أخبار

ستروس-كان دخل تاريخ صندوق النقد من بابيه الكبير والصغير

قراؤنا من مستخدمي إنستجرام
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال حسابنا على إنستجرام
إضغط هنا للإشتراك

واشنطن: دخل دومينيك ستروس-كان الذي استقال الخميس من منصب مدير عام صندوق النقد الدولي، تاريخ هذه المؤسسة من بابه الكبير من خلال ما ادخل عليها من تحديث وبابه الصغير بسبب سيرته التي انتهت بالاعتقال بتهمة اخلاقية.

وقدم وزير المالية الفرنسي الاسبق الخميس الى مجلس ادارة صندوق النقد الدولي استقالته التي بدا وكانه لا مفر منها وذلك في رسالة كتبها من سجنه في رايكرز ايلاند بنيويورك. وقال ستروس-كان في اول تصريح علني منذ توقيفه في قضية اعتداء جنسي "بحزن كبير اجد نفسي اليوم مضطرا لعرض استقالتي من منصبي كمدير عام لصندوق النقد الدولي على مجلس الادارة".

واضاف "اريد ان اصون هذه المؤسسة التي خدمتها بشرف وتفان واريد خصوصا ان اكرس كل قواي ووقتي وطاقتي لاثبات براءتي". وسيذكر التاريخ على الارجح صورة ذلك الرجل النافذ في هذا العالم وهو محاط بشرطيين لدى مغادرته مفوضية الشرطة مكبل اليدين وراء ظهره.

ولم يدخر ستروس-كان (62 سنة) منذ توليه مهامه في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، جهدا في ما كان يعتقد انه يخدم الاقتصاد العالمي. وعكف ستروس-كان، لدى توليه مهامه في مؤسسة كانت تتساءل حول مستقبلها وتتعرض الى انتقادات عديدة تقول انها غير مفيدة ومضرة، في مرحلة اولى على رفع معنويات موظفيه وقام باعادة هيكلة الصندوق.

وهو بذلك يترك لخليفته مؤسسة دولية يطغى عليه عنصر الشباب ونافدة ومحل احترام. وقال الاقتصادي الاميركي كولن برادفورد ان "صندوق النقد الدولي تحول اليوم بوضوح الى ابرز مؤسسة دولية". وعلى الساحة الدبلوماسية والمالية اطلق ستروس-كان العنان لكل قدراته كاقتصادي محب للاطلاع فكريا ومنفتح على كل المبادرات الجريئة، اضافة الى مهارته السياسية التي جلبت له تنويه العالم اجمع.

وكتب محمد العريان الرئيس التنفيذي في مؤسسة بيمكو الاستثمارية العالمية التي تعتبر من أكبر شركات إدارة الأصول في العالم والذي كان عمل خبيرا اقتصاديا في صندوق النقد الدولي، ان "الازمة المالية منحت الصندوق فرصة البدء في اعادة ترسيخ مكانته في العالم وقد اغتنم ستروس-كان تلك الفرصة".

وفي كانون الثاني/يناير 2008، وبينما كانت الحكومات ترى ان تلك الازمة بسيطة دعا ستروس-كان الاقتصادات الكبرى في العالم الى وضع خطط انعاش، مخالفا تقليدا كان سائدا بين اسلافه. وقد عمل ستروس-كان المسافر الذي لا يكل، بدون هوادة على تنويع وجهات النظر داخل مؤسسة تعتبر بمثابة رمز النظام الراسمالي الغربي الى احد انه اعلن في نيسان/ابريل 2011، انتهاء "توافق واشنطن" تلك المجموعة من العقائد الليبرالية.

وبعد ان كان من بين مؤسسي اليورو، كان ايضا في الخط الامامي عندما هددت ازمة الديون العامة الاتحاد النقدي داعيا الى تضامن الحكومات. وقد لا يتحقق حلمه المتمثل في سلطة مالية اوروبية تنظم هذا التضامن على الامد الطويل.

وكان اسلوبه لا يروق فحسب الى وزراء المالية ورجال المصارف المركزية بل ايضا الى الناخبين الفرنسيين حيث افادت الاستطلاعات منذ 2009 انه الاوفر حظا للفوز بالانتخابات الرئاسية المقررة في ربيع 2012. وقد تبدد هذا الحلم فجاة. الا ان ارث ستروس-كان سيترك بالتاكيد بصمة لا تمحى، فكل الذين صفقوا لخطابه حول "حماية الاكثر هشاشة" ومكافحة انعدام المساواة لن يقبلوا ان يعود خليفته الى الخطابات السابقة حول "التعديلات الهيكلية".

التعليقات

جميع التعليقات المنشورة تعبر عن رأي كتّابها ولا تعبر بالضرورة عن رأي إيلاف