المانحون اليهود يهددون حملة اوباما بقطع التمويل

حذر مانحون ومتبرعون يهود، القائمين على حملة اعادة انتخاب باراكاوباما لفترة رئاسية جديدة من ان الرئيس الاميركي يواجه خطر حرمانه من دعمهم المالي بسبب توجساتهم إزاء تعامله مع اسرائيل.

ولاحظ مراقبون ان تذمر المانحين اليهود بدأ في وقت مبكر من ولاية الرئيس باراك اوباما لأنهم يعتقدون ان اوباما يتخذ موقفا متشددا من اسرائيل.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن مانحين يهود ان اوباما مارس ضغوطا شديدة على القادة الاسرائيليين لوقف بناء مستوطنات جديدة في "اراض متنازع عليها". كما ابدى آخرون قلقهم لأنهم يرون ان اوباما يضغط على الاسرائيليين أكثر من الفلسطينيين معبرين عن خيبة أملهم ايضا لأن اوباما لم يزر اسرائيل حتى الآن.

وقال مايكل آلدر وهو مسؤول كبير في تنظيم حملات جمع التبرعات للحزب الديمقراطي في ميامي انه دعا جيم مَسينا مدير حملة اعادة انتخاب اوباما الى تكثيف نشاطه في مواجهة الاعتقاد السائد في الأوساط اليهودية بأن اوباما يكثر من انتقاد اسرائيل.

وأكد مراقبون ان من الصعب تحديد سعة انتشار هذه الشكاوى بين اليهود لا سيما وان كثيرا من اليهود يؤيدون سياسة اوباما في الشرق الأوسط وبرنامجه في الداخل. ولكن جامعي التبرعات لحملته يقولون انهم يسمعون بانتظام تذمرا بين بعض المؤيدين اليهود.

وطلبت حملة اوباما من بيني بريتزكر رئيسة تمويل حملة اوباما في عام 2008 ان تتحادث مع القادة اليهود بشأن مخاوفهم. وقالت انها حتى الآن التقت نحو ستة منهم وان الحملة تعمل على تشكيل فريق أكبر لإجراء اتصالات مماثلة.

ونقلت صحيفة وول ستريت جورنال عن بريتزكر ان هناك الكثير من الأوهام وسوء الفهم عن سجل الادارة وان حملة اوباما تعمل جاهدة على ضخ معلومات لتصحيح ذلك.

ويأمل بعض اليهود من مؤيدي اوباما بأن يزور الرئيس الاميركي اسرائيل تعبيرا عن الدعم بعدما زار العديد من البلدان المسلمة. وخلال اجتماع مع مدير الحملة مسينا في فلوريدا هذا العام سأله متبرع يهودي متى سيقوم اوباما بهذه الزيارة. فأجاب مسينا انها مدرجة على برنامج الرئيس بكل تأكيد. وقالت نانسي جبلرت التي حضرت الاجتماع لصحيفة وول ستريت جورنال ان الحاضرين كانوا سعداء بأن الزيارة قيد الدرس على اقل تقدير.

في عام 2008 كانت نسبة الناخبين اليهود 2 في المئة من المجموع ، بحسب استطلاعات رأي الناخبين بعد خروجهم من مراكز الاقتراع. وصوت نحو 78 في المئة من الناخبين اليهود لصالح اوباما بالمقارنة مع 74 في المئة صوتوا لصالح المرشح الديمقراطي جون كيري في انتخابات 2004.

في غضون ذلك قالت مجلة فورين بولسي ان اوباما سيتناول في خطابه حول الشرق الأوسط اليوم قضايا اساسية عديدة تواجه الولايات المتحدة في المنطقة. ولكن هناك موضوعة مركزية واحدة ستبقى مسكوتا عنها رغم ان تأثيرها في السياسة الخارجية الاميركية اللاحقة يفوق تأثير أي قضية أخرى ، تلك هي انحسار النفوذ الاميركي في المنطقة الذي سيبلغ أدنى مستوياته منذ الحرب العالمية الثانية ، بحسب المجلة.

واشارت مجلة فورين بولسي الى التطورات التي جرت وتجري في تونس ومصر وليبيا واليمن والبحرين وسوريا والاردن واسرائيل والأراضي الفلسطينية قائلة ان ادارة اوباما لا يمكن ان تعتمد المعالجات المستهلَكة نفسها في التعامل مع اوضاع تختلف اختلافا جذريا عن السابق من حيث اللاعبين والرهانات والسياق التاريخي والقوى المحركة. واستعرضت المجلة التحديات التي تواجه الولايات المتحدة في المنطقة والعالم ، ابتداء بالقضية الفلسطينية والنزاع العربي ـ الاسرائيلي وتداعيات الربيع العربي مرورا بالبرنامج النووي الايراني والسعي الى تطويق الانتشار النووي عموما ، ومرحلة الخروج من العراق ثم من افغانستان وعلاقة الولايات المتحدة بباكستان وتطلع الأكراد الى الاستقلال ومحاولات ايران وحزب الله اللبناني وحماس لبناء شبكة نفوذ اقليمية تمتد من سوريا الى لبنان والضفة الغربية والآن مصر وحتى ابعد ، ومطامح تركيا الاقليمية والعالمية ، وليس انتهاء بنفوذ الصين المتزايد وقضايا الطاقة والاقتصاد وارتفاع اسعار المواد الغذائية والبطالة الواسعة والارهاب والانقسامات القبلية والركود الاقتصادي واعادة تصميم النسيج الاجتماعي بتأثير التكنولوجيات الجديدة. وتقول المجلة ان هذه التحديات تعطي فكرة عن جسامة المهمة المتمثلة في صوغ شيء يمكن تسميته "سياسة اميركية متكاملة تجاه الشرق الأوسط".