الصحافة الأميركية ترصد تشابهاً بين منطق بوش وأوباما
يمكنكم الآن متابعة آخر الأخبار مجاناً من خلال تطبيق تلغرام
إضغط هنا للإشتراك
رأت الصحافة الأميركية تشابهاً في منطقي بوش وأوباما بعد خطاب الأخير الذي أوضح أن دعم الانتقال إلى الديمقراطية ستكون السياسة الجديدة للولايات المتحدة.
القاهرة: ردود أفعال واسعة حظي بها الخطاب الذي ألقاه يوم أمس الرئيس الأميركي، باراك أوباما، وتناول العديد من القضايا والملفات، وإن جاء متمركزا ً على زوبعة التغيير التي بدأت تهب على منطقة الشرق الأوسط، سيما بعد تأكيده أن تعزيز الإصلاح في جميع أنحاء المنطقة ودعم الانتقال إلى الديمقراطية ستكون السياسة الجديدة للولايات المتحدة.
وهو المعنى الذي أوضحت اليوم تقارير صحافية أميركية أن أوباما سعى لتوصيله بصورة علنية وبدون تحفظ ودون أن يترك أثراً من السخرية أو التأمل الذاتي، متبنياً عقيدة بوش، التي جعلت انتشار الديمقراطية الهدف الأميركي الأول في الشرق الأوسط.
وفي هذا السياق، خصصت اليوم صحيفة واشنطن بوست الأميركية تقريراً أبرزت من خلاله أهم النقاط التي ارتكز عليها أوباما في خطابه يوم أمس، والتي توضح وجود تشابه كذلك في منطق أوباما وبوش، على حد سواء. واستهلت الصحيفة حديثها بقول أوباما " حاول عدد كبير من قادة المنطقة أن يوجهوا مظالم شعوبهم إلى أماكن أخرى. وكان يُوَجَّه اللوم إلى الغرب على اعتبار انه مصدر جميع الشرور".
وكذلك تصريحه الذي قال فيه :" لدينا مصلحة ليس فقط في استقرار الأمم، لكن أيضاً في تقرير الأفراد لمصيرهم". ثم مضت الصحيفة تشر إلى جزئية ضرب فيها أوباما المثل على الديمقراطية التي يتطلع إليها الشعب الأميركي، حيث قال :" شاهدنا في العراق الوعد الخاص بتأسيس دولة ديمقراطية متعددة الأعراق والطوائف. وهناك، رفض الشعب العراقي مخاطر العنف السياسي من أجل عملية ديمقراطية ... ويستعد العراق الآن للعب دور رئيسي في المنطقة". وبإحيائه للعقيدة التي تجمع بينه وبين بوش، قال أوباما " أمام الرئيس الأسد الآن خيار: فبمقدوره أن يقود هذا الانتقال إلى الديمقراطية، أو يتخذ قراراه بالخروج من الطريق".
وبينما يخوض الرئيس بشار الأسد حرباً شاملة ضد شعبه، انتقدت الصحيفة الأميركية الطريقة التي تتعاطي من خلالها إدارة أوباما مع النظام السوري، في وقت يتعين عليها أن تعلن أن الأسد فقد شرعيته، كما هي الحال مع القذافي. وفي ما يتعلق بملف النزاع الفلسطيني- الإسرائيلي، انتقدت الصحيفة استعانة أوباما برمز للقضية يعتمد على وجود إسرائيل، بعد إعلانه " سيكون هناك سلاماً دائماً .. إسرائيل كدولة يهودية ووطن للشعب اليهودي ودولة فلسطين كوطن للشعب الفلسطيني".
واعتبرت واشنطن بوست أن إعلان أوباما أن "حدود إسرائيل وفلسطين ينبغي أن تستند على حدود 67 مع مبادلات متفق عليها من الجانبين" يمثل صياغة جديدة مواتية لمطالب العرب القصوى. حيث لم يسبق لأي رئيس أن أيد علناً وصراحةً حدود 1967.
وما زاد من قلق إسرائيل، وفقاً لما ذكرته الصحيفة، هو إغفال أوباما لتأكيدات أميركا السابقة المتعلقة بالاعتراف بـ "حقائق على أرض الواقع" في تعديل حدود عام 1967، وهو ما يعني موافقة أميركا على إدراج إسرائيل للمستوطنات القريبة المأهولة بالسكان في أي صفقة تعني بتبادل الأراضي. وبإغفاله ذلك، قالت الصحيفة إن أوباما ترك انطباعاً باللامبالاة تجاه مصير تلك المستوطنات. وهو ما سيشكل تغيراً كبيراً في السياسة الأميركية وضربة قوية للإجماع الوطني الإسرائيلي.
ومن خلال الدعوة التي وجهها أوباما للفلسطينيين والإسرائيليين كي يعودوا مرة أخرى إلى مائدة التفاوض، رأت الصحيفة في الختام أنه يتعين على الفلسطينيين أن يوضحوا ما تم إعلانه مؤخراً عن الاتفاق الذي تم التوصل إليه بين فتح وحماس - وتساءلت : كيف يمكن التفاوض مع طرف أظهر عدم رغبته في الاعتراف بحقك في الوجود ؟