موقف الليبيين الأميركيين بين ناريين
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك
حين اصدر مجلس الأمن الدولي في آذار/ مارس الماضي قرارا يجيز قصف التحالف الدولي لقوات الزعيم الليبي معمر القذافي تعالت زغاريد النساء في بيت عائلة حرويس الأميركية ذات الأصل الليبي.
وفي غضون دقائق كتبت تسبيح حرويس وهي طالبة في التاسعة عشرة من العمر، في مدونتها أنها تأخذ الجميع بالأحضان وأن مشاعرها تطفح بالمحبة الآن.
وقالت تسبيح التي هاجر والدها من ليبيا إلى الولايات المتحدة أن اصدقاءها اتصلوا بها وبدأت هتافات التكبير. وكانت الأجواء أجواء عرس.
في الأسابيع التي سبقت قرار مجلس الأمن الذي خول الولايات المتحدة وحلفاءها بتوجيه ضربات جوية دعما للانتفاضة ضد نظام القذافي حاولت تسبيح حرويس أن تتصالح مع موقفها الغريب الذي وجدت نفسها فيه مع آخرين من الليبيين الأميركيين.
ونقلت صحيفة لوس انجيليس تايمز عن تسبيح "انه كان واقعا غريبا بديلا حيث تطلب من الآخرين أن يقصفوا بلدك".
والى جانب التجاذب العاطفي والمشاعر المتضاربة تعين على الليبيين الاميركيين ان يواجهوا غضب عرب اميركيين آخرين إذ يضعون نصب اعينهم استمرار الدور الاميركي في العراق ينظرون بريبة الى التدخل الغربي في بلد نفطي آخر في الشرق الأوسط.
ومع انتشار موجة الانتفاضات الشعبية ضد عقود من الدكتاتورية شارك مهاجرون اميركيون من بلدان شرق اوسطية مختلفة، يجمعهم احساس بالوحدة العربية، في تظاهرات حاشدة تأييدا لهذه الثورات. ولكن العرب الاميركين انقسموا بسبب الاختلاف على التدخل الغربي في ليبيا الذي نال تأييد الجامعة العربية ومجلس التعاون الخليجي.
وإزاء التاريخ الدموي لعهد القذافي استبشر كثير من العرب الاميركيين باندلاع الثورة على العقيد ، كما قال جمال نصار عضو اسرة تحرير فصلية دراسات عربية وهي مجلة تُعنى بقضايا الشرق الأوسط. ولكن مع تصاعد الدعوات الى فرض حظر جوي بدأت الشكوك تساور كثيرين. وقال نصار وهو عميد كلية العلوم الاجتماعية والسلوكية في سان برندينو بولاية كالفورنيا ان هناك تركة ثقيلة موروثة من العقود الماضية بسبب الاستعمار الغربي.
وقال عصام عميش رئيس اللجنة السياسية للمجلس الليبي في اميركا الشمالية الذي شُكل لدعم الانتفاضة الليبية ان اعضاء المجلس يعرفون ان دعوتهم الى التدخل تستنزل عليهم انتقادات اشقاء عرب ولكن الانتقادات صعبة رغم هذه المعرفة. واضاف انه وناشطين آخرين مناوئين لنظام القذافي اجتمعوا مع اعضاء في مجلس الأمن القومي الاميركي عدة مرات للمطالبة بالتدخل ولكنه كان قلقا من ان يعلو صوت المعارضين للعمل العسكري على صوتهم.
وكان جيمس زغبي رئيس المعهد العربي الأميركي في واشنطن حذر قبل أن تبدأ غارات حلف شمالي الأطلسي في 19 آذار ـ مارس وبعدها من تورط الغرب في ليبيا بقيادة الولايات المتحدة ، وهو موقف قال انه يعكس مشاعر القلق في أوساط العرب الأميركيين. واعتبر زغبي انه لو أرسلت الجامعة العربية قوات للتدخل في ليبيا لما كان هذا التحفظ ولكن "حقيقة أن قوى استعمارية هي المسؤولة عن الوضع البائس الذي ما زالت المنطقة تكافح للخروج منه تخلق بعض المشاكل".
وقالت اسما سعد التي بادرت إلى تأسيس منظمة جديدة لمناهضة نظام القذافي في جنوب كاليفورنيا انها تعرف كثيرا من العرب الأميركيين الذين يؤيدون الثوار الليبيين ولكنهم لا يؤيدون الغارات الأطلسية وخاصة بعد وقوع خسائر بين المدنيين. ولكن اسما التي ولدت في بنغازي وهاجرت مع والديها حين كانت في عامها الثاني قالت إن أعداداً اكبر كانوا سيموتون لولا التدخل. وأشارت إلى أن العرب الأميركيين كانوا الأقل تفهما وهم يشعرون بالصدمة حين يرون ليبيين يريدون التدخل. وأضافت أنها كانت تبكي أحيانا متسائلة "لماذا لا يفهم الناس وضعنا".