فتاة مثليّة سورية تتطلع إلى الحرية في بلدها

لندن: في بلد مثل سوريا يحظر المثلية الجنسية تقدم مدونة تدعى أمينة عبد الله المعنونة "فتاة مثلية في دمشق" ما تقول انها "افكار فتاة سورية مثلية عن الحياة والكون وما الى ذلك". وتقدم أمينة من خلال عدسة حياتها الخاصة بوصفها فتاة مثلية في سوريا، معلومات تبعث على القلق بشأن الوضع في بلدها.

بدأت امينة مدونتها في 19 شباط/ فبراير بعنوان "هل هذا فجر أو غسق. ما الذي يمكن ان يتوقعه المثليون العرب إزاء التغيرات الجارية الآن؟" ولكن امينة لم تلفت انتباه العالم اليها إلا في 29 نيسان/ أبريل بمدونتها الموسومة "والدي البطل".

وتروي امينة في هذه القصة كيف كان رد فعل والدها عندما حضر رجال الأمن الى منزلهم لاتهامها بـ"التآمر ضد الدولة والتحريض على الانتفاضة المسلحة والعمل مع عناصر أجنبية".

وتصف كيف دافع والدها عنها وأقنعهم بالرحيل قائلا لرجال الأمن "انها ليست من عليكم ان تخافوه بل يجب ان تكيلوا المديح لها ولأمثالها. فهم الذين يقولون علوي، سني، عربي، كردي، درزي، مسيحي، لا فرق، الجميع سيكونون متساوين في سوريا الجديدة. وهم الذين سيدافعون عن امك وشقيقاتك إذا جاءت الثورة. وهم الذين يقاتلون الوهابيين بكل جدية. وأنتم البلهاء تخدمونهم بالقول ان كل سني سلفي وكل محتج سلفي وكلهم العدو لأنكم حين تفعلون ذلك فان هذا ما ستجنون".

وتقول امينة فرحة بما حصل "ان والدي هزمهم! لا بالسلاح بل بالكلمات.... والدي بطل. وكنتُ دائما اعلم ذلك.... لكني الآن متأكدة...". وتنقل مجلة تايم عن امينة ان والدها قال انه لن يرحل حتى تأتي الديمقراطية أو يموت، فقطعت هي ايضا على نفسها عهدا بذلك.

ولكن السلطات لم تكف عنها وفي الاسبوع الماضي قالت امينة عبد الله في مدونة بعنوان "الانتقال تحت الأرض"، ان والدها الشيخ قرر ان تهرب من البيت. وقال لها "انهم عادوا يسألون عنك. وهذه المرة لا استطيع شيئا. ارحلي الى مكان آخر ولا تقولي لي أين تكونين. مع السلامة. محبتي".

أخذت امينة بنصيحة والدها ونقلت حياتها ومتعلقاتها الى مكان آخر. وكتبت متشبثة بالأمل ومتوقعة ان تكون سوريا حرة قريبا: "لا أريد الاستشهاد، حتى من أجل قضيتي. لذا سأفعل ما بوسعي كي أبقى حرة". يتضح من مدونات امينة عبد الله ان الغموض يكتنف مستقبلها ومستقبل بلدها سوريا. ولكنها تبقى صافية الذهن على نحو يثير الاعجاب رغم الغليان. وكتبت: "أُريد ان أعيش في بلد حر، ولا أُريد الرحيل".