عباس ربح وحدة التمثيل ويراهن على تجنب خسارة تمويل السلطة
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رام الله: رأى سياسيون واقتصاديون فلسطينيون ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ربح من انجاز توقيع اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس وحدة التمثيل الفلسطيني قبيل توجهه الى الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل.
الا ان هؤلاء المحللين، اعتبرو ان عباس بالمقابل، يراهن على التمويل المالي الذي حظيت به السلطة الفلسطينية من الولايات المتحدة الاميركية، ومن المستحقات الضريبية التي تحولها اسرائيل للسلطة الفلسطينية بشكل شهري.
وقال سمير عوض استاذ الدراسات الدولية في جامعة بيرزيت ان الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن وراء توقيع اتفاقية المصالحة بين فتح وحماس "سحب البساط من تحت رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو الذي لطالما شكك في شرعية تمثيل محمود عباس للشعب الفلسطيني".
واضاف عوض "الان ابو مازن يستطيع الذهاب الى الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر المقبل، والمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية بصوت فلسطيني واحد وموحد". وشكك مسؤولون اسرائيليون بشرعية تمثيل الرئيس الفلسطيني للشعب الفلسطيني، في ظل حالة الانقسام الداخلي طوال الاربع سنوات الماضية، بين حماس التي سيطرت على غزة وفتح التي قادت السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية.
وفي حين يبدي البعض تشاؤما من امكانية تنفيذ اتفاق المصالحة على الارض، خاصة وان حركتي فتح وحماس توصلتا سابقا لاتفاق في اليمن واخر في مكة ظلا حبرا على ورق. الا ان عوض اشار الى بعض التفاؤل "في غياب العناصر الخارجية التي كانت تعيق المصالحة بين الجانبين".
وقال "النظام المصري السابق كان يضغط على السلطة الفلسطينية، لتأكيد تمسكه بزمام التسوية مع اسرائيل، والنظام السوري كان يضغط بالمقابل على حماس لرفض اي اتفاقية مصالحة". واضاف "هذان العنصران غائبان الان، مع اضافة العنصر الشعبي الذي ضغط على الطرفين للمصالحة، لذلك اعتقد ان الامور ستسير على الارض ايضا".
الا ان المحلل السياسي عبد المجيد سويلم قال ان هناك فرقا بين التوقيع على الاتفاقية وبين تطبيقها على الارض. وقال سويلم "التطبيق على الارض محفوف بالتهديدات، خاصة وان ما تم الاتفاق عليه لغاية الان فقط مبادىء عامة، وعند تشكيل الحكومة المؤقتة بالتأكيد ستكون هناك تهديدات".
والمحت الولايات المتحدة الاميركية واسرائيل بامكانية تغيير علاقتها مع السلطة الفلسطينية في حال تم تشكيل حكومة فلسطينية جديدة لا تعترف باسرائيل وتنبذ العنف. واتفق سويلم مع عوض بان الرئيس الفلسطيني محمود ربح من توقيع هذه الاتفاقية وحدة تمثيله للشعب الفلسطيني.
وقال "ما يهم الرئيس ابو مازن هو ان يذهب الى الامم المتحدة دون ان تستطيع اسرائيل التشكيك في شرعية المؤسسة الفلسطينية الواحدة الممثلة للشعب الفلسطيني في كافة اماكن تواجده". ومن المتوقع ان تتوجه القيادة الفلسطينية في ايلول/سبتمر المقبل، الى الامم المتحدة للمطالبة بالاعتراف بالدولة الفلسطينية. وقال سويلم "الرئيس عباس يريد الذهاب الى الامم المتحدة بمؤسسة فلسطينية واحدة".
وحول ما يمكن ان يخسره الرئيس عباس من توقيع هذه الاتفاقية، قال سويلم "اذا اصرت حماس على استبعاد رئيس الوزراء الحالي سلام فياض، فانه هذا الامر يعتبر خسارة للرئيس عباس، خاصة وان فياض شخصية مقبولة دوليا تؤمن وصول المساعدات المالية للسلطة".
من جهته، اعتبر الخبير الاقتصادي نصر عبد الكريم ان الخسارة الاقتصادية للسلطة الفلسطينية جراء اتفاق المصالحة يحكمه بالدرجة الاولى "اتجاه تطور علاقة السلطة مع الاطراف العربية والدولية". وقال "اذا نجحت اسرائيل والولايات المتحدة الاميركية في اقناع المجتمع الدولي باتخاذ عقوبات ضد الحكومة الفلسطينية الجديدة، فان هذا الامر بالتأكيد سيحدث تأثيرا سلبيا على الاقتصاد الفلسطيني، وستكون هناك ارباكات مالية".
واضاف عبد الكريم " لكن اذا تطورت علاقة السلطة مع العالم العربي الذي رعى المصالحة السياسية، والتزم العالم العربي بزيادة المساعدات المالية المقدمة للسلطة فان هذا الامر سيؤدي الى موقف ايجابي مماثل من الاتحاد الاوروبي".
وبدأت اسرائيل قبل ايام، باستخدام الورقة الاقتصادية والتلويح بها في وجه الفلسطينيين، حين اعلنت تجميد حوالي 105 مليون دولار، مستحقات ضريبية للسلطة الفلسطينية عن شهر نيسان/ابريل الماضي. واعلن رئيس الوزراء الفلسطيني سلام فياض الثلاثاء عن ازمة اقتصادية تعيشها مؤسسات السلطة الفلسطينية بسبب القرار الاسرائيلي، وطالب الدول المانحة الاجنبية والعربية بتوفير المساعدات المالية بشكل عاجل.
نتانياهو: اتفاق المصالحة الفلسطينية "ضربة قاسية للسلام"
هذا وقال رئيس الوزراء الاسرائيسلي بنيامين نتانياهو الاربعاء ان اتفاق المصالحة هو "ضربة قاسية للسلام". وصرح نتانياهو للصحافيين في لندن حيث من المقرر ان يجري محادثات مع رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون "ما حدث اليوم في القاهرة هو ضربة قاسية للسلام ونصر عظيم للارهاب". ووقع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ورئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية (حماس) خالد مشعل اتفاق مصالحة في العاصمة المصرية الاربعاء لانهاء اربع سنوات من الخلاف.
واشار نتانياهو الى الادانة التي صدرت عن حركة حماس لمقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في عملية عسكرية اميركية في باكستان والى اتفاق القاهرة الذي اعتبر انه سيضر بفرص التوصل الى اتفاق سلام في الشرق الاوسط. وقال "قبل ثلاثة ايام مني الارهاب بهزيمة مدوية بالقضاء على بن لادن. واليوم في القاهرة حقق الارهاب انتصارا".
واضاف "عندما يحتضن ابو مازن (محمود عباس) رئيس السلطة الفلسطينية، حماس، المنظمة التي دانت قبل يومين العملية الاميركية ضد بن لادن واشادت به كثيرا على انه شهيد عظيم يقتدى به، وعندما يحتضن عباس هذه المنظمة الملتزمة بتدمير اسرائيل .. فانها نكسة كبيرة للسلام وتقدم عظيم للارهاب". واشار الى ان "السبيل الوحيد الذي يمكننا من خلاله تحقيق السلام هو مع جيران يريدون السلام. اما الذين يريدون القضاء علينا، ويمارسون الارهاب ضدنا، فهم ليسوا شركاء سلام".
بدوره، شكك يوفال ديسكين رئيس جهاز الامن الداخلي الاسرائيلي (الشين بيت) المنتهية ولايته، في نجاح اتفاق المصالحة الذي وقعته الفصائل الفلسطينية. وصرح ديسكين امام عدد من المراسلين العسكريين الاسرائيليين "اعتقد ان احتمال حدوث مصالحة حقيقية بين فتح وحماس خلال سنتين او ثلاث يؤدي الى وصل غزة بيهودا والسامرة(الضفة الغربية) هو صفر".
واضاف ديسكين الذي ينهي ست سنوات على راس الشين بيت الاسبوع المقبل، ان الاختلافات بين حركة فتح المدعومة من الغرب بزعامة الرئيس محمود عباس وحركة حماس الاسلامية كبيرة جدا.
وقال ديسكين ان المصالحة "هي على الاغلب حدث علاقات عامة ومحاولة لاظهار الوحدة. ولكن وراء ذلك الكثير من المسائل التي لا يعرف الطرفان كيفية تطبيقها خاصة في الميدان"، حسب ما نقل عنه موقع صحيفة يديعوت احرونوت الالكتروني. وفي اشارة الى حكومة مشتركة من حماس وفتح، قال ديسكين ان "مثل هذه الحكومة امامها العديد من القضايا المعقدة، وسيحاول كل طرف جعل الامور تسير حسب هواه، وهذا الاتفاق ...يبدو كدراما مشوقة لا اكثر".
حذر أوروبي تجاه إتفاق المصالحة الفلسطينية الداخلية
على صعيد متصل، أكد مصدر أوروبي أن التكتل الأوروبي الموحد بانتظار الإطلاع على تفاصيل توقيع إتفاق المصالحة الوطنية الفلسطينية. وقال المصدر الأوروبي في تصريح لوكالة (آكي) الإيطالية للأنباء "لا نزال بانتظار التفاصيل، ولكننا من حيث المبدأ نعتبر أن المصالحة تشكل عاملاً هاماً على طريق السلام" في المنطقة.
وأضاف المصدر "المصالحة هي فرصة جديدة تساعد على السير في طريق السلام، ولكننا نصر على ضرورة تحليل التفاصيل وإنجاز إتصالاتنا مع مختلف الأطراف الإقليمية والدولية".
وعبر المصدر عن قناعة أوروبا الثابتة بضرورة التعامل مع الفلسطينيين حسب أفعالهم وليس تصريحاتهم، وقال "ننتظر حتى نرى آليات تطبيق الإتفاق وأداء الحكومة الفلسطينية، خاصة لجهة تنظيم الإنتخابات الفلسطينية" القادمة. وأعاد المصدر التذكير بموقف أوروبا "الثابت" تجاه ضرورة التوصل إلى حل الدولتين وإنهاء الصراع الفلسطيني الإسرائيلي عبر المفاوضات.
ورداً على سؤال يتعلق بقيام إسرائيل بتهديد الفلسطينيين بعقوبات "إقتصادية"، أشار المصدر إلى أن أوروبا لم تتلق أي معلومات حول قرار إسرائيلي مثل هذا. أما بشأن قيام إسرائيل بإيقاف عائدات الضرائب العائدة للسلطة، أكد المصدر أن الاتحاد الأوروبي "كان دائماً ينادي بضرورة إقامة نظام جباية ضرائب يتمتع بالمصداقية ، إذ أن أوروبا تعتبر أن هذه الأموال فلسطينية".
التعليقات
من احتفال المصالح؟
احمد الحيح -• *أحمد عبد الكريم الحيح’’بن بيلا1:تعمد مشعل ألا يخاطب عباس كرئيس. وبدأ كلمته فوراً من دون أن يوجه خطاباً للرسميين كما هي العادة في احتفال رسمي. وهذا يعني أن ;حماس ; ما زالت لا تعترف بعباس رئيساً2:في بداية كلمته تجنب مشعل مخاطبة الحاضرين، وخالف البرتوكول متعمداً’ كي يوضح أن كلمته لم تكن مطروحة من قبل معدي الاحتفال، وأنه مضطر للإيجاز بعد أن طلب منه ذلك على رغم أن كلمة عباس كانت مطولة. 3:عباس حرص على أن يعكس مواقفه السياسية بل ويثبتها في خطابه، من عملية السلام وقضية اللاجئين والعنف والإرهاب والمقاومة الشعبية السلمية وعن علاقته بالإسرائيليين، وكأنه يوجه رسالة للإسرائيليين والأميركيين. ولم يتحدث عباس كرئيس للشعب الفلسطيني كما هو متوقع، فهو لم يتناول في كلمته إعادة إعمار غزة ورفع الحصار عنها ولم يعلن أن كل ما ترتب عن الانقسام سيتم إعادته مثل قطع المرتبات عن الموظفين في السلطة الذين عملوا في المؤسسات الحكومية في غزة، فهو رهن كل هذه الملفات بعمل لجان المصالحة ولا يعني ذلك أن الأمور انتهت بل يعني أن المفاوضات من أجل إنهاء الانقسام بدأت. 4:كان من المتوقع أن يعلن عباس عزمه زيارة غزة فوراً ;ولكنه ترك الباب مفتوحاً لعلمه بأن الأمور لم تتضح بعد ;. واكتفى بالقول مخاطباً أهالي غزة: ;سأكون بينكم قريباً ;. من اجواء الاحتفال:الرئيس الفلسطيني محمود عباس لم يوقع الاتفاق مثلما كان متوقعاً، والشيء نفسه فعله السيد خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحركة المقاومة الاسلامية ''حماس''، والسبب هو الخلاف الكبير الذي نشأ في اللحظات الحرجة التي سبقت التوقيع نتيجة عدم الاتفاق على امور شكلية، مثل كيفية توزيع المقاعد، واماكن الجلوس، ومن يتصدر المنصة، ومن يكون على يمين الرئيس ومن على يساره، ومن في الصف الاول،1:قادة الحركتان سيجتمعون الأسبوع المقبل، بحضور عباس، من أجل بحث ترتيبات بدء تنفيذ اتفاق المصالحة.2:عباس ومشعل عقدا اجتماعين في القاهرة أمس، قبل احتفال التوقيع على اتفاق المصالحة وبعده، حضرهما وفدا حركتي ;فتح ; و ;حماس ; المشاركين في الحوار. 3:أجريا مشاورات حول تشكيل الحكومة الفلسطينية الجديدة وسبل تنفيذ الاتفاق على الأرض وإزالة أي عقبات تعترضه.4: ثبت عباس مواقفه السياسية تحدث أبو مازن، فأكد ضرورة نيل الشعب الفلسطيني حقوقه كاملة وإقامة دولة فلسطينية هذا العام على الأراضي التي ا