أخبار

العلاقات الاميركية الباكستانية في الحضيض والافق ضبابي

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: راى محللون ان الغارة الاميركية التي تمت خلالها تصفية اسامة بن لادن اغرقت الولايات المتحدة وباكستان في اخطر ازمة منذ ان تحالف البلدان في اطار "الحرب على الارهاب" التي اطلقها الرئيس الاميركي السابق جورج بوش.

وقالت ليسا كورتس التي عملت في السابق في وكالة الاستخبارات المركزية الاميركية (سي آي ايه) ووزارة الخارجية وهي اليوم محللة في هريتيج فاونديشن، ان واشنطن اعتقدت في البداية ان تصفية زعيم القاعدة على الاراضي الباكستانية ستحمل اسلام اباد المتهمة منذ بعض الوقت بالمراوغة، او اللعبة المزدوجة، على التعاون بشكل افضل في هذا المجال.

واضافت الخبيرة "بدلا من ذلك ابدت اسلام اباد معارضة شديدة وحاولت الظهور بمظهر الضحية". وبدلا من السعي الى تهدئة المخاوف الاميركية، قامت باكستان "برفع المزايدات".

وفي الواقع تصاعدت حدة التوترات منذ الغارة الاميركية، والاثنين رفض رئيس الوزراء الباكستاني رضا جيلاني الاتهامات بشأن وجود تواطؤ رسمي محتمل مع اسامة بن لادن ووصفها ب"السخيفة"، واتهم بدوره واشنطن بانها "احادية الجانب". بعد ذلك رفضت واشنطن الاعتذار عن الغارة التي قامت بها على اراضي حليفها.

وهذا التصعيد سيحث البرلمانيين الاميركيين الذين يسيطرون على الانفاق الفدرالي، على المطالبة بوضع شروط بشأن صرف مليارات الدولارات من المساعدات الاقتصادية والعسكرية التي تدفع لباكستان، في انتظار تعاون افضل من اسلام اباد.

وقالت كورتس "اعتقد ان العلاقات بين الولايات المتحدة وباكستان ربما هي في ادنى مستوى تاريخي. ومن الصعب رؤية اي منفذ في هذه النقطة"، لافتة في الوقت نفسه الى ان "البلدين يحتاج احدهما للاخر".

والولايات المتحدة تحتاج لباكستان طريقا لامداد قواتها المنتشرة في افغانستان البلد المحاصر، ولتنشر فيها اجهزة استخباراتها. لكن ايضا، وربما في شكل خاص، تريد الحفاظ على الروابط لكي لا تقع الاسلحة النووية الباكستانية "في ايدي ارهابيين" كما قالت ليسا كورتس.

اما اسلام اباد التي يعاني اقتصادها من ازمة، فتحتاج في المقابل للمساعدة الاميركية ولنفوذها على صندوق النقد الدولي.

ويرى مايكل اوهانلون من مؤسسة بروكينغز ان التوتر الحالي هو "على الارجح" اسوأ ازمة بين الحليفين منذ العام 2001.

وحذر هذا الخبير في العلاقات الدولية من "ان العلاقة تمثل استثمارا هائلا بالنسبة للطرفين، كلاهما بحاجة اليها. لكن ذلك لا يعني القول انها ستنجح او ستصمد".

وخلص الى القول "ان تغلب العقل في الجانبين، يمكن الخروج منها، لكن هذا الامر لا يمكن ان يتحقق بمجرد الابقاء على الوضع الراهن".

وعبر ليسلي غيلب من مجلس العلاقات الخارجية عن موقف اكثر تشددا، فالقى بمسؤولية الازمة بشكل واضح على اسلام اباد ودعا الى اجراء مراجعة للسياسة الاميركية حيال هذا البلد.

وراى هذا الخبير ان باكستان "كذبت بشكل منهجي" على الولايات المتحدة بشأن ما سماه دعمها لطالبان والقاعدة. وقال "ننخدع تماما ان اعتقدنا ان باكستان هي من اهم البلدان في العالم، وبامكاننا انقاذه".

واضاف "لكن طالما اصروا على خداعنا في افغانستان في اطار حربهم مع الهند، لا شيء هاما يمكننا ان نقوم به"، في حين ترى اجهزة الاستخبارات الباكستانية النافذة وكذلك الجيش في افغانستان الحدودية "عمقا استراتيجيا" في وجه جارها وعدوها الهندي.

وبالنسبة لليسلي غيلب، فان الاستنتاج لا بد وان يكون راديكاليا "اما نضع هذه العلاقات على اسس سليمة، او يمكن ان نترك للصينيين متعة الاهتمام بباكستان. لتكن مشكلتهم".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف