أخبار

طاقم الأمن القومي الخاص بأوباما كان منقسماً بشأن غارة بن لادن

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

واجه الرئيس الأميركي باراك اوباما انقساماً في المشارات التي سبقت إصدار تعليمات بشأن غارة أسامة ن لادن، وكان قد رفض نصيحة عدد كبير من مستشاريه المتخصصين في الأمن القومي، الذين أعربوا عن قلقهم من الأخطار الكبيرة التي تحدق بالعملية، حيث فضّل المجازفة.

بن لادن كان يحرص على متابعة التغطيات الإخبارية المتعلقة به وبالقاعدة

القاهرة: أكد الرئيس الأميركي، باراك أوباما، أنه واجه انقساماً حاداً في المشاورات التي سبقت إصداره التعليمات الخاصة بشن غارة الأسبوع الماضي عبر القوات الخاصة على المجمع الذي كان يختبئ به زعيم تنظيم القاعدة، أسامة بن لادن، وأسفرت عن مقتله.

وفي مقابلة أجرتها معه محطة "سي بي إس" الإخبارية الأميركية، اعترف أوباما بأنه كان يمتلك فقط أدلة ظرفية تشير إلى تواجد بن لادن في ذلك المجمع الذي يقع في ابوت آباد شمال باكستان. وقال إنه لم تكن هناك صورة واحدة أو مشاهدة مؤكدة للرجل، وأنه كان يخشى أن تعثر قوات البحرية الخاصة "سيلز" على أمير من دبي بدلاً من الزعيم الإرهابي المسؤول عن هجمات الحادي عشر من أيلول/ سبتمبر الإرهابية.

وفي أول مقابلة يجريها منذ الإعلان عن خبر وفاة بن لادن يوم الاثنين الماضي، قال أوباما أيضاً :" ما أقصده هو أنه لم يكن بوسعنا الجزم بما إن كان يتواجد بن لادن هناك أم لا. وإن لم يكن هناك، فكانت ستحدث ثمة عواقب وخيمة". وفي تصريحاته الأكثر إيحاءاً بشأن ما كان يدوره في ذهنه خلال الأيام التي سبقت الغارة، قال أوباما إنه فكر في المخاطر وخلص إلى أنه يتعين عليه - بكل المقاييس- استغلال تلك الفرصة الواعدة لاعتقال أو قتل بن لادن بعد ما يقرب من عشرة أعوام. وبإقدامه على ذلك، أوضحت صحيفة واشنطن بوست الأميركية أن أوباما رفض نصيحة عدد كبير من مستشاريه المتخصصين في الأمن القومي، الذين أعربوا عن قلقهم من الأخطار الكبيرة التي تحدق بخطة إرسال قوات برية في عمق باكستان.

وأضاف أوباما "استنجت أن الأمر يستحق المغامرة. ولقد تكبدنا الكثير على صعيد الخسائر البشرية والمالية فيما يتعلق بمكافحة تنظيم القاعدة، منذ العام 2001. وقلت لنفسي إن سنحت لنا فرصة جيدة لتعطيل القاعدة بشكل سيء وليس هزيمتها بصورة تامة، فإن العملية تستحق ما قد بها من مخاطر سياسية وكذلك المخاطر التي يتعرض لها رجالنا، بعد مطاردة تكلفت مليارات الدولارات وامتدت قرابة العشرة أعوام".

وفي وقت مبكرة من صباح يوم أمس الأحد، قال كبير ضباط الأمن في البيت الأبيض، إنه لم تكن هناك أدلة على أن المخابرات أو الجيش أو المؤسسة السياسية في باكستان تعرف أي شيء بخصوص مخبأ بن لادن السري في مدينة يحميها الجيش على بعد 35 ميلاً من العاصمة. وفي نفس الوقت، واصل العديد من المسؤولين المحليين في منطقة ابوت آباد وغيرها من الأماكن في باكستان التشكيك في أن السلطات الحكومية لم تكن على دراية بتواجد بن لادن في تلك المنطقة المجاورة.

وأوضح أوباما في الإطار عينه أن بعض مستشاريه عبروا عن شكوكهم، التي شاركهم بعضها أيضاً، وتأمل المسؤولون الأمنيون طويلاً في السيناريوهات المحتملة وقاموا بدراسة نموذج مماثل لمجمع بن لادن الذي تم جلبه إلى البيت الأبيض. وعلى مدار يومي السبت والأحد الذين سبقا العملية، باشر أوباما مهام عمله التي كانت مخططاً لها في السابق، بينما كان يتأمل في خطورة الأحداث التي حركها.

وأتبع أوباما حديثه بالقول "لم تكن تعلم الأغلبية العظمى من كبار المساعدين لي أننا نقوم بذلك. وكنت أرغب في بعض الأوقات أن أتحدث عن هذا الموضوع مع مزيد من الأشخاص. وذلك لم يكن مجرد خيار. وطوال فترة عطلة نهاية الأسبوع، كان هذا كله ملقى على كاهلي". واعترف أوباما كذلك باندهاشه بعد أن علم أن بن لادن ظل مختبئاً في باكستان منذ عام 2005 دون أن ينجح في تحديد مكانه المسؤولون الأمنيون.

من جانبه، قال مستشار الأمن القومي توماس دونيلون إن باكستان لا تزال شريكاً حاسماً في محاربة تنظيم القاعدة، رغم التوترات الجديدة التي طرأت على العلاقة التي تجمع بين واشنطن وإسلام آباد بعد مرور أسبوع على الغارة التي استهدفت بن لادن. لكنه اعترف بأن المسؤولين الباكستانيين لم يتيحوا للأميركيين إمكانية الوصول إلى معلومات هامة تم تجميعها منذ وقوع الغارة ولم يسمحوا بإجراء مقابلات مع أي من أفراد أسرة بن لادن الموضوعين الآن رهن الاحتجاز في باكستان.

ومع أن البعض بداخل الحكومة الباكستانية يقولون في مجالسهم الخاصة إن شكوكاً تساورهم حول قدرة بن لادن على البقاء لسنوات في ابوت آباد دون بعض المساعدة الرسمية، إلا أن كبار مسؤولي الجيش والمخابرات ربما لم تكن لديهم معلومات مباشرة عن بن لادن، لكن عناصر بداخل الاستخبارات الباكستانية ربما كانت على دراية بذلك.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف