المصريّون يتصدّون لمحاولات الإنقضاض على مكاسب الثورة

تشهد العاصمة المصرية الجمعة حالة من الزخم في الشارع. ففي الوقت الذي دعا فيه نشطاء واعضاء ائتلاف شباب الثورة الى مليونية للوحدة الوطنية، دعت اللجنة التنسيقية للمسيرة الشعبية إلى فلسطين عن إنطلاق مسيرة لتأييد الشعب الفلسطيني في انتفاضته.

القاهرة: دعت عدة قوى سياسية لتنظيم مليونية للوحدة الوطنية في ميدان التحرير الجمعة للتأكيد على أن المسلمين والمسيحين سيكونون يداً واحدة لمواجهة كافة المحاولات من أجل الانقضاض على مكاسب ثورة 25 يناير مؤكدين أن الشعب يحمي ثورته ويدافع عنها.

وشارك في الدعوى الجمعية الوطنية للتغيير التي يترأسها الدكتور محمد البرادعي المدير السابق لوكالة الدولية للطاقة الذرية والمرشح المحتمل لانتخابات الرئاسة بالإضافة الى النائب البرلماني حمدين صباحي المرشح لانتخابات الرئاسة وائتلاف شباب الثورة ومئات الأقباط المعتصمين أمام مبنى الإذاعة والتليفزيون منذ يوم الأحد الماضي، احتجاجا على عدم محاسبة المسؤولين عن أحداث العنف التي ترتكب ضدهم وانتظاراً لوعود الحكومة بإصدار حزمة من القوانين لمنع التمييز على أساس طائفي.

واتهمت القوى السياسية الداعية للمليونية فلول النظام السابق وضباط بجهاز امن الدولة المنحل في تنفيذ مخططات مدعومة من قوى خارجية من أجل إثارة النعرة الطائفية في مصر والانقضاض على مكتسبات ثورة يناير.

وأكدوا أنهم سيقيمون صلاة الجمعة والترانيم بميدان التحرير على أن يتم انهاء كل مظاهر المليونية قبل مساء اليوم مشددين على أنه لا نية للاعتصام في ميدان التحرير مجددا.

وقال ناصر عبد الحميد عضو ائتلاف شباب الثورة في إفادة لـ"إيلاف" ان القرارات التي تم اتخاذها من مجلس الوزراء في حضور ائتلاف شباب الثورة بشأن التشريعات اللازمة، هي خطوة جيدة مشيرا الى أن الأهم في الوقت الحالي هو تنفيذ هذه القرارات والبدء في تفعيلها على أرض الواقع.

وأوضح أن تنفيذ القرارات هو السبب الذي سيجعل الأقباط المعتصمين أمام ماسبيرو يبدأون في الانصراف وفض الاعتصام مشيرا الى أن الحوار وتفعيل سيادة القانون سيجعل الجميع يشعر بالراحة والامان.

"من الممكن أن تعود فلول انظام الشاب إلى ممارسة أعمالها لإجهاض الثورة لكن يجب علينا اتخاذ الإجراءات التي تجعلهم يخافوا من الإقدام على ذلك". هكذا أوضح عبد الحميد استمرار مخاوف شباب الائتلاف من نشاط فلول الحزب وطني المنحل.

وأوضح محمد الفقي عضو اللجنة التنسيقية لائتلافات شباب الثورة في إفادة لـ"إيلاف" إن "المليونية ليس هدفها فقط رفض ما يقوم به فلول الحزب الوطني المنحل وإنما للتأكيد على أن شباب الثورة الذين قاموا بها لا يزالوا قادرين على حمايتها والوقوف في وجه من يحاول الانقضاض عليها لأن محاولاتهم لجعلنا نتندم على أيام الاستقرار الامني في عهد مبارك، أمر لن يحدث مطلقا."

وأشار الى أن الدعوات الى المليونيات مستمرة ما دام الأمر يستدعي ذلك لافتا الى أنهم حاولوا التفاوض مع الشباب القبطي المعتصم أمام ماسبيرو لكنهم فشلوا في إقناعهم بفض الاعتصام.

وشدد على أن مسار الثورة لا يزال معرض للخطر ومحفوف بالمخاطر بسبب فلول النظام السابق الذين لم يستسلموا بعد مشيرا الى أن الشعب لن يسمح لهم بدفع البلاد الي طريق مظلم.

وتوقع الدكتور سامي السيد أستاذ العلوم السياسية في إفادة لـ"إيلاف" أن يشارك في مليونية الوحدة الوطنية عدد كبير من عشرات الالاف وسط حضور كثيف من الأقباط موضحا أن الأقباط أكثر فئة حريصة على أن تسود الوحدة الوطنية بينهم وبين المسلمين.

وأشار الى أن تصرفات وتصريحات عدد من قيادات المشايخ السلفية باتت تشكل خطرا على المجتمع وعلى علاقة المسلمين بالأقباط لافتا الى أن قيادات من الجماعة السلفية ستشارك في المليونية من أجل تحسين صورتهم.

واكد أن الانتقادات الموجهة للحكومة بسبب عدم تعاملها بحزم في معالجة الملف الطائفي قد بدأت تجني ثمارها مشيرا الى أن استجابة الحكومة لمطالب الشباب بتفعيل سيادة القانون وإصدار تشريعات وقوانين لمناهضة التمييز على أساس ديني، ستساهم في خلق حالة من الشعور بالرضا لدى الأقباط.

وشدد السيد على ضرورة أن تلتزم الحكومة بهذه القرارات بحيث يتم توسيع قاعدة الأقباط المشاركين في المناصب القيادية وكسر احتكار وجود اثنين من الوزراء الأقباط في الحكومة ومحافظ قبطي لافتا الى أن الالتزام بمثل هذه القرارات لا بد أن يأتي من أعلى لأسفل حتى يشعر به الأقباط بطريقة مباشرة.

الى ذلك، يواصل مئات الأقباط اعتصامهم أمام مبنى التليفزيون وسط عمليات تأمين كبيرة من قوات الجيش والشرطة رافضين كافة المحاولات التي يقوم عشرات المواطنين بإقناعهم بفتح الطريق وفض الاعتصام وسط حالة غضب من العاملين في الأماكن المحيطة بمنطقة الاعتصام بسبب اضطرارهم للسير لفترة طويلة ناهيك عن الشلل المروري الذي تشهده منطقة وسط القاهرة.

وقال عدد من الأقباط المعتصمين في بيان أصدروه اليوم وحصلت إيلاف على نسخة منه أنهم يقدرون جهود الدكتور عصام شرف رئيس الورزاء والمجلس العسكري ويرحبون بقراراته مؤكدين في الوقت نفسه على الاستمرار في الاعتصام لحين تنفيذ كافة مطالبهم.

وفي سياق منفصل، دعت اللجنة التنسيقية للمسيرة الشعبية إلى فلسطين لمسيرة سلمية تتحرك من ميدان التحرك باتجاه السفارة الإسرائيلية بالقاهرة عصر الجمعة للإعلان عن تأييد الشعب الفلسطيني في انتفاضته المقررة 15 مايو وذلك وسط مشاركة عشرات الناشطين الذي أعلنوا اعتزام المشاركة في المسيرة.

كما دعت اللجنة الى قافلة تنطلق من ميدان التحرير يوم السبت باتجاه معبر رفح الحدودي للاعتصام أمامه لمدة يوم واحد بالإضافة الي مشاركة شباب من القافلة وحركة 6 أبريل وعدد من النشطاء في اعتصام أمام منزل السفير الإسرائيلي بالقاهرة ومقر السفارة وفرع القنصلية بفلسطين كتعبير عن التضامن مع الشعب الفلسطيني.

كانت اللجنة قد تراجعت في ساعة مبكرة من صباح الخميس عن اعتزامها دخول معبر رفح ومشاركة الشعب الفلسطيني انتفاضته مكتفية بالمبيت في المنطقة المحيطة بالمعبر.