أخبار

"غسل العار"... قتل يشرعنه المجتمع العراقي حفاظاً على "الشرف"

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

"غسل العار" عملية إجتماعيّة لا يسمع لها صوت في العراق، لكنها تحدث بصورة منتظمة وشبه سرية، الغاية منها التخلص من الضحية حفاظاً على "الشرف" الذي "يتلطخ بالعار" نتيجة علاقة "جنسية محرمة".

وسيم باسم من بغداد: على الرغم من أن جرائم الشرف في العراق، مثلها مثل دول عربية عديدة، تعدّ حوادث مروّعة لما يتخللها من سفك دماء، باستعمال الأسلحة النارية أو خنق الضحية أو إنهاء حياتها بآلة جارحة حادة مثل السكاكين والسيوف، لكنها لا تلقى ردًا مجتمعيًا حادًا يستنكرها، بل إن هناك من يحاول شرعنتها اجتماعيًا على أقل تقدير. ويقول المحقق الجنائي أحمد الفيصل إن غالبية هذه الجرائم تحدث في السرّ من دون أن يسمع عنها المجتمع إلا القليل.

ومعظم ضحايا جرائم الشرف في العراق من النساء، لكن هناك من ينتقم أيضًا من رجال أقاموا علاقات جنسية غير شرعية. ففي مدينة الحلة، عثر على شاب مقتول، بعدما قطع عضوه التناسلي، لترمى جثته على قارعة الطريق العام في منتصف الليل.

وفي منطقة المحاويل، حيث العرف العشائري هو السائد، قتلت فتاة على يد أقربائها تحت ذريعة "الدفاع عن الشرف". ويقول احمد الجبوري، حيث يسكن في قرية غزالية على الطريق الدولي بين بغداد والديوانية، ان فتاتين قتلتا بدم بارد بعد اتهامات لهما بعلاقات جنسية محرّمة. واضاف.. أن قرائن وأدلة، من بينها ان الفتاة كانت حاملاً، جعلها تستحق الموت من قبل أخوتها.

وفي مدينة طويريج، أفاد تقرير للشرطة أن زينب، وهي أرملة قد انتحرت. لكن أهل المدينة يعرفون من يقف وراء قتلها. وأطلق سراح كامل حسن، بعد سجن دام عشرة أعوام، لقتله أخته، لكن كامل لا يشعر بالندم من جراء فعلته، ويرى أنها كانت إنقاذًا لشرف العائلة. ولا يتردد صديقه مزاحم من وصفه بالبطل الشهم.

القانون لا يردع

يرجع خبراء اجتماع تكرار جرائم القتل بحجة غسل العار الى العلاقات الاجتماعية والعشائرية السائدة، التي تحول دون معالجة علمية لهذه الظاهرة، بل إن التشريعات القانونية لا تردع بصورة كافية مرتكبي هذه الجرائم، على العكس فإنها في أوقات كثيرة توفر غطاء يمنح نوعًا من الشرعنة لهذه الجرائم.

وبحسب المحامي اسماعيل حقي، فإن القانون العراقي يصدر أحكامًا خفيفة على الرجال الذين يرتكبون هذه الجرائم. لكن رجل الدين عمر عبد القادر يرد على الذين يرون التباسًا بين العرف والدين في التعامل مع جرائم الشرف.

ويقول "ان الالتباس يكمن في التفسير الخاطئ، فمثلاً ان الرجل الذي يجد زوجته متلبسة بالزنا ويقتلها، فليس عليه دية، ولا قصاص، ولا غيره، وحادثة الرجل الذي قدم على الخليفة عمر بن الخطاب، وقد قتل زوجته لأنها زنت، حيث اجابه عمر إن عادوا فعُد، هي حالة يقتل فيها الزاني المحصن".

يتابع عبد القادر "هناك ثلاث حالات يحلل فيها القتل، وفق الشرع الاسلامي : الزاني أو الزانية أو الزانية المحصنة. لكنه يرى أن الانفتاح المجتمعي يحثّ على التمرّد على القيم والتقاليد، وأن هناك أفكارًا هدّامة تؤثر في السلوكيات".

لا تتوافر في العراق إحصائيات عن حجم جرائم الشرف، لكنها بحسب خبراء تظل أقل من مثيلاتها في الدول المجاورة. ويعتقد المحقق الجنائي أحمد أن هناك عقوبات مخففة على مرتكبي جرائم الشرف بشكل عام، إذ يستفيد المتهم من "العذر المخفّف" للعقوبة.

لا يخلو اقليم كردستان من حوادث الشرف، بل إن الانفتاح الاجتماعي ساهم في نقل تفاصيل الحوادث الى الملأ عبر نشرها في وسائل الإعلام من صحافة وتلفزيون. ولعل أشهر حادثة نقلها الإعلام، رجم الفتاة (دعاء خليل أسود) حتّى الموت في بلدة بعشيقة، في كردستان العراق، على يد خالها وعمّها وحشد من أقاربها وأهل البلدة. ودعاء كانت من أبناء الطائفة اليزيدية، وهي أقلية دينية، معتقداتها مأخوذة من ديانات عدّة،ويتكلم أبناؤها الكردية.

وتبلغ القسوة الاجتماعية مديات أبعد حين تقتل فتاة لمجرد أنها أقامت علاقة عاطفية مع شاب، حين تسعى العائلة إلى التخلص منها. ويتحدث كامل حسين كيف فرّت ابنة الجيران من أهلها لأنهم اكتشفوا علاقتها العاطفية مع شاب آخر، ولم يعد يسمع لها أي خبر منذ العام 2009.

ويعتقد كامل أنها نجت من براثن قاتلها بأعجوبة. لكن المشكلة الأكبر، بحسب حسين، هي أن هروب الفتاة لم يغير من الأمر شيئًا، فقد كثرت الشائعات حول مغزى هروبها، بل إن هناك من يظن أنها قتلت فعلاً، وأخفيت جثتها. ووفق الأعراف الاجتماعية السائدة، تقتل الفتاة التي تتعرض للاغتصاب، وفي الحالات التي تنجو فيها الفتاة من الموت، فإنها تقتل رمزيًا، حيث يعزلها المجتمع، وتتبرأ العائلة منها، وتصبح حكاية شائعة تلوكها الألسن.

وأخيرًا، شاعت قصة "روناك"، التي هربت إلى ملجأ للنساء في السليمانية، بعدما اتهمها زوجها بالخيانة، إلا أنها لم تسلم، إذ أطلقت عليها النار من أعلى أحد الأبنية، وأصيبت في عنقها، قبل أن تجرى لها عملية جراحية أنقذت حياتها.

يؤكد سوران قادر أن ظاهرة جرائم الشرف في كردستان تفوق في مستوياتها عن المعلن عنه، بل إن الأسباب المعروفة لا تكون في الغالب هي الفعلية، فهناك أسباب لها علاقة بطبيعة العلاقات العشائرية والنظم الاقتصادية والمحددات الدينية وكلها تنتج أنظمة تقليدية، توفر بيئة صالحة لزيادة قتل الشرف، التي تقلّ في المدن الكبيرة، لكن وتيرتها تتصاعد في القرى والمناطق النائية.

لمياء سبتي في منطقة الوزيرية في بغداد قتلت بعدما صورت بكاميرا الموبايل وهي في أحضان رجل، حيث قرر أهلها التخلص منها. ولمياء ضحية بالتأكيد لـ"القتل بالشك"، بحسب الباحث الاجتماعي عزام فارس، ذلك أن شريط فيديو على موبايل لن يكون سببًا في كل الأحوال لإنهاء حياة شخص. ويرى عزام أن الجاني الحقيقي هو من وزّع شريط الفيديو أو صوّره، وأن هذا من يستحق العقاب، حتى لا يزدهر النفاق داخل المجتمع.

وغالبًا ما تستخدم الأسلحة النارية بالدرجة الأولى للتخلص من نساء متهمات بالخيانة أو باستخدام الآلة الحادة. وفي بعض الأحيان، يتم إشعال النار في جسد الفتاة، ثم تبلغ السلطات بانتحار الفتاة. ويتفق الخبراء مع الذين عايشوا جرائم الشرف أو اشتركوا فيها بأن نشر الوعي المجتمعي وإجراء تعديلات على القوانين والارتقاء بمستوى النظرة إلى المرأة ككيان مستقل، حر الإرادة، غير تابع، إضافة إلى نشر التعليم، لاسيما في القرى والأرياف، كلها عوامل تساهم في تقليص أعداد جرائم غسل العار.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف
no comment
celi -

....ARABS

primitive cultures
el-araby -

why these primitive cultures kill women,men can do the same and use women for sex but they don''t get killed ,only women in Arabic culture get killedgod will revenge for all these women

شرقنا العربي
إميل حدّاد -

ومن مصائب الشرق العربي بالذات، بانه حصر فساد الاخلاق في النساء، تخصص في المرأة.. وانتبه اليها، حدق فيها.. وجعل جسد المرأة صراع الحياة.. شعرها ان بان هو الهزة الارضية.. وان ظهرت مساحات اخرى من جسدها يغرق الشرق العربي كله في عفن اخلاقي لا احد يدرك عواقبه!! اما الطائفية، الكذب، العصبية، النميمة، وما الى ذلك من مزايا يمقتها الغرب ;اللاروحاني; فهي ساحات شاسعة المساحات في الشرق نصول فيها ونجول. هذا الشرق العربي، اصبح نكرة في العالم، وليس ذلك بسب الحكام فقط.. بل بفضل الشعوب اولاً.. شرقنا العربي يعاني من مطامع الاخرين. لكن معاناته الحقيقية تكمن في السوس الذي ينخر عظامه.. السوس الطائفي.. سوس الجهل.. سوس الوهم باننا نفوق الاخرين بالروحانيات والاخلاق.. والحقيقة المرة باننا في القاع علمياً، وفي الحضيض روحانياً.. اما في الاخلاق.. اقول بصراحة.. لقد تجاوزنا كل الخطوط الحمراء..

الجريمة
fawaz -

اولا هذه الجريمة ليست في العراق فقط لكن تشمل كل الدول الاسلامية حتى باكستان والخ .. تعامل المراءة كحيوان وتسجن من كل المشاعر . . مثلا في العراق بعد الحروب المتراكمة وقتل الشباب والهجرة اصبحت النسبة اقله رجل لكل عشرين امراءة فهل الحل في سجن وكبح غرائز ومشاعر المراءة ... لكن مع من تتحدث

لمذا العراق
فائز -

اليس غريبا يا حضرة الكاتب ان تعطي مثلا العراق والمعروف انه هذا الموضوع منتشر في العديد من الدول العربية والاسلامية ام ان العراق هو الشماعه التي تعلقون عليها كل التقارير المسيئه!!!!

غسل عار العراق
هند -

ان كان مرتكبي تلك الجرائم يعتقدون ان قتل المراة المشكوك بها هي افضل طريقة لغسل عار العائلة اتساءل ما هو السبيل لغسل عار العراق من الطائفية و الفساد وعدم احترام االاخر والتعذيب

الحل هو التعليم
جميل -

العلاج لكل امراض المجتمع هو التعليم ثم التعليم ثم التعليم. لو اكثرنا من بناء المدارس ولو ساعدنا وشجعنا ووفرنا الظروف لكل ابناءنا بالذهاب الى المدارس والحصول على التعليم المناسب لقضينا على التطرف بكل انواعه. العلاج هو التعليم . كانت هناك مجتمعات كثيره تعاني مثلنا من هذه الظواهر حتى في بعض الدول الاوربيه مثل اسبانيا وايطاليا حيث كان هناك الكثير من الموانع التي تمنع اختلاط الجنسين لكن مع ارتفاع نسب التعليم وتقدم هذه المجتمعات ازيلت هذه الظواهر.

روح تعلم الصحافة!!
مازن المازني -

اقل ما يقال عن هذه المادة بانها بائسة، فلم يأتنا الكاتب بجديد والفبركة والاصطناع تفضحه ... ارجو من ايلاف حذفها لانها لا تتناسب معه مهنيتها ...

التوعية مهمة
رامي ريام -

هذا النوع من الجرائم منتشر في كل البلاد العربية وليس فقط في العراق - اي شرف واي غسل للعار هناك دوافع كثيرة لهذه الجريمة وما الفرق بين ذكر وانثى نفس الاحساس ونفس المشاعر والاختلاف هو فقط بالاعضاء التناسلية لماذا لا يحاسب الرجل على فعلته هذه فقط من تحاسب هي الفتاة هناك جنس المحارم هو يحللونه حسب اهوائهم وبما يحلو لهم ولا من يحاسبهم اليس هذا من ظمن غسيل العار وهي موجودة على على المرئيات بالصوت والصورة - ان من يقوم بفعل هذه الجريمة يجب ان يعاقب في اشد عقوبة وهي الاعدام مثلما انهى حياة انسانة بريئة هي التي مسؤولة عن نفسها وحياتها كيفما كانت سيرة حياتها ولكل انسان له حياته الخاصة هو من يحاسب نفسه على فعلته وكم من ضحية هدر دمها بحجة غسل العار لذلك يجب التوعية من خلال وسائل الاعلام لتثقيف هذه النماذج المتخلفة عقليا لان الانسان يجب ان يعيش لحياته في ديمومة هذه الحياة - شكرا لجميع القراء

الى إميل حداد
لارا -

تعليق رائع .شكراً

to Hind
Hamza -

i agree with you , Iraq needs a very good bath for the terrorists and their cities and the dirty countries that is giving the money

ليش العراق!!!!
مهدي العراقي -

الظاهر الكاتب عنده خبرة باهل العراق وخصوصا محافظة بابل ومركزها الحلة حتى يضرب الامثال بيها ... ايها الكاتب المسكين مقالك هذا هو اسوء من ان ينشر ... على ايه حال العراق اشرف واطهر من فضائيات العراة من الدول العربية ... والحر تكفيه الاشارة

اين رجال الدين
aws -

ليس هناك حكم بلاسلام بقتل الزانية او الزاني ولكن الحكم بلجلد مائة جلدة بعد شهود يحلفون بانهم شاهدوهم بلعين يزنون وساوا الاسلام بلعقوبة للزاني والزانية ومع ذلك رجال الدين لم نسمع راءيهم بهذا الموضوع يباركونه للمراءة ويخللونه للرجل اي انصاف هذا

الى تعليق رقم 8
سليم الجزائري -

على العكس تعليقك انفعالي وبائس جدا وينم عن جهل اقرا التحقيقات الاخرى والاخبار لترى اي لغة الاكثر صفاء.. التحقيق يتاول حقائق والحقائق دائما مرة عليكم يامن تدفنون رؤوسكم ليس في الرمال بل في الاوحال

القتل حرام
نبيل دمان -

لا يسلم الشرف الرفيع من الاذى/ حتى يراق على جوانبه الدم ..... ومن كان بلا خطيئة فليرمها بحجر...... لماذا تراقب المراة وتلاحق وتقتل...... اما الرجل فكل ما يفعله حلال ورجولة وشرف..... الا ايها الناس اتركوا المرأة، انها انسان وانها حرة في تفكيرها وتصرفها، وهي تتحمل وحدها مسؤولية اعمالها كما الرجال وانها تخضع للقانون المدني اسوة بالرجال، لماذا اهتزت الدنيا لمشكلة كاميليا شحاته فيما يقترف الموبقات ما لا حصر لهم من الرجال والنساء، انها سنة البشرية منذ نشوء الانسان على ارض الحياة. ان من لا عمل له تشغله هذه الامور الاجتماعية الطبيعية، والذي يعمل ويكد ليعيش، لا تشغله هذه الامور الثانوية، قياسا بقتل الناس الابرياء والاطفال في تفجيرات عشوائية او حرق بيوت الله كما حصل بمصر قبل يومين في حرق كنيستين.

تعليقات البعض
مصطفى -

بعض التعليقات انفعاليه وبعضها ينم عن جهل,واحد يتحدث ان الدين لم يامر بقتل الزاني والزانيه ونسي ان الرجم للمحصنين يعني القتل واخر يقول كلمة حق ثم يتبعها بقول باطل عندما يقول لماذا يتم غض الطرف عن الرجل وتحاسب المرأه ,نعم انا معك لكن ان تأتي وتقول دعو المرأه تفعل ماتريد فهذه حريتها,لاياعزيزي الحرية لاتعني الانحلال ابدا,انا عراقي والعراق بلد مثله مثل باقي البلدان القبليه لكنه ليس اسوئها بل نكاد نقول انه الاقل سوءا بين بلدان القبائل

الردع
عيال ال -

الحكم بشرع الله وهو خير لناس وهو رادع لمن يبحث عن الردع

غسل العار ;. ؟؟
د.علي النجفي -

غسل العار قتل يشرعنه المجتمع العراقي حفاظاً على الشرف ؟؟؟؟ايها الكاتب غسل العار منتشر في كل انحاء العالم وخصوصا في الدول الإسلامية غسل العار منتشر في الأردن واليمن وسوريا وحتى المغرب بلد الحرية السياحية وفي مصر بلدراقصات الرقص الرشقي وهز المؤخرة.

غسل العار ؟؟
د.علي النجفي -

غسل العار ;... قتل يشرعنه المجتمع العراقي حفاظاً على ;الشرف ؟؟؟؟ايها الكاتب غسل العار منتشر في كل انحاء العالم وخصوصا في الدول الإسلامية ،غسل العار منتشر في الأردن واليمن وسوريا وحتى المغرب بلد الحرية السياحية وفي مصر بلدراقصات الرقص الرشقي .