لا تنازلات متوقعة من نتانياهو خلال زيارته لواشنطن
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على تويتر
إضغط هنا للإشتراك
القدس: يتوقع ان يواصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتانياهو خلال زيارته الى الولايات المتحدة الخميس النهج نفسه الذي اعتمده خلال سنتين في السلطة والقائم على التوفيق بين المطالب الاميركية بتقديم تنازلات لاحراز تقدم في عملية السلام، والضغوط من ائتلافه اليميني للبقاء على مواقفه.
ويغادر نتانياهو الخميس الى الولايات المتحدة في زيارة مهمة يتوقع ان يحدد خلالها مع الرئيس الاميركي باراك اوباما رؤيتيهما لاتفاق سلام محتمل. واهم محطات الزيارة ستكون الخطاب الذي سيلقيه في 24 ايار/مايو امام الكونغرس في واشنطن ويعرض فيه سياسته. لكن المحللين حذروا من توقع تنازلات من قبل رئيس الوزراء الاسرائيلي.
وسيحاول نتانياهو في المقابل ايجاد توازن بين الضغوط التي يمارسها اوباما والتوقعات من شركائه المتشددين في الاتئلاف الحكومي الذين يعارضون تقديم اي تنازلات للفلسطينيين. ومن غير المتوقع بالتاكيد ان يقدم حوافز تكفي لاعادة الفلسطينيين الى طاولة المفاوضات او اقناعهم بالتخلي عن محاولة الحصول باعتراف دولي بالدولة الفلسطينية امام الامم المتحدة في ايلول/سبتمبر.
ويقول ايتان جلباع الخبير في العلاقات الاميركية-الاسرائيلية في جامعة بار ايلان قرب تل ابيب ان اي فرص لتقديم نتانياهو اكثر من ذلك تبددت اثر اتفاق المصالحة المفاجىء بين حركتي فتح وحماس. واوضح "الخطة الاساسية كانت تقوم على اعلان مبادرة ما" لاستئناف مفاوضات السلام المباشرة وثني الفلسطينيين عن مشروعهم التوجه الى الامم المتحدة.
واضاف "الطريقة الوحيدة لاجراء مفاوضات هي تقديم بعض التنازلات الاسرائيلية كانت لتقدمها الولايات المتحدة للفلسطينيين باعتبارها تشكل تغييرا في الموقف الاسرائيلي". وقال "لكن الان مع الاتفاق (بين حماس وفتح) تغيرت الامور".
وتقول اسرائيل ان ليس بامكانها بحث اتفاق سلام مع حكومة فلسطينية تشمل حماس التي تدعو الى تدمير اسرائيل. وفي المقابل سيحاول نتانياهو تركيز جهوده لاقناع اوباما بان اسرائيل لا تتحمل مسؤولية انهيار عملية السلام وبرفض محاولة الفلسطينيين الحصول على اعتراف دولي في الامم المتحدة.
وقال مارك هيلير من جامعة تل ابيب "سيحاول القيام بذلك عبر تقديم وعود غامضة محتملة حول التزام اسرائيل بعملية سلام ومفاوضات". وستكون مقاربة حساسة جدا لنتانياهو الذي تتسم علاقته باوباما بالفتور عموما.
ويغادر نتانياهو في زيارته الى الولايات المتحدة التي تستغرق ستة ايام بعد ساعات على خطاب اوباما الذي يتوقع ان يعرض خلاله رؤيته للشرق الاوسط ويلقيه في مقر وزارة الخارجية. وسيلتقيان في اليوم التالي في البيت الابيض وسيلقيان ايضا خطابين خلال المؤتمر السنوي للجنة العلاقات العامة الاميركية-الاسرائيلية (ايباك).
والمح نتانياهو في خطابه امام الكنيست الاثنين الى المقاربة التي سيعتمدها. وفي اطار عرضه لمطالبه لاتفاق سلام محتمل، شدد نتانياهو على ان كتل الاستيطان الكبرى في الضفة الغربية يجب ان تبقى "داخل حدود دولة اسرائيل".
وفسرت وسائل الاعلام الاسرائيلية ذلك على انه اشارة الى رغبته في اخلاء مستوطنات اخرى معزولة. لكنه استبعد ايضا اي محادثات مع حكومة فلسطينية تشمل حماس. ورأى بن كاسبيت احد ابرز معلقي صحيفة يديعوت احرونوت ان نتانياهو يحاول ارضاء الجميع.
وقال "رئيس الوزراء نجح في الدوران بشكل لافت من اليسار الى اليمين في الوقت نفسه". ويرى اخرون ان تنازلات نتانياهو على رغم اهميتها في اطار السياسة المحلية الاسرائيلية، تبقى ضعيفة جدا ولا ترضي المجموعة الدولية.
وكتب يوسي فيرتر في صحيفة "هآرتس"، "لا مسؤول اميركي او اوروبي سيتاثر بسماع رغبة نتانياهو بالتخلي عن مستوطنات معزولة، قد لا يصدقونه على الارجح". وحتى المقربين من نتانياهو يقرون بانه من المتوقع حصول بعض المناورات خلال زيارة نتانياهو هذه لكنهم اشاروا الى انه سيبقى على مواقفه. وقال وزير النقل الاسرائيلي اسرائيل كاتز وهو من الليكود للاذاعة العامة الاسرائيلية ان "رئيس الوزراء يواجه وضعا معقدا، لديه تفويض ولديه رؤية ولن يخون ذلك".