ابو عرب ولاجئون من دول عربية يغنون في رام الله لفلسطين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
رام الله: رغم سنه المتقدمة لا يزال المغني الفلسطيني ابراهيم صالح (81 عاما) المشهور باسم "ابو عرب" يلهم الفلسطينيين باغانيه الوطنية القديمة.
فقد هتف اكثر من الف فلسطيني غصت بهم قاعة قصر الثقافة في رام الله مساء الاحد باسم "ابو عرب" الذي يزور الاراضي الفلسطينية للمشاركة في ملتقى ثقافي، حينما غنى لهم اغانيه القديمة التي يعشقها الفلسطينيون.
ورغم ضعفه الواضح بسبب تقدمه في السن، حرص على الغناء ل"اللاجئين والاسرى والشهداء والجرحى الفلسطينيين". وقد قاطعه الجمهور الحاشد بالتصفيق اكثر من مرة.
وقال ابو عرب لوكالة فرانس برس ان تفاعل الشباب مع اغانيه القديمة "انما يعني ان كلماتي واغانيي لا زال لها معنى اليوم مثلما كان لها معانيها في الماضي".
واضاف "تفاعل هذا الكم من الجمهور الشاب مع اغانيي انما يعني ان الشعب الفلسطيني لا يزال ملتزما بحقوقه، ولا يزال هذا الشعب بحاجة للاغنية الوطنية الثورية الملتزمة".
وغنى ابو عرب الاتي من مدينة حمص السورية للمشاركة في مؤتمر ثقافي في الضفة الغربية، اغنيته الشهيرة "ما انسيتك يا دار اهلي " وكذلك "يا يما في دقة عابابنا" و"يا توتة الدار صبرك عالزمان ان جار".
والهب ابو عرب الحضور حينما غنى كلمات، قال انه الفها وغناها تلقائيا وهو يقف على المسرح، وجاء فيها "وصارت روحي تتجلى لما اوصلنا رام الله.. ودخيل اسمك يا الله تعمل على عودتنا".
وساد الصمت بين الجمهور، الذين فاق عددهم عدد مقاعد القاعة، حينما خرجت فتاة ترتدي الثوب الفلسطيني التقليدي المطرز، وعرفت على نفسها بانها دلال حسين من مخيم اليرموك للاجئين في سوريا.
وقالت بان والدها "استشهد" وهي تبلغ من العمر 40 يوما، مضيفة وهي تتنقل بين الجمهور "حينما كبرت وسألت لماذا استشهد والدي، قالوا لي بانه استشهد من اجل الوطن".
واضافت، بصوت خافت "وحينما وصلت ارض الوطن، بكيت وعرفت ان الوطن اكبر من ابي وعرفت لما ابي استشهد".
وابو عرب الذي يلقبه الفلسطينيون "شيخ المغنيين" لاجئ اضطر الى هجر قريته الشجرة في العام 1948، اثر قيام دولة اسرائيل، وانتقل الى مدينة حمص السورية.
ولم يتمالك العديد من الحضور انفسهم واسترسل بعضهم للبكاء، حينما رفعت ستارة المسرح ليظهر ابو عرب يتوسط نحو مئة لاجىء فلسطيني من سوريا ولبنان والاردن، وصلوا الاراضي الفلسطينية بتصاريح اسرائيلية خاصة للمشاركة في ملتقى ثقافي تربوي.
وحمل اللاجئون المحيطون بابي عرب مفاتيح عملاقة واعلاما فلسطينية، في اشارة الى تمسكهم بحق العودة.
وقال الشاب فادي زلوم (21 عاما) الذي تفاعل بشكل لافت مع اغاني ابو عرب "شعرت بان الدم تجمد في عروقي حينما رأيت مشهد ابو عرب يحيط به عشرات الفلسطينيين اللاجئين".
وعما يعنيه له ابو عرب، قال فادي "ابو عرب هو نموذج الرجل الفلسطيني الذي بقي على العهد في تمسكه باغانيه الثورية، وانا اشعر ان هذا الرجل هو جزء من تاريخ الشعب الفلسطيني".
وقال عبد المحسن عابده، الذي يعمل مستشارا للشؤون الشبابية لدى عدة مؤسسات اهلية، "ابو عرب شاعر ومغني الثورة الفلسطينية، وهو يؤدي رسالة في نقل حب الوطن من جيل الكبار الى الصغار".
واضاف " لهذا السبب الشباب يتفاعلون مع اغانيه، لانهم اكثر تفاعلا مع كل انسان يقربهم للوطن".
وقال عبد المحسن "اغاني ابو عرب كان ممنوعا علينا سماعها في اواسط السبعينات، واليوم ها هو يغنيها مباشرة امام الشبان، وهذا بحد ذاته ملهم لهم".
وغنى ابو عرب مع فرقته "ناجي العلي للموسيقى والغناء"، فيما قدمت فرقة "الحنين" القادمة من لبنان، اغاني فلسطينية قديمة، ومنها "طل سلاحي من جراحي "، وقدمت فرقة "الكوفية" عرضا راقصا عبرت فيه عن حق العودة للاجئين.
ويحيي الفلسطينيون في الخامس عشر من ايار/مايو الذكرى الثالثة والستين للنكبة الفلسطينية، بمسيرات حاشدة اضافة الى انشطة ثقافية وحتى رياضية للتعبير عن حقهم في العودة الى القرى التي هجروا منها في العام 1948.