أخبار

مجدل شمس: الفلسطينيون عبروا حقول الالغام لتوصيل رسالة العودة

قرائنا من مستخدمي تلغرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك

عبّر سكان مجدل شمس الحدودية السورية المحتلة عن اعجابهم بشجاعة الفلسطينيين الذين قصوا الشريط الحدودي بين سوريا واسرائيل عابرين حقل الألغام.

قرية مجدل شمس كبرى قرى الجولان

مجدل شمس: يتحدث سكان قرية مجلس شمس الحدودية السورية المحتلة باعجاب عن شجاعة الفلسطينيين الذين وبعد 63 عاما من النزوح قصوا الشريط الحدودي بين سوريا واسرائيل وعبروا حقل الالغام الذي كان يثير فيهم الرعب.

وقال مسؤول العلاقات العامة في المرصد العربي لحقوق الانسان في الجولان سلمان فخر الدين لوكالة فرانس برس "عندما بدأ الشبان بالعبور من حقل الالغام، راحد قلبي يخفق بشدة من الخوف، فقد كنا في كل لحظة نخشى انفجار احد الالغام".

لقد حاولت الشرطة السورية الموجودة على القمة في الجهة المقابلة منع المجموعة الاولى من الشباب اللاجئين الذين جاءوا من مخيمات سوريا، لكن المجموعة الثانية دخلت واجتازت الشريط. ويقول فخر الدين "كانت هناك دورية واحدة اسرائيلية طلبت الدعم، وراح افرادها يطلقون النار على الشبان".

واضاف "هرع اهل البلد على وقع سمع اطلاق النار. كان الشبان صناديد. كلنا استقبلناهم وشاركناهم مظاهراتهم واغانيهم. واحد كان يقول انا من صفد واخر يقول انا من ترشيحا. وعندما دخلوا تخيلت كيف كانت عائلات اللاجئين تحمل الصرر وتعبر الحدود في مثل هذا اليوم، بالاتجاه المعاكس".

وتابع سلمان فخر الدين "عاد اللاجئون إلى سوريا ومعهم شهداؤهم وجرحاهم. لقد ودعناهم بقلوبنا".

ويعيش في مجدل شمس نحو عشرة الاف سوري.

وقال عبدالله رباح البائع في محل للبيتزا، "عشنا على مدى ستين عاما وهما اسمه حقل الالغام. لم نتوقع ان يجتازوا الشريط الحدودي لانهم عندما بداوا بقصه لم يكن الاسرائيليون متواجدين".

ومنذ مساء الاثنين وضع الجيش الاسرائيلي شريطا جديدة، ونصب اعمدة حديدية كما قام بتمشيط المنطقة التي كانت مليئة بالحجارة التي اشتبك فيها اللاجئون القادمون الى الحدود السورية مع الجيش الاسرائيلي.

اما الشيخ عارف ابو جبل من وجهاء قرية مجدل شمس، فقال لفرانس برس "كانت مفاجأة لنا. لم اشد بداية قدومهم. كان الجيش يريد اعتقالهم لكن عملنا جهدنا لكي نخرجهم بحماية، كرامة لهم وكرامة لنا، وحفاظا على ارواحهم. وهذا ما حصل".

واضاف "وافق الجيش على ان يعودوا ادراجهم على شرط ان لا يقوموا برشق الحجارة او بأي اشكاليات اخرى. رافقناهم وكنا نحو 50 شيخا من شيوخ البلد، وكذلك ودعهم عدد كبير من سكان البلد".

واكد "خفنا عليهم عندما قدموا. لقد تفاعلنا معهم كيف ضحوا بانفسهم وعبروا حقل الالغام الذي شكل لنا لاجيال حالة رعب، فقد استشهد اثنان من شبابنا عام 1975 فيه".

وتسير دوريات من الجيش والشرطة الاسرائيلية في البلد حيث نصب الشبان العلم الفلسطيني على نصب الشهداء في ساحة سلطان باشا الاطرش. لكن الشرطة انزلته.

وقال سامي مرعي "ابو علي" وهو يطوي العلم الفلسطيني بعد ان انزله عن عمود للكهرباء، "كل شىء في وقته حلو. انزلته حفاظا على كرامة العلم. كان هناك علم على سيف سلطان باشا الاطرش وانزلته الشرطة الاسرائيلية، وخوفا من اهانة العلم على ارض سوريا مجدل شمس، انزلته وساحتفظ به في بيتنا وفي قلوبنا".

وقالت نادين صفدي (29 عاما) "اول شاب التقيت به كان عطشانا طلب شربة ماء. لقد اجتازوا الحدود بدون ماء ليحملوا رسالة للعالم انهم يريدون العودة الى بلادهم لا يخافون من الموت. كانت ووجوههم تتألم".

ومن جهته قال سميح ايوب "ما مر بالامس يمر علي مثل حلم او فيلم. ما حصل يوم امس كسر كل القيود، وجعل قضية حقول الالغام وكأنها كذبة. ممكن ان يكون الطمي غطى هذه الالغام او ان الحرائق المتعددة التي اندلعت عدة مرات عطلتها".

واوضح "الاهم من ذلك هي ارادة الجماهير، فحتى الالغام لا تستطيع الوقوف امامها، وما لم تفعله الجيوش العربية فعله الشبان الفلسطينيون".

واكد ايوب "ان العبرة في هذا ان حكومات اسرائيل ظنت ان بموت الاجيال القديمة سينهي مشكلة اللاجئين وانها ستدفن مع كبارهم، ولكن احفادهم هم الذين جاءوا مع مفاتيح العودة ولم ينسوا القضية الفلسطينية واجتازوا حقل الالغام".

وقالت الناطقة باسم الجيش ان الشرطة تمشط المنطقة بحثا عن متسللين سوريين وتمكنت من اعتقال سائق مقدسي مع متسلل سوري.

واضافت "ان التعزيزات ستتواصل من اجل منع سوريين اخرين من اجتياز الحواجز والشرطة والجيش يعملان لمنع ذلك".

احتلت اسرائيل عام 1967 هضبة الجولان السورية التي لم يبق فيها سوى خمس قرى من اصل 164 قرية هدمتها وهجرت سكانها. وضمت اسرائيل الجولان المحتل عام 1981، ولكن من بقي من سكان الهضبة وعددهم اليوم حوالى 18 الف سوري من الدروز يرفضون جميعهم تقريبا الهوية الاسرائيلية.

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف