المتهم الرئيسي بالاعتداء في "أركانة" يعود إلى مراكش
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
الدار البيضاء: عاد المتهم الرئيسي في الاعتداء الإرهابي، الذي استهدف مقهى "أركانة"، صباح اليوم الأربعاء، إلى مدينة مراكش، لكن هذه المرة وسط حراسة أمنية مشددة وكثيفة، من أجل إعادة تمثيل عمليته التي أسفرت عن مقتل 17 وجرح 20، أغلبهم من السياح الأجانب.
وتقاطر مئات المواطنين على ساحة جامع الفنا من أجل متابعة سيناريو تنفيذ العملية، في وقت لم تبدو على المتهم الرئيسي أي علامات توتر، بينما ردد الحاضرون عبارات تستنكر وتدين الحادث، وتطالب بإنزال أقصى العقوبات على المشتبه فيه.
وانطلقت إعادة تمثيل الجريمة من محطة القطار، الذي استقله المشبته فيه من آسفي، وهو يحمل في يده قيثارة، وعلى ظهره حقيبة رياضية كبيرة، كما أنه كان يرتدي شعراً مستعاراً، إلى جانب قبعة، ونظارة سوداء.
وبعد أن صعد إلى الطابق العلوي في المقهى، وطلب مشروباً، جلس لفترة غير وجيزة، قبل أن يغادر ويترك الحقيبة تحت إحدى الطاولة، وما إن ابتعد لأمتار حتى ركب الرقم السري في هاتفه المحمول، ليدوي الانفجار القوي، الذي هز ساحة جامع الفنا.
وقبل أن يعود إلى محطة المسافرين، حسب ما جاء في أطوار عملية إعادة تمثيل الجريمة، عمد المتهم الرئيسي إلى التخلص من الشعر المستعار، كما أنه حلق ذقنه في إحدى الحدائق، بالقرب من المحطة الطرقية، حيث ركب الحافلة المتوجهة إلى مدينة آسفي، التي يملك ب محلا لبيع الأحذية المستعملة.
ويأتي هذا في وقت جرى إلقاء القبض على ثلاث مشتبه فيهم آخرين يعتقد بأنهم كانوا يعملون بالعملية، لكن لم يبلغوا عنها، ما يجعل عدد الموقوفين في هذا الحادث يصل إلى ستة.
ومن المنتظر أن تجري إحالة المتهم، خلال الأسبوع الجاري، على قاضي التحقيق من أجل مباشرة الاستماع إليه، في انتظار انطلاق محاكمته، التي ستعرف متابعة إعلامية واسعة.
من جهة أخرى، أفادت الوكالة التلغرافية السويسرية، أمس الثلاثاء، بأن النيابة العامة السويسرية فتحت تحقيقا في ارتباط بالاعتداء الذي استهدف مدينة مراكش. وأوضحت الوكالة، استنادا إلى المتحدثة باسم النيابة العامة جانيت بالمير، أن المسطرة التي اتخذتها النيابة العامة موجهة ضد مجهول، مذكرة بأن ثلاثة من ضمن القتلى الـ 17 الذي سقطوا نتيجة هذا الاعتداء هم مواطنون سويسريون كانوا في عطلة بالمغرب.
وأضافت بالمير أن النواب الفيدراليين على اتصال وثيق بالسلطات المغربية دون أن تقدم مزيدا من التوضيحات. وتسببت قوة الانفجار في إحداث ثقب بـ70 سنتم، مخلفا خسائر مادية مهمة داخل وخارج المقهى، كما تم العثور على مسامير حديدية في عين المكان وفي أجسام القتلى. وجرى اتخاذ جميع التدابير الأمنية على صعيد مجموع التراب الوطني من أجل ضمان النظام والأمن في مواجهة أي تبعات لهذا المشروع الإجرامي والتصدي له بكل حزم ويقظة.