واشنطن تحتفظ لنفسها بحق التحرك مجدداً ضد الإرهاب في باكستان
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
واشنطن: أعلن البيت الابيض ان الرئيس باراك اوباما يحتفظ بحق التحرك مجددا ضد مشبوهين بالارهاب على الاراضي الباكستانية بعد العملية التي سمحت بقتل زعيم تنظيم القاعدة اسامة بن لادن في شمال إسلام آباد.
وعلى الرغم من استياء باكستان التي رأت ان الهجوم كان احادي الجانب وغير مصرح به، قال الناطق باسم البيت الابيض جاي كارني ان اوباما مستعد لاستهداف فارين اذا رصدوا في باكستان. وقال كارني للصحافيين ان الرئيس الاميركي "قال بوضوح اثناء حملته ان هذه هي وجهة نظره وواجه انتقادات على ذلك".
واضاف "انه ما زال على رأيه ويشعر ان التحركات التي قام بها بصفته رئيسا هي المعالجة الصحيحة". وخلال حملته لانتخابات الرئاسة في 2008، قال اوباما الذي كان عضوا في مجلس الشيوخ انه سيتحرك ضد بن لادن او اي قيادي كبير آخر في القاعدة داخل باكستان اذا كانت قيادة هذا البلد "غير قادرة او غير راغبة في التحرك".
واتهم المرشح الجمهوري السناتور جون ماكين، اوباما بتهديد دولة صديقة واوصى "بالعمل بالتشاور مع الحكومة الباكستانية" اذا ظهر اي هدف. ومنذ توليه الرئاسة استخدم اوباما الطائرات بدون طيار لقصف الداخل الباكستاني وامر باكثر من مئة غارة في السنة الاخيرة ادت الى مقتل اكثر من 670 شخصا على الرغم من احتجاجات اسلام اباد التي ترى ان هذه الضربات تشكل انتهاكا لسيادتها.
وقال مسؤولون اميركيون انهم لم يبلغوا السلطات الباكستانية قبل العملية التي قتلت خلالها وحدة كوماندوس اميركية الاحد اسامة بن لادن في منزل قرب الاكاديمية العسكرية في ابوت اباد. وصرح مدير وكالة الاستخبارات المركزية (سي آي ايه) ليون بانيتا ان الولايات المتحدة خشيت من ان يسرب مسؤولون باكستانيون هذه المعلومات الى زعيم القاعدة.
ونفت باكستان الاربعاء ما اتهمها به الغربيون من دعم اسامة بن لادن منددة "بفشل" شامل لكافة اجهزة المخابرات في العثور في وقت ابكر على زعيم تنظيم القاعدة الذي كان مختبئا في منزل بباكستان. وتواجه واشنطن صعوبات في علاقاتها مع اسلام اباد التي دعمت في الماضي نظام طالبان في افغانستان وبدلت موقفها غداة اعتداءات 11 ايلول/سبتمبر 2001.
ومنذ ذلك الحين قدمت لها الولايات المتحدة مساعدات بقيمة 18 مليار دولار خصص معظمها للقطاع العسكري. وبدعم من اوباما، وافق الكونغرس ايضا على برنامج للمساعدة بقيمة 7,5 مليارات دولار في 2009 لبناء مدارس وطرق ومؤسسات ديموقراطية.
ودعا برلمانيون اميركيون الى اعادة النظر في العلاقات مع باكستان بعد العثور على بن لادن على اراضيها ورأوا ان باكستان تلعب دورا مزدوجا في دعم الناشطين والحصول على الاموال من الولايات المتحدة التي تواجه ديونا كبيرة.
ودعت النائبة كاي غرانجر العضو في لجنة المساعدات الخارجية التي تتمتع بنفوذ كبير، ادارة اوباما الى وقف مساعدة بقيمة مئتي مليون دولار يفترض ان تقدم للناجين من فيضانات في باكستان. وقالت الجمهورية غرانجر ان "معارضتي للبرنامج سببها الوحيد هو العثور على اهم ارهابي في العالم يعيش على بعد مئات الامتار عن منشأة عسكرية باكستانية لاكثر من خمس سنوات".
واوضحت انها لا تستطيع الدفاع عن برنامج الادارة هذا مشيرة الى ان الادارة الاميركية رفضت تقديم مساعدة بعد حرائق الغابات التي ادت الى تدمير 400 منزل على اراضيها. الا ان ادارة اوباما تتحرك بحذر اكبر. وقال كارني الاربعاء ان عدد المتطرفين الذين قتلوا في باكستان اكبر بكثير من اي بلد آخر في العالم.
وصرح كارني "نتطلع الى التعاون مع باكستان في المستقبل"، مؤكدا ان "التعاون الذي حصلنا عليه من باكستان كان مفيدا جدا في هذا المجال". وقال دانيال ماركي، العضو في مجلس العلاقات الخارجية ان الغضب على باكستان في الكونغرس لم يصل يوما الى هذا المستوى.
وقال انه على الولايات المتحدة ان "تعالج الوضع بذكاء" مشيرا الى ان الجيش -- المؤسسة الاساسية في باكستان منذ زمن طويل -- فقد ماء الوجه وقد يتحرك ضد الولايات المتحدة. واضاف ان للولايات المتحدة مصالح حيوية في تطوير باكستان الدولة التي تملك سلاحا نوويا ويعاني سكانها من الفقر بينما تنتشر فيها مشاعر العداء للولايات المتحدة.
وتابع "اذا تركت باكستان، فقد يصبح هذا البلد في منتصف القرن يضم 300 مليون نسمة، معظمهم غير متعلمين وغير قادرين على ان يكونوا مواطنين صالحين في العالم". واضاف "سيكون لهم كل الفرص ليكونوا مثيرين للاضطرابات ما لم يتغير الوضع".