية المزدوجة المتمثلة بالزلزال وموجات تسونامي في شمال شرق اليابان نحو 28 الف قتيل ومفقود.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف